-
-
ثُمَّ بَعْدَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً صَعِدْتُ أَيْضاً إِلَى أُورُشَلِيمَ مَعَ بَرْنَابَا، آخِذاً مَعِي تِيطُسَ أَيْضاً. وَإِنَّمَا صَعِدْتُ بِمُوجَبِ إِعْلاَنٍ، وَعَرَضْتُ عَلَيْهِمِ الإِنْجِيلَ الَّذِي أَكْرِزُ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، وَلَكِنْ بِالاِنْفِرَادِ عَلَى الْمُعْتَبَرِينَ، لِئَلاَّ أَكُونَ أَسْعَى أَوْ قَدْ سَعَيْتُ بَاطِلاً (غلاطية 2: 1- 2).
هلْ تُطيعُ الوصايَا الإلهية؟ كمْ من الوقتِ لم تُقدم الحِسابَ عن خِدمتِك للإنجيلِ؟ ألم يُكلمكَ الرَّبُّ من أجلِ ذَلك؟ ربما كُنت تَجري، أو تَمشي أو تزحف عَبثاً. وفي النِهاية، كُلنَا جَميعاً مُخَلصين من أجلِ الخِدمةِ. ولا أحد مُستبعد أن يَكونَ جُندياً للرَّبِّ.
يُقلقنَا مَعرفةُ أن هُناكَ البعضُ منا لا يَعرفُ المسئوليةُ المُلقاة على عَاتِقنا، وهَذا يَحدثُ مع مُعظمِ أعضاءِ جسدِ المَسيحِ. وهُناك الكثيرُ من الناسِ يخدعونَ أنفُسهم، ويعتقدونَ أنهُم مَدعوينَ لخِدمةِ الله فقط وللاستمتاعِ ببركاتهِ - والأسوأ من ذلك، هُو أن العَديدَ منهُم لا يشاركونَ في خِدمتهِ بأمانةٍ. اِحترس، لأن العدوَّ قد عَمِلَ على تحويلِ شعبِ الرَّبِّ إلى جُهالٍ في المَسائلِ الرُّوحيةِ!
لنتحدث بِكلامٍ أوضح: هلْ فكرتَ في يومٍ من الأيام، أنك يَجبُ أن تقدمَ حِساباً عنْ المفروضِ عليكَ القيامُ بهِ من أجلِ الرَّبِّ؟ أم تعتقد أنك أنت الذي اِخترتهُ، ولذلك، لست بِحاجةٍ لأن تَحملَ ثَمراً؟ إذا كانت هَذهِ طريقتكَ في التفكيرِ، فهذا مُؤسفٌ جداً. أستمع جَيداً! أن الله لمْ يُعطينا فقط وعُودهُ خِصيصا لنَا، لكنه، أعَطانا كُل الوصايا المكتوبةُ في الكتابِ المُقدس. وسَنخسرُ كثيراً، إذا لمْ نقُم بِواجبنا على أكملِ وجهٍ. فنحنُ نحملُ على عَاتقنا واجبَ الكرازةِ بالأخباِر السارةِ (الإنْجيل) للخليقةِ كُلهَا.
أمَا إذا كانَ الرَّبُّ لم يَتحدث مَعك حَول هَذا المَوضوعِ، الغايةِ في الأهمية، فَهذا يَعني أنهُ يُعاملُك كنغلٍ وليس كَابنٍ. وكيف يُمكنك القولُ بأنك عُضو في جسدِ المسيحِ ولم تفعل لهُ شيئاً؟ العلكَ عُضواً مَيتاً، يَابس أو غيرَ مُثمرٍ، فهذا يُلوثُ باقية الجَسدِ ويَجبُ إزالتهُ، أليْس كَذلكَ؟ هل سَيسمحُ الرَّبُّ لعضوٍ من جَسدهِ بتلويثِ البَقيةِ؟
يَزحفُ ويَمشي ويَركُض العديدُ من البشرِ، بِطريقةٍ غيرُ مُثمرةٍ في الإيمان. لأنهم لمْ يتعلموا أنهُم حَصلوا على الخلاصِ، لكي يُنفذوا وصِية الرَّبِّ في الكنيسةِ. أما الذي يَعيشُ كما لو كان كُل شيءٍ سينتهي عند موتهِ، فَبلا شك، ليس لديهِ أدنى فِكرةٍ عن معنى الخلاصِ الذي قدْ دُعيَّ إليه.
إن مشيئةَ الله لا يُمكن اِستبعادُها. وللأسفِ الذين يَفعلون ذَلك، سَيرونَ في اليومِ الأخيرِ، أنهم قدْ خُدعوا من العدوِّ. جَعل غُرورِ الغِنى، وهُمومَ العالم وشَهواتهِ، الناس تفشل في القِيامِ بِواجباتهم نحو الرَّبَّ(مرقس 4: 19) ، وهَذا هو السَببُ في أن الملايينَ منهُم سَيذهبون إلى الهَلاك الأبدي.
فَابحث عنْ الخُدام الذينَ أختارهُم الآب، وأخبرهُم بِما كُنت تَفعلهُ. وسَيستخدمهُم الرَّبُّ لكي يُعطوك الارشاداتِ الجَيدةِ والمُثمرةِ.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز