-
-
"وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ، فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ." (يعقوب 5:1)
في الحقيقة نحن لا يعوزنا شيء، لكن إن حصل هذا الأمر، كلّ ما علينا فعله أن نطلب من الله، لأنَّ ذراعيه مفتوحتان كلَّ حين لمباركتنا، وهو لا يذلُّنا بتذكيرنا بخطايانا. في الحقيقة، هناك دائماً بركةٌ لنا عندما نحتاجها.
إنَّ الذين يهابون الله العليّْ لن تعوزهم الحكمة مطلقاً، لأنَّ رأس الحكمة في الحياة المسيحيَّة هي مخافة الرب (مزمور 10:111، أمثال 7:1). حسنٌ، إن كان أحدٌ لا يحترم إرادة الله في حياته فهو لن يضع هذا الامتياز كأساس لها. فنحن نعيش حياتنا بحكمةٍ لأننا نملك الوصايا الإلهية ونعمل بها؛ والتي من خلالها نستطيع الحصول على صورةٍ كاملة عن عمل الله وبالتفصيل. من جهة أخرى، إنَّ الذين لم ينالوا الحكمة يعيشون حياتهم كما لو أنَّ الرب لا يحيا فيهم؛ فيسقطون بالخطية عند كل تجربة.
إنَّ العدو نجح بجعل العديد من خدَّامِ الله يعيشون حياتهم كما لو أنَّهم لم ينالوا عطيَّة الحكمة. وبحسب رسالة يعقوب، إنَّ الجميع قد نال تلك العطيَّة الثمينة، لكن إن أعوزتهم، كلَّ ما عليهم فعله هو أن يصرخوا إلى الرب من أجلها. ولكن، يجب عليهم أولاً أن يمتحنوا أنفسهم، إن كانوا حقاً يفعلون ما طُلِب منهم، وأيضاً إن كانوا يتمِّمون إرادتهم الذّاتية أم إرادة الله. وعندما يتيقَّنون بأنهم يطيعون المكتوب، عندها يستطيعون أن يطلبوا البركة من الله ويؤمنوا بأنَّهم نالوها.
يقول الرسول يعقوب إنَّ الله العليُّ يعطي بسخاء للذين يسألونه، وهذا يعني أنَّ ذراع الله مفتوحة لنا دائماً. إذاً، ليس من الضروري على الإنسان أن يدَّعي حسنَ الخلقِ أو أن يتملَّق إلى الله من أجل أن يمنحه تلك العطيَّة أو غيرها. يا أخي، عليك فقط أن تطلب، أينما كنت، مستنداً على الوعد الكتابي–بإيمانٍ- بأنك ستنال كلَّ ما تحتاج. والآن، من العبث أن تطلب إن لم تكن مؤمناً أنَّ لك الطلبة التي طلبت.
ومن المهم أن تتذكر حقيقةَ أنَّ أبانا السماويّْ لا يقوم بإذلالنا، بل على العكس، فهو لا يذكر أفعالنا الأثيمة السالفة. إن خطرت أخطاؤك ببالك أثناء الصلاة، كل ما عليك فعله أن تعترف بخطيئتك وأن تطلب المغفرة من الرب. وعندها يجب أن تنسى تلك الخطيئة إلى الأبد؛ لأن التعدي المغفور لم يعد موجوداً في نظر الله؛ أي أنَّه لا يعود يذكر أفعالنا الماضية (عبرانيين 12:8). تذَّكر أنَّ الله العليّ لن يذلَّك مطلقاً بأفعالك الأثيمة السالفة، وأنَّ وعده هذا سيتحقق دائماً.
لقد كان الرسول يعقوب حازماً عندما قال إنك ستنال كل ما تحتاج عندما تطلب. في الحقيقة، سوف تنال الحكمة بكلِّ تأكيدٍ. إذاً، الآب السماوي لن يرفض منحك تلك العطيَّة الرائعة مهما كانت الظروف. أليس هذا رائعاً يا أخي؟ هل تعوزك الحكمة؟ إذاً، صلِّ وكن على يقين بأنَّ أبانا السماويّ سيمنحك تلك العطيَّة. هناك أمر آخر، قد تكون لديك احتياجات أخرى، تلك أيضاً سَتُسدد. إن كنت بحاجة للشفاء أو لحلِّ مشاكل ماليَّة، جاهد روحياً ضد كل ما يعيقك وابدأ بطلب البركة، ابحث عنها وتيقَّن بأنك ستحصل عليها. وعندما تفعل ذلك، ستدرك أنَّ الله يريد ألا يحتاج أبناؤه لشيء.
محبتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز