-
-
"كَانَ رَجُلٌ مِنْ رَامَتَايِمَ صُوفِيمَ مِنْ جَبَلِ أَفْرَايِمَ اسْمُهُ أَلْقَانَةُ بْنُ يَرُوحَامَ بْنِ أَلِيهُوَ بْنِ تُوحُوَ بْنِ صُوفٍ. هُوَ أَفْرَايِمِيٌّ." (صموئيل الأول 1:1)
تمتلك العبارة "كَانَ رَجُلٌ" قوّة روحيَّة عظيمة. يقيم الله رجالاً ونساءً ليصبحوا المختارين. ومع تصاعد الخطيئة، هناك أناسٌ ينكرون طبيعتهم الذاتيَّة. أنا أُشفق عليهم! إنَّ الحياة الأرضيَّة سبعون، وحتَّى ثمانون، وقد يعيش البعضُ للمائة وقد يتجاوز القليل منهم ذلك العمر. في الحقيقة، رحلتنا هنا قصيرةٌ جداً، وواضح أنَّنا سنغادر بالوقت الذي لا نتوقَّع. لكن إن كنَّا نفعل إرادة خالِقنا –الأمر الذي من أجله أتينا إلى هذا العالم- سنكونُ معه في الأبديَّة.
نقرأ في النص السّابق عن قصَّة القانة، الذي كان متزوجاً من امرأتين: واحدة منهما فنَّنة، التي كان لديها العديد من الأولاد، واستمرَّت بتعيِّير حنَّة الزَّوجة الأخرى. فقد كانت حنَّة عاقراً، ولم يكن لديها الأمل بأن تصبح أمّاً.
لقد ذهبت إلى الهيكل بشجاعة ونذرت للربِّ: إن أعطاها ولداً سيكون مكرَّساً للعملِ كخادمٍ لله. فسمع الله لصلاتها ومنحها شهوتها المباركة. لم تنسَ حنَّة النذر الذي نذرت؛ فقدَّمت للربِّ ابنها صموئيل، الذي كان صبيّاً.
لقد كانت حنَّة المحبوبة والمفضّلة، لكنَّها زوجة القانة العاقر. ومع ذلك لم تستلم: فانتصرت باستخدامها إيمانها. أخوتي وأخواتي، لا تهتمّوا! كم من الناس يحبُّونكم ويحترمونكم والذين يحاولون إرضاءكم، فتلك الأشياء لا تحدث دائماً كالمتوقَّع. تأكَّد أنَّ الله العليَّ سيستخدمك كما فعل مع العديد من الناس في الماضي. فالشُّعور الذي يضعه في قلبك هو الذي يخطِّطه لحياتك.
لقد وُلِد صموئيل ليرينا أنَّ خطَّة الله تتحقَّق بالرَّغم من كلِّ الظروف. كان على حنَّة فقط أن تفتح قلبها –وأن تستقبل بركة الكاهن- ليولد صموئيل. إذاً، افعل المثل: لا تفشل بالمطالبة بانتصارك وأخذ الموقف حسب خطَّة الله لك. فهناك دائماً هدفٌ ما لكلِّ شيء يسمح لنا الله أن نجتازه.
"وَمَنْ يَعْلَمُ إِنْ كُنْتِ لِوَقْتٍ مِثْلِ هذَا وَصَلْتِ إِلَى الْمُلْكِ؟" (أستير 14:4). لم يكن من المُمكن أن يتحقَّق وعد الله لو لم يولد صموئيل؛ لكان باطلاً. أخوتي وأخواتي، لا تسمحوا لشيء باطل أن يكون في عمل الربِّ. فأنَّك أتيت إلى هذا العالم لعمل شيئ قيِّمٍ في عينيّ الربِّ. إذاً، اطلب إرشاده وكُن طائعاً من خلال تكريمه، لأنَّه خطّط لصنع شخصاً ثميناً مثلك. ولا تسمح أن يقولَ لك أحدٌ بأنَّك وُجِدت صدفةٍ. فقادك الله وعرفك قبل أن تتشكَّل، وأعدَّ لك جزءً من عمله (مزمور 16:139). وحفظك في العديد من المِحن التي كادت أن تنهي حياتك، ولكن لماذا؟ لكَ، لتكون فرحته؛ شخصاً بحسب قلبه! ستقضي بالبرّ عندما تأخذ الموقف المخصَّص لك!
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز