-
-
"وَأَنَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أُكَلِّمَكُمْ كَرُوحِيِّينَ بَلْ كَجَسَدِيِّينَ كَأَطْفَالٍ فِي الْمَسِيحِ".(1 كورنثوس 3: 1)
كانَ بُولس الرسُول يَستطيعُ إعطاءَ أكثرَ للأخوةِ في كُورنثُوس. هَكذا أيضاً، نَظرتُنا المَحدودةُ تَجعلُ الرَّبَّ غيرُ قادرٍ على أن يَمنحنَا المَزيد. ومَع ذَلك، إن كُنا حُكماء، يَفرحُ قلبُ الآبِ (الأمثال 23: 15). لِذلك، نحنُ بحاجةٍ إلى أن نَنمو لحياةِ البُلوغِ في الإيمانِ ولا نُخيبُ ظنَّ العليِّ فينا، لأن هُناك أكثر من ذلك بكثيرٍ في اِنتظارنَا.
كانَ من المُمكنِ أن تكونَ زِيارةُ الرسولِ نافعةٌ أكثرَ من أجلِ نُموِ هَؤلاء الأخوةِ، ولكن لسُوءِ الحظِ، أنهُم كانوا "في الجسدِ". ولهَذا السبب، الفهمُ الرائعُ الذي قدْ أعطاهُ الرُّوحُ القُدس لبولسَ لمْ يتمكنَ من نقلهِ إليهِم، واِضطر للحديثِ عن أشياءٍ بسيطةٍ للرَّبِّ. وسَوفَ يحدثُ نفسُ الشيء معنَا إن لم نَنمو في المجال الرُّوحي بشكلٍ أفضل. فعلينا أن نَتذكرَ مبدأ الإنجيلِ هو إعطاءُ الأكثر لمن لهُ أكثر (لوقا 12: 48).
يَجبُ أن نَعترفَ أن ما حَدثَ في كنيسةِ كُورنثوسَ قدْ حَدثَ في كنائسنَا أيضاً. فحتى الأشخاصُ المُثقفين، والمُتعلمين، والمعروفينَ بالحكمةِ، لا يُحاولونَ مُمارسةُ هذهِ الحقيقةِ. وللأسفِ الشديدِ، مَا يَهتمونَ بهِ هو مَعرفةُ ما إذا كان أحدٌ سَيُصلي من أجلِّ المَرضى أم لا، وسُوف يُحركُ المَشاعر أم لا، أو سَوفَ يُطلبُ منَ الشعبِ إعطاءَ المزيدِ من العَطايا أم لا، ويَعدُ بأنَ كُلَّ من يَقومُ بِذلكَ سَوفَ يَزدهرُ. أمَا عِندمَا يَتطورُ الشَخصُ رُوحياً، فإنهُ يَتركُ أمورَ الصِبيانِ ويَعيشُ في مُستوى أعلى!
يَفرحُ قلبُ أي أبٍ بالابنِ، عندمَا يُصبحُ حكيماً في العَديد من مَجالاتِ الحَياة. وهَذا يَحدثُ أيضاً مع الله، الذي هو أبانا الحَقيقي. وأيضاً إذا كُنا حُكماء، سَوف نَجعلُ قلبهُ يَبتهجُ. وعِندمَا يَكتشفُ خادمَ الله حُقوقه في المَسيح، يَتعلمُ أن الرَّبَّ هو صَالحٌ ولا يَمنعُ عنهُ الخير أبداً (المزامير 84: 11). ولأن الله يفرح بنا، فبإيمانٍ بسيطٍ يُمكننَا الحصول على كُلَّ مَا هُو لنَا.
فَلا تَتسول البَركات، ويجبُ أن تَكبر رُوحياً، وتتمتع بِكُل الوعودَ الإلهية. وفقد أنجز الرب وعده في الجزء الذي ينتمي إليه. وإذا كانَ هُناك نقصٌ ما في حَياةِ أي فردٍ من أبنائهِ، فهو إشارةٌ بأن هَذا الشَخص لا يزالُ يعيشُ حسب الجَسدِ. فخادمُ الرَّبِّ عِندما يَنمو رُوحياً، يَبدأ في الاستمتاعِ بالحياةِ الوفيرةِ التي وهَبها الرَّبُّ يَسُوع لنا (يوحنا 10: 10). فكيفَ تَعيشُ أنت؟ وألم يَحِنُ الوقتُ لكي تنمُو وتعرف مَكانتكَ في المسيحِ؟
إن لمْ تنمو في الإيمانِ، سوف تُخيبُ أملُ الرَّبِّ فيك. فقدْ كان أبطالُ الإيمانِ لديهِم الشجاعةُ التي كانت تُرعِبُ الأعداءَ. فقد كان داوُد أيضاً صبياً بالجسدِ، إنما رجلاً بالرُّوحِ في محضرِ الرَّبِّ، ولمْ يَخف، وعرفَ أنهُ الوقتُ المُناسبُ لمُواجهةِ جُلياتَ الجبار.
وبِمجردِ أن ظهَر الرجلُ العِملاقُ أمامهُ، رَكض للقائهِ (صموئيل الأول 1: 17). يُريدُ الرَّبُّ أن يَراك هكذا! وعند الرَّبِّ العليِّ أكثرَ بِكثيرِ مما اختبرتهُ في اِنتظاركَ!
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز