"قَوْلُ الرَّبِّ الَّذِي صَارَ إِلَى يُوئِيلَ بْنِ فَثُوئِيلَ"  (يوئيل 1:1).

صارَ قولُ الرَّبِّ هذا إلى يُوئيل النبي لكي يُعلنَ لهُ عنْ ما سيحدثُ في الأيامِ الأخيرةِ. وقدْ استخدمهُ الرَّبُّ للحديثِ عنْ سَكيبِ القوَّة الذي سَيحدثُ عندما يَعتمدُ التلاميذُ بالرُّوحِ القُدس في اليَوم الخَمسين. واستخدمَ هَذا النبي المُعاناة التي مرَّ بِها الشَعبُ قديماً من غَاراتِ الجَراد على الأرضِ المُقدسة، وتَهديدِ ملكِ أشورَ بغزوِ إسرائيل، كنموذجٍ للمُعاناةِ التي سَتمرُ بِها البشريةُ كُلها، في الأحَداثِ العَظيمةِ التي سَتسبق مَجيءَ الرَّبِّ يَسُوع. وهَذا سَوف يَكونُ أكبرَ حَدثٍ قد عرفتهُ البشريةُ.

إذا اِنتبهنا لمَا يجري من حَولنا، سَوف نَرى أن هُناكَ أشياءٌ قدْ تحدثُ لنَا بسماحٍ من الله، وذلك لكي يُعلمنا اِحترامهُ ومَخافتهُ، لأن من عادةِ البشرِ مع مُرورِ الأيامِ، أن يَتركوا الوصايا الإلهية، ويَسلكونَ في طُرقٍ يعتقدونَ بأنهَا صَحيحةٍ. إن عَدونَا لا يَنامُ أبداً، ولِذلكَ، يَجبُ أن نَسهرَ ونُصلي لكي لا نَدخُل في تَجربةٍ(متى 41:26 ). وبِذلك، لنْ ننفصلَ عنْ الرَّبِّ أبداً.

حَزنَ قلبُ الرَّبِّ عندما طلبَ منهُ شعبُ إسرائيل أن يَضعَ لهُم ملكاً. لأنهُ لا يُريدُ لشعبهِ أن يَكون مثل الشُعوبِ الأخرى أو يَتشبهَ بِها، وأيضاً لأنهُ كانَ يُريدُ أن يكونَ المَلكَ الأبديَ على أبنائهِ. وعِندما كانَ يجدهُم يُعانون من مَشاكلَ من جَميعِ الأنواعِ - فَقرٌ، عُنفٌ وفَسادٌ أخلاقي – يُظهر لهُم الرَّبُّ العليِّ، أنهُ بالرغمِ من أنهُم إتخذوا القرارَ الخَاطئ، إلا أنهُ لنْ يتخلىَ عنهُم.

بَعد أن أخبرهُم عنْ مجيءِ المُخلِّصِ، وضَع الرَّبَّ في قلبِ يُوئيلَ، الرِسالةَ التي لمْ يَسمعوهَا بعْد وهي: أن شَعبهُ سوفَ يَتعمدُ بالرُّوح القُدس. وكان يُوئيل بذلك يَتنبأ عنْ يومنَا هَذا، حَيثُ أنه في الأيام الأخيرةِ، سَيسكبُ الرَّبُّ رُوحه عَلَى كلِّ بَشَرٍ فَيَتَنَبَّأُ بَنُوننا وَبَنَاتُنا وَيَحْلَمُ شُيُوخناْ أَحْلاَماً وَيَرَى شَبَابُنا رُؤًى. (يوئيل 28:2)

أعظمُ حَدث نَحنُ نعيشهُ في هَذه الأيام ِ التي هي الأخيرةِ، مُوجودٌ في الكنائسِ الإنجيليةِ في جَميعِ أنحاءِ العالمِ هو سكيبُ الرُّوحِ القُدس، والذي حَصل بهِ الكثيرون على مَواهِب سَماويةِ. ويتحدثُ الملايينَ من النَاس في جَميعِ أنحاءِ العالمِ بأسرارٍ، ويَستخدمهُم الله بِالمواهبِ أخرى للروح القدس. والله يَصنعُ مُعجزاتٍ في السَماء وعلى الأرضِ. والنتيجةُ هي أن الكثيرينَ يتوسلونَ باسمِ الرَّبِّ ويخْلّصُون.

كانت إعلاناتُ يُوئيل عَميقةٌ جداً. ولقدْ عاشَ في أيامِ النبي أليشعَ، ورُبما كان أحدُ تلاميذِ إيليَا. ومَع ذلك، فإن الحَقيقة هي أنهُ لم يَذكر شَيئاً عن أي من هذين النَبيين. وكتابهُ يُظهر أنه مُستوحى به من الرُّوحِ القُدس حقاً، نظراً لأن أهم الأخبار لتلك الأيامِ، هي ما قام بِه هَذين الرَجلين. ولقد كانَ يُوئيل أميناً لمَا أمرهُ به الرَّبِّ أن يُسجلهُ في كِتابهِ.

فيا إخوتي، الله يَتوقعُ منا نفسُ الأمانة. لذلك، فمنَ الضَروري، أن نَكونَ مُخلصينَ لما يَأمرنَا بهِ.

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز