-
-
"آدَمُ، شِيتُ، أَنُوشُ." (أخبار الأيام الأول 1:1)
يُخبرنا الجُّزء الأوّل من سفرِ أخبار الأيام عن بداية الأزمنة عندما خلق الله الإنسان من التُّراب على صورتِه ومثاله (تكوين 1). إنَّ المفهوم الذي كوَّنه العلم بأنَّ الإنسان قد انحدر من القِردة أو نوعٍ من الحياةِ البدائية هو هراءٌ مَحض. لم ولن تُثبَت صِحَّة "نظريَّة التَّطوُّر" لأنَّ كلمة الله هي الأصلُ لكلِّ شيءٍ فقط.
إنَّ نسل الإنسان ينشأ في آدم. في البدء وعندما دخلت الخطيئة إلى العالم، أوّلُ زوجين امتلكا ولديَن: قايين وهابيل. كان قايين مخدوعاً من عدوِّنا إلى حدِّ قتل أخيه. فكان ملعوناً بسبب إرتكابه أوّل جريمةَ قتلٍ على الإطلاق، وعلى الرُّغم من أنَّه لم يُسجَّل في التَّقرير المقدَّس للبشريَّة –الذي ينتقل مباشرةً إلى الجيل العاشر الذي كان نوح الأخير منه (تكوين 1:5-32). بدأ الله بملئ الأرض بالسّكان ثانيةً بعد الطَّوفان، لكنَّ المشكلة استمرَّت لأنَّهم لم يولدوا ثانيةً، فرجع الناس لأعمالهم الأثيمة ذاتها. فقط في مجيء الربِّ يسوع الثَّاني سيقدر الذين يؤمنون حقيقةً التَّخلُّص من طبيعة الشَّيطان والتَّمتُّع بحياةٍ طبيعيَّة.
كلُّنا إخوةٌ وأخواتٌ، كذلك نسلُ الأصلِ ذاته؛ فموت المسيح على الصَّليب في جبل الجَّلجثة مكَّننا أن نكونَ أحراراً من سلطان الظَّلمة وأن نشارك تلك المعرفة مع الجَّميع. إنَّ النّسل المقدَّس الحقيقيّ يبدأ مع المسيح؛ نسلٌ لن يكون مستعبداً لعدوِّنا ورغباته. وهكذا، كلُّ الذين يختبرون الولادة الجَّديدة لا يسيئون لإخوتِهم، بغضِّ النظر عن عرقهم: إن كان إفريقيٌّ أو آسيويٌّ أو أوروبيٌّ أو بدائيٌّ. فما من عذرٍ للتَّمييز ضدَّ أيِّ أحدٍ: فليكن، لون بشرتهم وطولهم وثقافاتهم وسماتٍ أخرى، لأنَّنا جميعنا نملك ذات الدَّم الذي يجري في عروقنا؛ كلُّنا عمل يديّ الله.
من الصَّواب أن نجاهد من أجل الجَّميع ليتوصَّلوا للمعرفة الكاملة للحقِّ. ما من أحدٍ في هذا العالم ليس أخونا أو أُختنا، لأنَّه برزت من جذوع نوح الثلاثة مجموعة مختلفة عن الآخرين.
ومع ذلك، العدوُّ، الذي يُسَرُّ بتدمير كلِّ شيءٍ وكلّ أحدٍ، ويقسِّم النَّاس الآن، وكلَّ حين يقود البعض منهم إلى التَّفكير بأنَّهم متفوُّقون؛ وهذا هو سبب أنَّ جزءًا كبيراً من النَّاس يموتون بسبب المجاعات ويكرهون ويسرقون بعضهم البعض ويرتكبون الزِّنا وكلَّ أنواع الشّرور، وكلُّ هذا بسبب بعض الفِتن العرقيَّة التي دُسَّت بواسطة الشَّيطان.
أريدكم أن تعلموا بأنَّ الله سيكافئ بشكلٍّ عظيمٍ الذين يَرون النَّاس الآخرين خطَّة الخلاص. سيتمُّ كلام الربِّ يسوع، والذين لم يُولدوا ثانيةً –لم يقبلوا العرض المجَّانيّ الذي صنعه الله أو الذين لم يرغبوا بفعلِ شيءٍ ما معه- سيقضون الأبديَّة في الجَّحيم، وأيضاً سيكون هناك الذين رفضوا تلك المعرفة؛ إذاً، كونوا حكماء يا أخوتي وأخواتي، وساعدوا الربَّ ليتمِّم هدفه.
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز