-
-
"وَصَارَ قَوْلُ الرَّبِّ إِلَى يُونَانَ بْنِ أَمِتَّايَ: قُمِ اذْهَبْ إِلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ وَنَادِ عَلَيْهَا لأَنَّهُ قَدْ صَعِدَ شَرُّهُمْ أَمَامِي" (يونان 1:1).
حَصل يُونان على أعَظم الامتيازاتِ التي يُمكنُ أن يَحصُل عَليهَا شخصٌ ما وهي: سَماعُ كلمةِ الله. ولكنهُ مع ذَلك، حَاول الهَرب من الأوامرِ الإلهيةِ، وبفعلهِ ذَلك، قالَ إنهُ أخطأ ما لا يقلُ عنْ سِتِ مَراتٍ. ولكنهُ، عِندما نَدمَ على تَصرفهِ، وصَرخَ من جَوفِ الحُوتِ للرَّبِّ، ليُخلصهُ، اِستجابَ لهُ ( يونان2:2) وقَررَ بعدهَا أن يُطيعهُ ونَجحَ في عملهِ.
فَهمُ الإرادةِ الإلهيةِ نِعمةٌ عَظيمةٌ، ليْس هُناك شيءٌ أعظمُ مِنها. أتذكرُ في الليلةِ التي سَمعتُ فيها الإنْجيلَ لأولِ مَرةٍ، وأدركتُ وقتهَا إن الرَّبَّ هو خَالقُ السماءِ والأرضِ، وأن هَذا الكائنُ العَجيب، دَعاني لكي أكون جُزءاً من شَعبهِ. اِتخذتُ وقتهَا القرارَ الصَحيح بأن أتبعهُ. وقدْ مضى أكثرُ من خَمسةِ عُقودٍ على ذَلك، وأنا مَازلتُ مُندهشاً من ذَلكَ الشُعورِ الذي أحسستُ بهِ في ذَلك المَساءِ وأنا في سِنِ السَادسة.
كانَ خطأ يُونان كبيرٌ، لأنهُ هربَ من كلامِ الحَياة، الذي أمرهُ بهِ الرَّبُّ، والذي كلفهُ بأن يَكونَ بركةً لجيلهِ. وبالمثلِ اليوم، فَالرَّبُّ يتكلمُ معكَ، ومع كثيرينَ أخرينَ، لكنَّ البَعض يَقعُ في خَطأ يُونان هَذا، ويُهربُ من المَشيئةِ الإلهيةِ.
إخوتي لا تهَربوا أبداً من الوصَايا الإلهيةِ. والمُهمةُ التي سيُعطيها لنَا الآب، هي أفضلُ شيءٍ يُمكنُ أن يَحدثَ معنَا، لأن من يُنفذ أوامر الرَّبِّ، سَينجحُ بلا شكٍ، وسَوفَ يُكافئهُ الرَّبُّ كثيراً. الآب لا يَتعامل مَعنَا كَمسؤولٌ، وقالَ أن منْ يَتركُ شَيء من أجلِ مَحبتهِ لهُ أو للإنْجيل ستكونُ مُكافئتهُ مئةُ ضِعفٍ(متى 19:29) ولهُ في الأخرةِ حياةٌ أبديةٌ. فليسَ هُناك اِستثمارٌ في العَالمِ كُله، يُمكنُ مقارنتهُ بالمكافأةِ التي أعدهَا لنا الرَّبُّ في الحَياةِ الأبديةِ (كولوسي 24:3و 1 كورنثوس9:2 و يعقوب12:1).
بسببِ خطائهِ الفَادحِ وعَدمِ طَاعتهِ لكلمةِ الرَّبِّ، سَقط يُونان سِتَ مَراتٍ: عِندمَا نَزل إلى يَافَا (يونان1: ٣)؛ وعندمَا ذَهبَ إلى المِيناء (يونان1 :3) وعِندمَا ذَهب إلى السَفينة (يونان 15:1)؛ وعِندمَا وجَد نَفسهُ في بَطنِ الحُوتِ (يونان 17:1). وكان من المُمكن أن يَضيعَ إلى الأبد. فَأولئِك الذينَ يَهربونَ من الرَّبّ لا يَعرفونَ الخَطر الذي سَيحدُث لهُم، لأنهُ إذا مَات هَارباً مِنهُ، ليس هناك أحد يخلصهُ. أفضل شيءٍ هو تَنفيذُ المَشيئةُ الإلهيةِ. ولنْ نَكونَ مَتروكين أبداً طالما نَحنُ نُحققُ أرادتهُ.
يَدعُونَا الرَّبّ العليِّ دَائماً لأن نَكونَ مُتقدمينَ. إنهُ لا يُريدُ أن يُحرمنَا من شيءٍ، ولكنهُ يَفرحُ بأن يُعطينَا أكثرَ. قالَ يسُوع: "أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ." (يوحنا 10:10)، فالذي يَهربَ من طاعةٍ الرَّبِّ، يَختارُ طريقَ البؤسِ والمُعاناةِ (مزمور 139:7) سَوف نَكونُ أبطالاً دَائماً (سفر المزامير 60:12) لذلكَ تَعلمْ أن تكونَ مُطيعاً.
نَتعلم من هَذه القصةِ في الإنجيلِ، دَرسٌ إيجابي، وهو أن يُونان في جَوف الحوت، قرر أن يَصرُخ من أجلِ خلاصهِ واِستجاب لهُ. ومَطروحاً على الشَاطئ، اِتجهِ إلى حَيثُ كانَ الرَّب قد أرسلهُ وفَعلَ ما اَمرهُ بهِ (سفر يونان ٢). مُندهشاً، رَأى النبي أن مَدينةِ نينوي كُلها قدْ تَحولت وَآمَنَ أَهْلُها بِاللَّه (سفر يونان4:3-10). والخَادم الأمين سَوف يُفاجأ عِندما يَرى كيفَ سَيُباركه الرَّبّ.
كانَ يُونان مُطيعاً للرَّبِّ سُبحانهِ وصَار نَاجحاً، وسوفَ تكون أنت أيضاً. لذلكَ، نفذ المُهمة التي أعُطيت لكَ وسَوف ترى أن الرَّبَّ يُنفذ جَميعَ تلك الوعودِ المُباركة التي أقامهَا مع لأولئكَ الذينَ يُطيعونهُ. وللقيام بِذلك، يَجبُ أن تَكونَ رَاسخاً وقوياً عِند تنفيذِ الجُزء المطلوب منكَ لتنفيذِ المَشيئةِ الإلهيةِ. وبِالتأكيدِ، سَيُنفذ الرَّبُّ مَا وعدَك بهِ.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز