"كَلِمَةُ الرَّبِّ الَّتِي صَارَتْ إِلَى صَفَنْيَا بْنِ كُوشِي بْنِ جَدَلْيَا بْنِ أَمَرْيَا بْنِ حَزَقِيَّا، فِي أَيَّامِ يُوشِيَّا بْنِ آمُونَ مَلِكِ يَهُوذَا" (سفر صفنيا 1:1).

استخدامَ الرَّبُّ نبياً شُجاعاً من عِندهِ لكي يُعلنَ عن ولادةِ يُوشيا. وأعطى تَفاصيل عمَّا سوف يفعلهُ هَذا الوريثُ لشعبِ يَهوذا. على سبيلِ المثالِ، سوفَ يَحرقُ عظاماً بشريةٍ على المَذبحِ. كانت أيامُ يوشيا رَائعةٌ. وكانَ من المتوقعِ ولادتهُ في وقتٍ مُبكرٍ، وكان صَفنيا يَخدمهُ في المملكةِ. وكان يُعتبرُ من رُوادِ النهضةِ التي حَدثت في ذَلك الوقتِ. وتكلم عنْ ليلة الحُكمِ الذي سَوف يأتي على اِسرائيل والأمم. ثُم عنْ شُروق فجرِ إسرائيل وتَحويلِ الأمم. وقال أيضاً، أن اليَوم يَقرب من غَزو نَبوخذ نَصر، ومُعاقبةِ الدُول المُجاورةِ واِستعادةِ مُستقبلِ أورشليم.

عَاش صَفنيا أياماً رائعةً. وكانَ يُوشيا في الثَامنةِ من عُمرهِ حينَ مَلكَ. وطَلب الرَّبَّ في السادسةِ عَشرة من عُمرهِ، وسار على نَهج جَده داوُد ولمْ يحد عنْ طريقهِ يميناً أو شمالاً، وفي سِن العِشرين، بدأ يُطهر إسرائيلَ من نَجاسةِ السحرةِ وعِبادةِ الأصنامِ التي كانت مُوجودةٌ على أرضِ شعبِ الله. ولذلكَ يَجبُ على أبناءِ الله أنْ يَسعوا جَاهدين في كُلِّ وقتٍ، لنزعِ آثار نَجاساتِ الدياناتِ التي كانوا يَعتنقونها، من حَياتهم ومن أفكارهِم، والتي تَعوقُ نُموهُم دون شكٍ.

أستدعى المَلك جَميع المَملكةِ - الكهنةَ واللاويينَ وغَيرهُم - لسَماعِ ما تم تَسجيلهُ في الكتابِ  المُقدسِ- عِندما علم بِما تم تَسجيلهُ في كتابِ الشريعةِ، الذي عَثر عليهِ في بيتِ الرَّبِّ(سفر الملوك الثاني ٢٣). واليوم، يَجبُ على جَميعِ أفرادِ الأسرةِ والمُجتمعِ أيضاً، الاستماعَ إلى ما تقولهُ كلمةُ الرَّبِّ.

يعتقدُ عُلماءُ الكتابِ المُقدسِ أن صفنيا كانَ لهُ أثرٌ كبيرٌ في التغييرِ الذي حَدث خِلالَ حُكم يُوشيا، والذي وفقاً للتعاليم الإلهيةِ، أقامَ اِحتفالاً بِعيدِ الفُصحِ لَمْ يُعْمَلْ مِثْلُه من في اسرائيل مُنْذُ أَيَّامِ النبيّ صَموئيل(سفر الملوك الثاني 21:23 ). وممّا لا شك فيهِ، أن يُوشيا تبارك جداً بِخدمةِ صَفنيا.

تنبأ صَفنيا عنْ ليلةِ الحُكمِ الذي سَوف يَأتي على إسرائيلَ والأممَ. وتكلمَ عنْ طُلوعِ الفجرِ على إسرائيلِ وعنْ تَحويلِ الأمم أيضاً، وقال أن الرَّبَّ سوفَ يُهلك كُلَّ شيءٍ على وجهِ الأرضِ. وقارنَ بينَ بُراز الإنسانِ وغُرور الذينَ لا يرونَ حاجةً للبحثِ عنهُ.

قدْ قَرُبَ يَومُ غزوِ نَبوخذ نصر ومُعاقبةِ الدولِ المُجاورةِ واستعادةِ مُستقبلِ أورشليمَ بالنسبةِ لصَفنيا. وكمَا توقعَ أن الناس سَوف يتصرفونَ مثلَ العميانَ، لأنهُم أخطأوا ضدَ الرَّبّ. ورأى النبيّ أن ما تبقى من اليَهود سوف يَخلّص، ولنْ يفعلوا الاثم، ولا يُوجدُ في أفواهِهم لسَانُ غِشٍ (صفنيا 13:3) وبالنسبة له، فالرَّبُّ إلهك في وسَطك جبَّار يُخلَّص.

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز