-
-
"وَأَنَا أَعْلَمُ أَنِّي إِذَا جِئْتُ إِلَيْكُمْ سَأَجِيءُ فِي مِلْءِ بَرَكَةِ إِنْجِيلِ الْمَسِيحِ" (رومية 15: 29).
هُناك مَسئوليةٌ كبيرةٌ علينا: وهي أن تكونَ نُفوسنَا ناجحةً دائماً، وفي مِلء البَركة. لأن ذلكَ سوفَ يعودُ بالخيرِ الكثير على الجميعِ، بما فيهم نَحنُ. وسَنعيشُ بذلك بِفيضِ المسحةِ الإلهيةِ. رسالةُ الإنجيلِ هذهِ، يُمكننا رُؤية أن الرسُول بُولسَ قدْ أعدَ نفسهُ للذهابِ للقاءِ إخوتهِ في روما، وكانَ في ملءِ بركةِ المَسيحِ. يا لهُ من شيءٍ رائعٍ، إذا كان الذينَ يأتونَ للقائنا بنفس هَذهِ الحالةِ! نَعيشُ نحنُ في عالمٍ مليءٍ بالأشياء الشَرّ- وهَذا صَعبٌ جِداً، وقدْ تتلوثُ قُلوبنَا بهِ مراتٍ عديدةٍ، ولكِنَّ زيارةً واحدةً من أولئك المملؤينَ من البركاتِ السماويةِ سَتكونُ مُفيدةٌ جداً لنَا.
نَحنُ المُخلصينَ كمَا الضائعينَ بِحاجةً إلى الشخصِ الذي يَعيشُ في ملءِ بركةِ المَسيحِ. فالتجاربُ تأتي على الجميعِ، وربما على القديسينَ أكثرَ. ومع ذلك، عندما نُقابلُ الذي يَحملُ الحُضور الإلهي، فالكلمةُ الممسوحةُ التي يقولهَا لنَا، سوف تَكونُ قادرةً على اِنقاذنَا من الهَاويةِ وأخذنا بَعيداً عنْ السُقوطِ. علاوة على ذَلك، فالمرضى، المَملؤين بالمشاكلِ أو الذينَ تركوا طريقَ الرَّبِّ، سوف تَنفتح أعينهُم وسَيثبتونَ في الإيمانِ.
ولأننا أعضاءٌ في جسد المسيحِ (١ كورنثوس 12: 12 - 31)، نحنُ أيضاً أعضاءٌ بعضُنا لبعض. واذا سقط واحدٌ منا، سوفَ نُعاني من خسارتهِ جميعُنا، لكِنْ، إذا سقط واحدٌ منا ونهض بإيمانٍ أكثرَ، سنحصُل على مَكسبٍ كبيرٍ. فالذي سقطَ اليوم يُمكنُ أن يَكونَ بركةً لنا غَداً.
ليسَ من الحكمةِ التصرف مثل قايين، الذي قال للرَّبِّ أنهُ ليسَ مسؤولٌ عن حِراسةِ أخيهِ (سفر التكوين 4: 9). ولكنْ، يجبُ علينا ألا نَنسى أننا وضِعْنَا في مَلكوتِ اللهِ، لكي نخدمهُ ونخدمَ إخوتنَا. فليس بِقولنَا اليوم كُلهُ "هَللويا"، على سَبيلِ المَثالِ، أننا نَخدمُ الرَّبَّ، وهَذا خطأ كبير. نَحنُ نُقدمُ خدمةً للرَّبِّ عندما نُطيعُ وصاياهُ. لقد قالَ المُعلمُ لتلاميذهِ أنهُ ينبغي عَليهم اِعطاءُ الطعامِ للذينَ كانوا مَعهُ، الذين لمْ يأكلوا طعاماً منذُ وقتٍ طويلٍ. فيا أخوتي نحنُ لدينا العالمُ كلهُ مُحتاجٌ أن يَأكُل من خُبزِ الحياةِ.
نَسقطُ نحنُ المسيحيينَ عندمَا نكونُ خارجَ دَائرة العنايةِ الالهيةِ. أما إذا كُنا مَملوءين بالبركةِ، نَستطيعُ مُساعدةَ إخوتنَا بعدمِ اعطاءهم شَهادةً سيئةً عنْ نعمةِ الرَّبّ يسُوعُ في حَياتنا. وباختصارٍ، جميعُ الذينَ نالوا الخَلاصَ صَاروا رسَالةً حَيةً مكتوبةً بِروحِ الله الحيِّ، والتي سوفَ يقرأهَا البعيدينَ لكي يَعرفوا إرادةَ الله من أجلهِم. (٢ كورنثوس 3: 3)
فيا أخي، كائناً منْ كُنت، لا تعش دُون فِيضِ المِسحةِ الإلهيةِ، لأنك ستحتاجُ أنتَ أو أي أحدٍ من أسرتكَ إلى المعونةِ الإلهيةِ. وهَذه المعُونةُ لا تأتي من الرَّبِّ بِطريقةٍ رُوحيةٍ، إنما عنْ طريقِ أبنائهِ، الذين يَعيشونَ في حضرتهِ ويَستمتعونَ بجميعِ عَطاياهِ.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز