وَلْيُعْطِكُمَا الرَّبُّ أَنْ تَجِدَا رَاحَةً كُلُّ وَاحِدَةٍ فِي بَيْتِ رَجُلِهَا». فَقَبَّلَتْهُمَا، وَرَفَعْنَ أَصْوَاتَهُنَّ وَبَكَيْنَ. راعوث (9:1)

هذه كلِمات شخص لم يطلب الخير لنفسه فقط، كنُعمي التي طلبت من كنّتيها أن تبقيَا في موآب وتتزوجا مجدّداً، وتحظيا بحياةٍ كريمة. فمِن الصّعب إيجاد شخص يهتم بحياة الآخرين أكثر من نفسه. لكن اليكم هذه النّصيحة المفيدة : الزواج من أجلِ المصلحة لن يجعلك سعيداً.

نلاحظ الإنسان النّبيل عندما نراه لا يتجاوز حدود الأدبِ والإحترام مع الذين يؤذونه أو يكونون سبباً لخسارةٍ ما في حياتِه. كمَا حصَل مع نُعْمِي. لم تطلُب من كنّتيها المساعدة ولم ترغب بمنعهما من إكمال حياتهن والزواج مرّة أخرى .

نصحتهما ألّا يتبعانها. ويذهبن لتأسيس حياة جديدة، فوافقت عُرفة على النّصيحة. ولم يسمعوا عَنها شيئاً بعد ذلك. لكنّ قرار راعوث كانَ مختلفاً: تنازلت عن سعادتِها وبقيت مع حماتها، تماماً كمَا يحدث عندما يترك شخص كلّ شيء من أجل محبّته للإنجيل. ثمّ بتوجيه من نُعمي تزوّجت راعوث من رجلٍ ذو أهمية في المنطقة، الذي اتّضح أنه من نسل الرّب يسوع.

في أيامنا هذه يتزوج كثيرٌ من الشّبان والشّابات بمن هم أكبر سنّاً من أجل المال أو المركز الإجتماعي. فالأكبر سنّاً يسبّبون الأذى عادة لمَن يبيعون أنفسَهم لأيّ سبب. ومع مرور الأيام، سيدركون أنهم سبّبوا الأذى لأنفسهم أيضاً. فالرّغبة بالمنصب والنعيم والحصول على ربحٍ سهل دون النّظر إلى العوامل الأخرى هو مكيدة من إبليس.

أمّا مواقف الذين يحبّون الرّب يسوع فهي مختلفة تماماً لأنّهم لا يفكرون باستغلال الآخرين الذين لا يمتلكون الخبرة في الحياة أو الذين يحتاجون لشيءٍ ما من أجلِ الثّراء أو القوّة أو السّلطة .

وكهذه الفكرة أيضاً، نرى آباءً يتلاعبون بمشاعر أولادهم كي يلتزموا المنزل، ولا يهتمّون للأذى الذي يتسببون به اليهم. فهذه مواقف الذين ينقادون بالجسد.

فالزّواج يعطي راحة للجّسد نفسيّاً و روحيّاً، من خلالِ العلاقة الزوجية، حيث يتمّ الفعل الطبيعي لإكمال الهدف الإلهي (الزواج مكرّماً والمضجع غير نجس) فهذه هي خطة الله. عندما يجتمع إثنان بالمحبّة حسب وصايا الرّب يُصبحان جسَداً واحداً وينالان بركة من السّماء لإتمام العمل المقدس. هُوَذَا الْبَنُونَ مِيرَاثٌ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ، (المزامير 3:127).

محبّتي لكُم في المسيح

د.ر.ر.سوارز