-
-
"أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَلٍ" (متى 14:5).
كوننَا مَسيحيينَ هو أمرٌ جيدٌ، لكنَّ مَسئوليتنَا هي كبيرةٌ جداً. فنحنُ نورُ العالمِ الذي وضَعهُ الله لكي يرى النَاس بهِ طريقَ الله ويَبتعدونَ عنْ الخطيئةِ. وليسَ هُناك أدنى شكٍ بأن يرى الآخَرينَ ما هو جيدٌ فينا، إن لمْ يتألق النورُ فينَا. ومن ناحيةٍ أخرى، إذا فَعلنَا ما يَأمرنَا بهِ الرَّبُّ، سَنقوم بفعلِ ما هو الأفضلُ بالنسبةِ لنَا، ومَا يَتوقعهُ الرَّبُّ منَّا أيضاً.
يَجبُ أن تَحرصَ على أن لا تكونَ سبباً في خَيبةِ أملِ قَريبكَ منْ تصرفاتكَ. ويجب أن تُدرك أن الرَّبَّ قد وضعكَ نورٌ في كُلِّ شيءٍ ومن أجلِ كُلِّ شيءٍ. وبِتحقيقِ مُهمتِك، سَتُساعد الخُطاةَ على التوبةِ، والمَهزوزينَ على الرُسوخِ والمُعذبين على اِكتشافِ مَا يَحتاجونَ إليهِ لكي يَكونوا أحراراً. فَلا تدعَ نفسك تَنخدعُ بعروضِ النجاحِ التي تَسلبُ عقلك وتُضلُ كثيراً من النَاسِ . فأنتَ ستكونُ ناجحاً من خِلالِ النعمةِ الإلهيةِ في حَياتِك.
الرَّب لا يستخدم طُرقاً أخرى ليُبارك أي شَخصٍ. وعلى الرُغمِ من أن الملائكةَ يَتوقونَ لهذهِ الفرصةِ، إلا أنهم لمْ يستطيعوا الحُصولَ على ثِقةِ الرَّبِّ فِيهم، فَهذا امتيازُ عَظيمٌ بأن نَقود إلى أقدامِ يِسُوع، كُل الذين يُشير إليهم الابُ. فَالرَّبُّ بحاجةٍ إلى ذَراعيك لكي يُعانقكَ، وليديكَ لكي يَشفيكَ ولفمك لكي يَتكلم بكَ، ولقلبكَ لكي يُظهر المَحبةَ.
جَعلنا الرَّبّ كامتداد لهُ هُنا، لِذلك كُنْ دائماً النُور الذي يَحتاجُ إليهِ الجَميع. وعِش دائماً وأنتَ مُدرك لمَكانتِك هذه. وفي أيةِ حَالةٍ، لا تدعْ العدوُّ يَستعملكَ. وحتى ولو تَعرضتَ للهُجومِ، أو عانيتَ من بَعضِ الأضرارِ، لا تنسى أنكَ أنت هو النُور الذي سَوفَ يُخلّصُ الأسرى من الظلامِ. وحينها سَوف يُكافئك الربُّ على كُلِّ خِيرٍ تَفعلهُ.
نفذ مُهمتكَ بِنجاحٍ حَتى وإن كانت مِحنتكَ كَبيرةٌ، ولا تَنسى أن تُشعَ دَائماً. فَليس هُناك شيءٌ يَحدثُ لك بِالصدفةِ، لكنَّ الله يَرى كُلَّ شيءٍ، ويعلمُ بأن أشياءَ سَيئة تَحدثتُ لك. وإذا كانَ يُوسفَ قدْ أطفأ نُورهُ في مِصر، مَا كانَ قدْ استطاعَ مُساعدةَ أخوتهِ عندمَا حَدثت المَجاعةُ.
سيأتي اليومُ الذي نقفُ فيهِ وجهاً لوجه أمَام إلهنا. وسيكافئ الرَّبّ كُلَّ أولئك الذينَ كانوا مُخلِّصين لهُ؛ وغيرُ المُخلصين بالتأكيدِ سَينالونَ جزاءَ عَدمِ أمانتهِم. لِذلك، عَليك أن تعملَ للحياةِ الأبديةِ، فقد حَان الوقتُ الآن لتَحقيقِ المشيئةِ الإلهيةِ. صَلواتي من أجلكَ أن تكونَ مَقبولاً يومَ الدينونةِ.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز