-
-
" بَاطِنُهُمْ أَنَّ بُيُوتَهُمْ إِلَى الأَبَدِ، مَسَاكِنَهُمْ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ. يُنَادُونَ بِأَسْمَائِهِمْ فِي الأَرَاضِي." (مزمور 11:49)
مخدوعٌ هو الإنسان بإنجازاته، فالتَّرف المعيشيّ قادر على تشتيت الناس الأكثر روحانية أيضاً. والذين يضعون قلبهم على الغنى يحكمون على أنفسهم بالبقاء بعيداً عن الله، وبكلِّ تأكيد سيتعرضون لآلام رهيبةٍ. من الحكمة أن لا تبدل الثقة بالربِّ بأي شيءٍ آخر في العالم ومهما كان. إذاً، علينا أن نبقى متيقّظين لئلا نسمح للعدوّ بأن يحيدَ تركيزنا نحو الهدف الحقيقيّ؛ لذلك، لأنَّه يعلم أنَّنا لن نفقد خلاصنا سيعمل جاهداً على جعلنا نوجِّه أنظارنا نحو الأمور الأخرى. وقد نجح الشّيطان في خداع العديد من الناس من خلال جذبهم لمحبة الأمور الدنيويَّة.
إنَّ كلَّ ما يجعلك تظن أنَّك أفضل من الآخرين؛ سواء إن كان - دبلوم الكليَّة أو رتبة السّلطة أو أن تملك المال لشراء كلَّ ما تريد، أو أيِّ ميزة أخرى- هي ليست إلا خدعٌ من العدوِّ كي تبعدك عن الشَّركة مع الله. وكلُّ الذين ينظرون لأنفسهم نظرة دونية، ومن لهم التشامخ في إمكاناتهم ونجاحاتهم بكلِّ ما يصنعون، يجب أن يتوقَّفوا عن فعل ذلك وأن يتَّخذوا بعض الخطوات إلى الخلف، إلى جانب طلب المغفرة من الله. أناسٌ كهؤلاء يفعلون الإثم وهم معرضون للسقوط سريعاً. أخوتي وأخواتي، لا تثقوا في ما تصنعون لكن في الربِّ فقط.
إنَّ الترف المعيشيّ ليس بدائمٍ، فقد يكون في متناول يدك الآن، لكن في لحظةٍ لا تتوقع قد تخسره. لذلك، حتَّى وإن دام لك خلال حياتك على الأرض لن ينفعك في "اليوم العظيم" لأنَّك ستُجرَّد من كلِّ شيءٍ أمام القاضي العادل.
كلُّ ما حققناه في هذه الحياة سيبقى هنا عندما نموت، لكنَّ الشّيء الوحيد الذي لن نفقده مطلقاً هو الخلاص الذي نلناه في المسيح، وكذلك كلَّ ما تعلّمناه منه. ليس من الصَّواب الوثوق والتعلق بالأشياء المؤقتة. لذا، إن كنا نملك الكثير أم القليل، علينا أن نضع ثقتنا بالله وأن نعطيه المجد في كلِّ ما نملك أو نحقِّق.
إنَّنا بحاجة لمعرفة أنَّ الربَّ هو من يمدُّنا بالقوة لجمع الغنى ومن يقودنا للنَّصر. فالاستعداد الحقيقيّ للحياة هو هبةٌ من الربِّ لنا. أولئك الذين يعطونه المجد قادرون على اجتياز المصاعب بلا معاناةٍ. والآن، من يفتخرون بالنتائج التي حققوا، هم ببساطة يعيقون عمل القوَّة الإلهيَّة في حياتهم.
يختبر الناس الشاكرين الكثير من أوقات الفرح في المسيح. بالحقيقة، إنَّ المعجزة هي بداية دائرة ليس لها نهاية. وعندما نُرجِع الثناء لأنفسنا عوضاً عن خالقنا نشلُّ عمله لصالحنا. إذاً، علينا إظهار الامتنان للربِّ كلَّ حينٍ، وبالتالي سيكون معنا على الدَّوام، ولن ندع العدوَّ يستحوذ على نعمة الله المسكوبة علينا.
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز