-
-
"طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي لَمْ يَسْلُكْ فِي مَشُورَةِ الأَشْرَارِ وَفِي طَرِيقِ الْخُطَاةِ لَمْ يَقِفْ وَفِي مَجْلِس الْمُسْتَهْزِئِينَ لَمْ يَجْلِسْ" (مزمور 1:1).
يَنبغي أن يَكونَ فَرحنَا في خدمةِ الرَّبِّ فقط. لأن هَذا ما يَجلب لنا البركات. ولذلك، عَلينا أن نَبتعد عنْ مَشُورَةِ الأَشْرَارِ، ونَكونَ حذرينَ حتى لا نقفْ أو نَجلس في مَجلس الْمُسْتَهْزِئِينَ. أولئكَ الذين يَتصرفون بهذهِ الطريقةِ سَيُرضونَ الرَّبَّ، وبالنتيجةِ، الرَّبَّ أيضاً سَيُرضيهم.
الذينَ يخدمونَ الرَّبَّ، ويَفعلون ذَلك بإخلاصٍ، سَيكتشفونَ أن البَركاتَ سَتُمنح لهُم بطريقةٍ تِلقائيةٍ، دُون الحَاجةِ لطلبها. وفي وَاقع الحَال، أن جَميعَ خُدام الرَّبِّ العلىِّ سَينجحونَ فيما يَفعلونهُ. وذَلك بِشرط أن يَفعلوهَا في الرَّبِّ. وهؤلاء، أبوابُ المَجدِ سوف تَكونُ مفتوحةٌ دائماً أمَامهم، والعليِّ بقدرتهِ الكُلية، سَوف يكونُ بجانبهِم دَائماً، ومُستعدٌ لسماعِ صلواتهم والاستجابةِ لهُم.
يَجبُ أن لا نَلتفتَ حَتى إلى مَشُورَةِ الأَشْرَارِ، الذينَ يَحيدونَ دَائماً عنْ المَشُورَةِ الإلهية. ومَا يقولونه دائماً ليْس لهُ أي عِلاقةٍ على الاطلاقِ بما يُريدهُ الله. يَا إخوتي، إنهُم دَائماً يُخطئون - والذين يَستمعونَ إليهم أيضاً! فمن المُستحيلِ سماعُ أي شيءٍ صَالحٍ من أفوهِ أولئكَ الذينَ لا يَخشونَ الله. لذلكَ، أرفُض دَائماً أي نَصيحةٍ مِنْ الذينَ لا يَخشونَ الآب.
الظلام هو طريقُ الأشرارِ. في الواقع، عَلينا أن نَجتاز منهُ، لكن لا نقف في الأماكنِ التي يَجتمعونَ فيها. وحَسب التَحذيرِ الإلهي، يَجبُ أن نكونَ حذرينَ، لأن الشَّيْطان دَائماً سَوف يَستخدم أي شيءٍ لمحاولةِ لفتِ انتباهنَا. ومِن المُمكن أن يَبدوا لك جَيداً، مُربحاً أو مُمتعاً ما يَعرضهُ عليك، إلا أنهُ لا يَستحقُ أن تُضيع وقتك للاهتمام أو المشي على خُطى الأشرار.
لديَ الْمُسْتَهْزِئِينَ قُدرة مُعينةٌ من العَدوِّ، التي يَجبُ أن نَرفضهَا دَائماً. إنهُم مَجموعةٌ وكلهُم الشَّيْطانُ. وكُلُّ مَا يَقولونهُ، ومَا يفعلونهُ أو يخططون لهُ، يأتي من الجَحيمِ. والذين يَجلسونَ معهُم، ويَشتركونَ في حَفلاتهم أو يَستفيدون مما يَستمتعونَ به أو بما يُوحي إليهم، سَوف يَخسروا إلى الأبد. لأن كلمةَ الرَّبِّ هي التي تُطعمنَا وتسقينَا، ومن خِلالها فَقط، نَستطيعُ أن نَكونَ نَاجحينَ.
تُخبرنَا الآيةُ المذكورةُ أعلاه بأننا يَجبُ أن نَشعُر بالسرورِ من شَريعةِ الرَّبِّ. أن كُلَّ ما يقولهُ لنا الرَّبُّ يا إخوتي، هو لصَالحنا. وتعاليمهُ دائما تجعلنا مُنتصرينَ. وعِندما نَحفظها نُظهر بَذلكَ له كم أننا نُحبهُ. ومن نَاحيةٍ أخرى، عِندمَا لا نهتم بِها ولا نُنفذها، هذا لا يعني فَقط أن لا سِيادةَ لهُ عَلينَا! بل إنهُ أيضاً يُبعدنَا عنْ حقنا في الحَياة الأبديةِ. بالتأمُل فيما يلي: الحُكماء يَعمَلونَ بالإيمانِ، وسيبذلون قُصارى جَهدهِم لإرضاءِ الله، وبالنتيجةِ، هو أيضاً سَوفَ يُرضيهِم.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز