-
-
"رُؤْيَا عُوبَدْيَا : هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ عَنْ أَدُومَ سَمِعْنَا خَبَراً مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ وَأُرْسِلَ رَسُولٌ بَيْنَ الأُمَمِ: قُومُوا وَلْنَقُمْ عَلَيْهَا لِلْحَرْبِ" (عُوبَدْيَا 1:1).
سجل عُوبَدْيَا الوحيِّ الذي أعطاهُ لهُ الرَّبَّ على مَدى٢١ آية، والمُتعلِّق بأدُوم، وهي دَولة تَكوَّنت من أحفادِ عِيسو. لمْ تكنْ عِلاقةَ أبناءِ إسحق - يَعقوب وعِيسو – جَيدة، وكانوا يَتقاتلونَ مُنذ أن كانوا في الرحِم. وكانَ قلبُ عِيسو مليء بِالكُره والحِقد على يَعقوب، لأنهُ اشترى حَقهُ في البكورية. ومَا كانَ على يَعقوب إلا أن يَهرُب لكي يَنجوا بِحياتهِ. ولكنَّ عِيسو أثبت أنهُ غَيرُ جَديرٍ بأن يَرثَ بركةَ إبراهيم. وذلك، لأن شَخصيتهُ لا تصلُح ليأتي من نَسلهِ يَسُوع، حَيث تَزوج من اِمرأتين أجنبيتين وخَالف إرادةَ والدِيهِ.
لمْ يسمح الرَّبُّ لشعبِ إسرائيلَ أن يُبغضوا الأدُوميين لأنهُم من نسلِ إبراهيمَ أيضاً، وقد كانَ المَلك هِيرودس أيضاً مِن نَسلِ أدُوم ( الذي أمرَ بقتلِ جميعِ الأطفالِ في بَيتِ لحم، مُعتقداً أنهُ سيقتل المَلكَ الحَقيقي، المَولود حَديثاً). وعِندما قَرر نَبُوخذنَصر غَزو أورشليم، مَارسَ الأدُوميين العُنف ضِد الإسَرائيليين. وقَاموا بِسلبهم ونَهبهِم بِكُل جَشع، واِشتركوا بِكُل قَسوةٍ في تِلك المَجازر. مِما جَعل الله يَصُب غَضبهُ عليهم.
وفقاً لمَا قالهُ عُوبَدْيَا، سَيمحى الله ذِكرُ ذَلك الشَعب مِن على وجهِ الأرْض. وقدْ حَدثَ هذا بالفعل، وكانَ كُورش إمبراطور مملكةِ فَارس، قَاسياً جَداً عَليهم، وذُبحوا أيضاً مِن قِبل المَكابِيين. وبَعد تَدميرُ أورشليم بِقيادةِ الجِنرال تِيطُس في العَام 70م، اِختفى الأدُوميين من عَلى وجهِ الأرضِ. فَالنبوءاتُ سَتتحققُ دَائماً بِالكاملِ.
أفتخر أبناءُ عِيسو بِالحمايةِ التي يَعتقدونَ أنهُم قدْ حَصلوا عَليها بِنحتهم شُقوقاً في الجِبال. وتَكبرهم جَعلهُم يَشعرونَ في قُلوبهِم أنه لا يَستطيعُ أحدٌ أن يَلمسهُم. ولكِنْ، قَال لهُم الرَّبّ حتى إن كانتْ أعَشاشهُم وسَط النُجومِ، فهو سَوفَ يُدمرهَا. واِتفاقُ الأدوميينَ مع الغُرباء ضِد شَعبِ إسرائيل، وتدميرِ أورشليم، جَعلَ النبي يَتنبأ بِفنائِهم إلى الأبدِ. وهَذا كان أكبرَ خطأ ارتكبهُ هذا الشعب، الذينَ كانوا دَائماً يَسمحونَ للعدوِّ بأن يَقودهُم. لقدْ كانَ الأدوميينَ قُساةَ القُلوب على شعب إسرائيل، ولكِنْ، لا يُوجد أحدٌ من نَسلهِم اليوم. وهَذا يُبينُ لنا أن الذي يَفعلُ إرادةَ الله فقط، يَثبُت إلى الأبدِ.
إن كُلَّ أولئك الذين يسمحونَ للشَّيْطانِ بأن يَستخدمهُم ليضطهدوا شَعبَ الرَّبِّ، أو يُسببوا لهُ بَعض المضَايقاتِ لأبناءِ الله الحيِّ، سَوفَ ينالونَ جَزائهُم على هَذا الخطأ الذي اِرتكبوهُ. فمنْ لا يَستطيعُ مُساعدةَ أولئك الذينَ يَخدمونَ الرَّبَّ العليِّ، لا يَنبغي بأي حَالٍ من الأحوالِ أن يُعرقلوا خِدمتهُ.
فيا إخوتي، مَعركتنَا التي دُعينا إليها كبيرةٌ جداً، لأنهَا في العَالم الرُّوحي، وصَداها في العَالم المَادي. والشَخصُ الذي يَسمحُ لنفسهِ أن تنَقاد من الطرفِ الخَاسرِ - الشَّيْطان – يَحكمُ عليهَا بَالموتِ الابدي، لأنهُ بِذلك يُعيقُ عملَ منْ ينفذونَ الإرادةَ الإلهيةَ. أمَا خُدامُ الرَّبِّ سَوفَ يَكافئهُم على ما يفعلونهُ بِالتأكيدِ!
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز