-
-
"أَمَّا خَلاَصُ الصِّدِّيقِينَ فَمِنْ قِبَلِ الرَّبِّ حِصْنِهُمْ فِي زَمَانِ الضِّيقِ (سفر المزامير 39:37).
لا يُوجدُ إنسانٌ واحدٌ تَخلَّى عَنهُ الرَّبّ. فهو يَرزقُ الأبرَّار والأشرَّار، الأغنياءَ والفُقراء، المَظلومينَ والظَالمين، ويَقودُ الجَميعَ بِمحبتهِ، ويَحفظهُم ويُعطيهم النُور لإيجادِ الحُلولِ المُناسبةِ وتتميمِ أيامهم على الأرضِ. وإذا طلبَ أبنائهُ مشيئتهُ حقاً، فَسوفَ يَمتلئُ العالمُ من الرُعاةِ الصالحين في وقتٍ قصير، وسيعرفُ الكُلّ الإنجيل. ولكنَّ الأغلبيةَ يَهتمونَ فقط بِما يَستطيعونَ الحُصولَ عليهِ، ولا يَهتمونَ بِالمشيئةِ الإلهيةِ.
يقودُ الرَّبُّ الناسَ إلى الطريقِ الذي به الحلّ، وفي هَذا الطريق يُظهرُ لنَا إننا حَصلنا على هَذا الحلّ كمَا لو أنهُ صُدفة. عَلينا أن نَنسى تَماماً طائفتنا، وأحَلامنا وكُل الأشياءِ المُزيفةِ، وأن نُكرسَ حياتنَا أكثر للمُهمة النبيلةِ – وهي الكرازةُ بالكلمة. لأنهُ لن يكونَ هُناك فُرصةٌ أخرى لخلاصِ الضَائعين الذين يُريد الرَّبَّ أن يُخلصهُم، وأيضاً لنْ يكونَّ لدينا فُرصةٌ أخرى لنَكنز لحياتنَا الأبدية، وكُلّ دَقيقةٍ تَضيع، سَتضيعُ إلى الأبدِ.
تقولُ الكلمةُ إن خَلاَصَ الصِّدِّيقِينَ فَمِنْ قِبَلِ الرَّبِّ. وهَذا لا يَعني إن الذي كانَ باراً بالأمسِ، سَيتحرّر مِن الأزمةِ التي هو فيها حالياً. فَمعنى أن تكونَ باراً هو أن تَأخُذ مكانكَ باستمرارٍ في المَسيح، ولا تُعطي مَكاناً لإبليس (أفسس27:4 ). ففي الحَياةِ العادية، يُمكنُ للشخصِ قضاءَ ٨٠ عاماً دُون أن يُعاني، ولكنْ إذا أخذ سلاحاً في يَومٍ ما، وقتل شخص سَيُصبحُ قاتلاً، ويَكونُ مَسؤولاً أمامَ القانون عنْ الجريمةِ التي اِرتكبها. أما الذينَ يُمارسونَ كلمةَ الرَّبِّ سَيرونَ أن الرَّب نفسهُ يضمنُ خَلاصهُم.
يُصيبنَا العدوُّ في وقتٍ مَا بالضّرر، وذَلك عِندما نَنسى أن نَسهر ونُصلي، فَهذا هو الوقتُ المُناسب ليشِنَ حربهُ علينا. وعلى الرُغم من أنه لمْ نفعل مَا ينبغي عَلينا فعلهُ، إلا أن الرَّبّ العليِّ هو حِصنُنَا في وقتِ الضيقِ. ومَهما كان من مَتاعب في حَياتِك الآن، لا تَقلق بِشأنها، ولكِنْ، كُنْ قوياً لأنَّ الرَّبَّ حِصنٌ لك.
لا تدع العَدوَّ يتغلبُ عليكَ. اِنهض الآن وانتهرهُ. فالذي يُحاول أن يَخنُقك الآن، هو من وراءَ هَذه الأزمةُ التي دَمرت مَنزلك، وهو من اقتادتكَ إلى الخَطيئة. تذكر دائماً أنّ الله هو حِصنٌ لك، وإنه عندك في المسيح السُّلطانُ الكافي لهزيمتهِ. والربُ في انتظاركَ ليُعطيك الحلَّ الذي تَحتاجهُ. قد كُتب كُلُّ هذا لكي تَعيشَ سَعيداً، مُنذُ الآن.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز