-
-
"فَمَا هُوَ أَجْرِي؟ إِذْ وَأَنَا أُبَشِّرُ أَجْعَلُ إِنْجِيلَ الْمَسِيحِ بِلاَ نَفَقَةٍ حَتَّى لَمْ أَسْتَعْمِلْ سُلْطَانِي فِي الإِنْجِيلِ" (رسالة كورنثوس الأولى 9: 18).
يَعملُ بعضُ النَاسِ فَقط من أجلِ الحُصولِ على شَيكٍ بِالمُرتبِ. والذي يَزرعُ يُفكر في الحَصادِ. والذي يُبشرُ بِالإنْجيلِ، يَنبغي أن يَفعلَ ذَلك أيضاً، ويُفكر في المُكافأةِ التي عندَ الرَّبِّ. ويَجبُ أن نَكنُزَ للحياةِ الأبديةِ (متى 6: 19-20). فلا تَطلُب أبداً، أو تَقبل دَفعَ أي ثَمنٍ عنْ الذي تفعلهُ بِاسمِ الرَّبِّ. أتبع إرشاداتِ بُولسَ الرَسُول: أن ولا تَتجاوز حُدودَ سُلطتكَ المَمنوحةَ لكَ في الإنْجيلِ (متى 10: 8).
سَيكافئُنا الله على كُلِّ عَملٍ نعملهُ مِن أجلِ الإنْجيلِ. والذينَ يُدعونَ في آخرِ سَاعةٍ للخدمةِ سَيتقاضونَ نَفسَ الأجرِ معَ الذين كَانوا يَعملونَ في الحقلِ مُنذُ البِدايةِ (متى 20: ه - 16). فالرَّبُّ يُعطي كمَا يُريد، وهَذا بِلا شَكٍ، هُو الأفضلُ. ويَجبُ أن يَكونَ لدينا ثقةٌ في الحصولِ على المُكافأةِ مِنهُ. ولكِنْ ومعَ ذَلك، فعلينَا أن نَجتهدَ لتنفيذِ تَوجيهاتهِ، وإلا، سَوفَ نَدفعُ الثمنَ، بِسببِ هلاكِ النُفوسِ التي كنا لها مِثالاً سَيئاً.
عَملُنا في الرَّبِّ مُماثلٌ لمَا يَفعلهُ الفلاحُ عِندمَا يزرعُ البُذورَ الحَقيقيةَ، الغَيرُ بَائدةِ. فيجبُ أن يَكونَ هَدفُنَا حَصَادٌ أكثرَ. والرَّبُّ يُعطي أكثر بِشرط أن نَزرعَ ونَسقي في الوَقتِ المُحددِ. لقد شَعَرَ النَبي دَاوُّد بِحماسٍ كَبيرٍ عِندمَا عَلمَ بِالمُكافأةِ التي سَوفَ يُعطيهَا شَاولَ للذي سيَغلبُ الشَخصَ العِملاقَ (1صَموئيلَ 17). ونَحنُ لدينَا الكثيرُ من وعُودِ الرَّبِّ المُفرحةِ. لَا تَضِلُّوا! ٱللهُ لَا يُشْمَخُ عَلَيْهِ. فَإِنَّ ٱلَّذِي يَزْرَعُهُ ٱلْإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضًا (غلاطية7:6).
إن الاهتِمامَ بِمُكافأتِ الرَّبِّ ليْس شَيءٌ خَاطئاً. فَالرَّبُّ يَسُوع نَفسهُ هو الذي وعَدنا بأنهَا سَتكونُ أضعافاً 30 و 60 و 100 مرة (متى 23: 13؛ مرقس 4: 20). فلماذا لا تُريد ولا تُطالب بِما وعَدكَ بهِ؟ بالتأكيد نَحنُ نَخدمهُ بِمحبةٍ. ولكِنْ، نَحنُ نَتصرفُ كالمُزارعِ: يُحبُ أرضهُ، لأنهُ يَعيشُ من خَيراتِها. وليْس هُناكَ خَطأ، إن ننتظرَ مَا زَرعناهُ بِالدُموعِ، لكي نَحصُدهُ بالابتهاجِ (المزامير 126: 5، 6).
حِفظُ الكُنوزِ الرّوحيةِ للأبديةِ هو سِرٌّ. وهُناك لنْ يَكونَ لدَينا عَملٌ، بل فَقط، مُكافأتٍ على ما فَعلناهُ هُنا على الأرضِ، وفي خِدمتنَا للرَّبِّ. أمَا الذينَ لديهِم أشياءٌ أخرى أكثرُ أهميةٍ يسعون لامتلاكِهَا، فهؤلاءِ سَوفَ يحزونَ ويَكتئبونَ، عِندمَا يَرونَ أنهُم خَسروا كُلَّ شيءٍ ولم يَحصُلوا على شيءٍ. فَكُن حَذراً في اِستخدامِك للوزناتِ التي أُعطيتَ لكَ. (متى 25: 14 - 30)
يَتصرفُ الكثيرُ من خُدامِ الرَّبِّ بِطريقةٍ لا مَعنى لهَا على الإطلاقِ. مِثل جَيحزي، فلقد أهتم بِالمُكافأةِ التي قدْ يَحصُل عَليهَا من نُعْمَانَ ٱلْأَرَامِيِّ. (2 الملوك 5: 20). فَهُناك أشخاصٌ يَفشلونَ في مُهمتهِم بِسببِ النظرِ لأشياءٍ أُخري أو أشخاصٍ أخرينَ. وفي رَأيي، يَنبغي على المَسيحي أن لا يَطلبَ حُقوقَ النشرِ عنْ المُوسيقى التي يُؤلفهَا أو يُسجلهَا. ولكِنْ أن كان هُناك شَركاتُ تَسجيلٍ وتَدفعُ لهُ، لا بَأسَ بِذلك.
يَجبُ على خَادمِ الله أن يَنتهزَ الفُرصة للقيامِ بأي شيءٍ يُمجدُ الرَّبَّ. ولا يَسعى أبداً إلى أي مُكافأةٍ من بني البَشر، أو يَطلبَ مُقابلَ ما فعلهُ من أجلِ أسم يسوع. فَمهمَا كانت الظُروف، لا تَستغل سُلطانُك الذي في الإنْجيلِ.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز