-
-
"فَلْيُرْضِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا قَرِيبَهُ لِلْخَيْرِ لأَجْلِ الْبُنْيَانِ" (رومية 15: 2).
يَجبُ علينا أن نهتمَ دَائماً بما تُخبرنا به كلمةُ الله. لأن هُناك الكثيرُ من الأشخاصِ يوافقون على أخطاءِ الاخرينَ، ويَظنونَ أنهُم بِذلكَ يُطيعونَ الرَّبَّ. والذي "يُوافقُ" على خَطيئةِ أحدٍ، يَجعلهُ مُذنباً كالذي أرتكبَ الخطيئةَ. فمنَ الجيدِ أن نُوبخ بِطريقةٍ صَادقةٍ، وصَريحةٍ.
يجبُ علينا طاعةُ الكلمةِ في جَميع قَراراتِنا ورُدودنَا. وإذا كنَا صَادقينَ وطلبنا التوجيه الإلهي، فإن الرُّوحَ القُدس سَوفَ يَقودنا إلى التصرفِ وقولُ الكلماتِ الصَحيحةِ في كُلِّ الظُروفِ. أخي، لمْ يُعطى لنا أي تَعليمٍ في الكتابِ المُقدسِ بالصُدفةِ. فمن خِلالهِ يُرشدنَا الرَّبُّ لحياتِنا وتصرُفاتنا. ولذلك، فكلُ الذين يُريدون إرضاءَ الله، لنْ يفتقروا لتوجيهاتهِ.
يَعتقدُ الكثيرونَ من الناسِ، أنهم يرضونَ الآب، ولكنهُم في الواقعِ، هُم يُرضونَ الشَّيْطان. فعندمَا يَرتكبُ الزوجُ أو الزوجةُ، الأبناءُ أو الأصدقاءُ خَطيئةً، يعتقدوا هؤلاء أنهُ لا ينبغي عَليهم تَوبخهُم ويَصمتونَ على ذَلك، وهَذا بالضبط مَا يُريدهُ العدوُّ. ولكِن، عندمَا نُوبخُ شخصاً لسببٍ مَا حقيقي، فَهذا يعني عَمل من أعمالِ الرحمةِ الإلهية، للشخصِ المُتضررِ من هَذه الخطيئة. وإذا كان حَكيماً، سَوف لنْ يَرفضَ التوبيخَ. فلقد وبخَ الرسُول بُولس، الرسول بُطرس، لكنهُ فعلَ ذلك بأدبٍ دُون أن يُهينهُ (غلاطية 2: 11).
يَنبغي أن نَسمح فقط بكُلِّ ما هو جَيدٌ للبُنيانِ. لذلكَ، فَبممارسةِ أحدِ أبناءِ الرَّبِّ للشذوذِ الجِنسي، أو تَعاطي المُخدراتِ أو مُمارسة أي خطيئةٍ أخرى يُدينهَا الكتاب - والقول لهُ أنك تَتفهمُ هَذا الوضع، ورُبما سَيتغيرُ في يومٍ ما – فأنتَ تُعطي الشَّيْطان الحقَّ بالاستمرارِ في اِستعمالِ ذلك الأبن. أخي، يُعلنُ الكتابُ المُقدس أن حَتى عَائلاتِنا وأصَدقائِنا، يَجبُ أن نَتركهُم إذا لزمَ الأمرُ من أجلِ الإنجيلِ(متى 10: 37؛ لوقا 14: 26). لِذلك، حَتى لو خَسرنَا صَداقةٍ ما، يجبُ علينا أن نبينَ لهُ أننا لا نُوافقهُ فيمَا يفعل. لأن ذَلك سوفَ يقودهُ إلى الجحيمِ. فعندما نستخدمُ الكتابَ المُقدس لإظهارِ اخطاءِ شخصٍ مَا، سوف يَشعرُهُ ذلك بأنهُ كان يفعلُ بالضبط، مَا يطلبهُ الشَّيْطان منهُ، ليأخذهُ إلى الهاويةِ. وكذلكَ سيدركُ الثمنَ الذي سَيضطرُ لدفعهِ بعدمِ طاعتهِ للرَّبِّ. ولكنْ، عندمَا يتوب فقط يَحصُل على الرحمةِ والغُفرانِ من الرَّبِّ القديرِ. وإذا تعاملنا بِطريقةٍ أمينةٍ، وصَحيحةٍ وحازمةٍ، مع من يَفعلُ الخطيئةَ، فإننَا سَنقومُ بأفضلِ عملٍ.
المُوافقةُ على أخطاءِ أحدِ الأشخاصِ هو أسوأُ شيءٍ يُمكننا فِعلهُ. ووفقاً لكلمةِ الرَّبِّ :"إِذَا أَخْطَأَ أَحَدٌ وَسَمِعَ صَوْتَ حَلْفٍ وَهُوَ شَاهِدٌ يُبْصِرُ أَوْ يَعْرِفُ، فَإِنْ لَمْ يُخْبِرْ بِهِ حَمَلَ ذَنْبَهُ. (لاويين 5: 1). فلا تَكُنْ مُذنباً بسببِ أخطاءِ الآخرين. حتى لو كانَ هَذا سَيُكلفك ثَمناً بَاهظاً. فلا شيءَ يَجعلُك تُعاني بِسببِ ذنبِ شخصٍ أخرٍ أياً كان.
كُلُّ شيءٍ يَستحقُ التضحيةَ بهِ من أجلِ مَحبةِ يَسُوع والإنجيلُ المُقدس، فقدْ قال الرَّبُّ:" وَكُلُّ مَنْ تَرَكَ بُيُوتًا أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَبًا أَوْ أُمًّا أَوِ امْرَأَةً أَوْ أَوْلاَدًا أَوْ حُقُولاً مِنْ أَجْلِ اسْمِي، يَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ وَيَرِثُ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ".
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز