-
-
" نَشِيدُ الأَنَاشِيدِ الَّذِي لِسُلَيْمَانَ" (سفر نشيد الأناشيد 1:1).
سَنرى هُنا في كتابِ نشيدِ الأناشيد، إن سُليمان كانَ مُختاراً من الله، وأستخدمهُ الرَّبُّ، فكتبَ أغاني عنْ حُبِ يسُوع لكنيستهِ. وبالمثل نَحنْ، فيجبُ أن لا نُضيعَ فرصةً لخدمةِ الرَّبِّ بتأليِف الأغاني الرُّوحيةِ.
إحدى صِفاتِ سُليمان كانت خَوفهُ من الله، الذي جَعلهُ يتقلدُ الحكمةَ، وبَاركهُ كثيراً. وسمحَ سُليمانَ للرَّبِّ العليِّ بأن يَستعملهُ، وكذلكَ أي شَخصٍ يفعلُ ذلكَ أيضاً، سَيكتشفُ أن هَذهِ هي الطريقةُ الصحيحةُ للناجحِ في كُلِّ شيءٍ، لأن خُطط الرَّبِّ لحياتِنا هي الأفضلُ دَائماً لنَا.
يحبُ على الشَخصِ الحَكيمِ أن يَسمحَ للرَّبِّ بتعليمهِ، عِندما يَزورهُ. لأنه سوف يُظهرُ له دائماً ما هو الأفضلُ لحياتهِ. فيا أخي، حَتي لو كانت المَشيئةُ الإلهيةُ ليست بالضبطِ ماكنُت تُريدهُ، ولكِنْ أفعلها لأنَّها الأفضلُ لكَ. لأن تَضييعَ الفُرصةِ بأن تكونَ خطةَ الرَّبِّ جُزءً من حياة جِيلنَا، هُو خَطأٌ كبيرٌ بالفعل .يَتركُ البعضُ على سَبيلِ المِثالِ، الدعوةَ السَماويةَ لكي يَختنقونَ في "غابةِ الأموال"، أو في أعمالٍ أخرى، فَيفقدونَ أفضلَ مَصدرٍ للدخلِ، والذي سيُعلنُ لهُم عنهُ في الأبديةِ! أن تكونَ غنياً مع الله، هو أفضلُ من ثَرواتِ العالمِ كُلهِ.
لا يَختارُ الله الناسَ عَشوائياً. فهو كاملٌ ويَعرفُ من يَدعو لتنفيذِ أعمالهِ. إنه يَعرفُ كُلَّ شيءٍ عنَا، أكثر بكثيرٍ مما نَتخيل. لذلكَ، لا تقُلّ لهُ على سَبيلِ المِثال، أنكَ ثقيلُ اللسانِ، ولا تتقنُ الكلامَ العَامي، أو أنك لا تزالُ صغيرً أو أن لديكَ عيبٌ مَا. فالذي يَختارهُ الرَّبُّ لأي مُهمةٍ يَجبُ أن يَفرحَ بذلك، ويُنجزهَا بأسرعِ وقتٍ مُمكنٍ.
كمَا ذَكرنَا من قبل، قامَ سُليمان في كِتابِ نشيدِ الأناشيدِ بتصويرِ حُبِ العَريسِ(الذي يُمثلُ المَسيحَ بالمعني المَجازي) للعَروسِ (التي تُمثلُ الكنيسةَ وهي كُلِّ واحدٍ منا). ويُعبر الكاتبُ عنْ الرِقةِ والفرحِ التي يَشعرانِ بهِ تجاهَ بَعضهمَا البَعض، ويُحذرُنا أيضاً من مُضايقاتِ العدوِّ.
كتبَ سُليمانَ الأغاني، ولكنها كانت بِوحيٍّ من الرُّوحِ القُدوس. وبالمثلِ، فإن كُلَّ ما نقومُ بهِ للرَّبِّ هو لنا، ولكِنْ يجبُ أن نُعطيهِ المَجدَ. وإذا سَمحنَا لهُ باستخدامنَا، فسوفَ يُعلمنَا دائماً مَا يجبُ علينا قولهُ، وما القرارُ المُناسبُ لاتخاذهِ في كُلِّ الظروفِ. ولكنْ يجبُ أن نَتذكرَ دَائما أنهُ الوحيدُ الذي يَقودنَا بِشهادةِ روحهِ القُدوس في كلمتهِ.
كُنْ مُستعداً للسماحِ للرَّبِّ باستخدامكَ كما يَشاءُ، وسَوفَ تُتفاجأ بِما سَوف يَعملهُ من أجلكَ. وبِغضِ النظرِ عنْ قُدرتهِ الكُلية التي لا نَستطيعُ إدراكهَا، ولكِنَّ محبتهُ سوفَ تُفاجئُنا بِطريقةٍ رهيبةً!
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز