-
-
"فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ لِدَارِيُوسَ الْمَلِكِ فِي الشَّهْرِ السَّادِسِ فِي أَوَّلِ يَوْمٍ مِنَ الشَّهْرِ كانَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ عَنْ يَدِ حَجَّيِ النَّ بِيِّ إِلَى زَرُبَّابِلَ بْنِ شَأَلْتِئِيلَ وَالِي يَهُوذَا وَإِلَى يَهُوشَعَ بْنِ يَهُوصَادَاقَ الْكَاهِنِ الْعَظِيمِ" (سفر حجي 1:1).
يُرسل الرَّبَّ دَائماً كلمتهِ إلى البشر- سواء كان ليُطبقوها في حَياتهم الخَاصة أو في حَياةِ الآخرينَ الذينَ يكونونَ تحتَ رعايتهم، وغَرضها دَائما أن نَكونَ مُثمرين. عِندما نقرأ كلمةَ الرَّبِّ، نحن نعرفُ ما هو لنا ومَا يُريدُ مِنَّا الاب القيامَ بهِ، ويَجبُ أن نَعرفَ أن هذهِ الكلمةَ قد أرسلت لنَا من أجل أن نكونَ مُثمرينَ. ومن خِلال اِستمعنا لصوتِ الرَّبِّ نعرفُ ما المُهمة َالتي يُريدنَا أن نَقومَ بِهَا.
توجهَ النبيِّ حَجَّيِ إلى أميرَ يَهوذا زَرُبَّابِلَ، وإلى يَهُوصَادَاقَ الْكَاهِنِ الْعَظِيمِ. ومِن المُثير للاهتمامِ، أنهُ كررَ عِبارةً معينةً في كتابهِ خمسَ مراتٍ "هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ " لأنهُ كان مُصِرٌ على إظهارِ أن الكلمةَ لا تُثمرُ من نفسهَا، لكِنْ من قَلبِ الرَّبِّ. فلا قَيمةَ للإنسان في العالمِ الرُّوحي، ولا يُمكن أن يَكون مُثمراً، إلا من خِلالِ ما يُعلنهُ لهُ الوحى دَاخل رُوحهِ، وبهِ يكونُ قادراً على تَنفيذِ إرادةِ الإلهِ القدير. والشخصُ الحَكيم هو مَنْ يُنفذُ ما قيلَ لهُ، وسَيحصلُ على القدرةِ الإلهيةِ لأداءَ ذَلكَ العملِ.
تُعلمنا نُبوءات حَجَّيِ أن نَضعَ رجَاءنا فقط في الرَّبِّ العلي، وأن نَثق بهِ ونستمتعَ بخدمتهِ. وقد قال هَذا النبي أن الرَّبَّ سَينبه الأرواحَ، وسُيعطيها الالهام للقيامِ بعملهِ، سواءَ تلك التي تَعمل بِشكلٍ فردي أو جَماعي. في الواقع، لا فائدةَ من مُحاولةِ استعمالِ التفكيرِ الإيجابي من أجلِ تحقيقِ شيءٍ للرَّبِّ العليِّ؛ فباختصارٍ، إذا كانَ الإلهام لمْ يأتي من الرَّبَّ، لنْ يكونَ لدينَا القُدرةَ اللازمة لإنجازِ هَذا العملِ. وفيما يَتعلق بالمعاركِ الرُوحيةِ، يجبُ أن يكونَ الانسانَ مُكتسياً بالكلمةِ لكي يحصل على النَجاح في كُل ما يَسعى إليهِ.
في أيامِ النبي حَجَّيِ، توقفَ إعادةُ ترميمِ الهيكلِ لمُدة أربعةَ عشرَ عَاماً، ولكنَّ الرَّبَّ قرر أن يُتمم عَمل تَرميمِ بيتهِ. ولمْ يسمحَ لأحدٍ بأن يُقيم في بِيتٍ جيدٍ قبل إتمامِ العملِ في بيتهِ، وكُلُّ الذهبِ والفِضةِ التي تأتي من فوق سَتكونُ من نَصيبِ أولئك الذين فَضلوا إتمامَ العملِ في بيتِ الرَّبِّ. فالإيمانُ هو أكثرُ من الأدراكُ العقلي؛ فهو يَعني العزمَ على تَحقيقِ هدفٍ ما واستخدامِ جميعِ المَواردِ اللازمةِ لذلكَ.
الوحي الإلهي يمثلُ دَائماً تَحديٍ بالنسبةِ لنا. لذلكَ، لا يَستطيعُ أحدٌ أن يَحصل على شيءٍ من الرَّبِّ أو يقومُ بِعملهِ بأيادي مُرتخية. هَكذا كمَا كانَ، أبطالُ الرَّبِّ في الماضي، الذينَ كافحوا لتحقيقِ النصرِ. ونحن أيضاً عَلينا أن نَكونَ أقوياءَ وشُجعانَ.
قالَ حَجَّيِ يا إخوتي، أن الرَّبَّ لا يَرتكبُ الأثمَ. لذلك نَحنُ كخدامٍ لهُ، لا يَجبُ أن نَفشلَ أبداً في إنجازِ المُهمةِ المُلقاة على عَاتقنا. ولأنهُ قُدوسٌ، فهكذا يَجبُ أن يَكونَ كُلُّ الذينَ لديهِم امتيازٌ لفعلِ مشيئتهِ.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز