-
-
"إِنْسَانٌ فِي كَرَامَةٍ وَلاَ يَفْهَمُ يُشْبِهُ الْبَهَائِمَ الَّتِي تُبَادُ." (مزمور 20:49)
ليس هناك أحدٌ في هذا العالم ليس ضمن خطة الله؛ إضافة لذلك، يحبُّ الربُّ البشر، ويكشف لنا عن ذاته على الدّوام في ذات الطرق. كرازة الإنجيل هي كلام الله عن الحياة الأبدية وعن مشيئته لحياتنا جميعاً. لهذا السبب، سماع الرّسالة المجيدة التي تخصُّ الصَّليب هي أعظم فرصة ننالها لفهم الخطة الإلهيَّة ومعرفة الرب العليّ. فعندما يدعو أحد أولاده للذهاب وإخبار الضَّالِّين عن خطته للخلاص هو يهب لذاك الخادم أنبل مهمة قد يُوكَّل بها إنسان.
يسبِّب عدم الإصغاء إلى الربِّ ضرراً كبيراً، إلى جانب كونه حماقة صِرفة. ومن الناحية الأخرى، سيكافأ الذين يتمِّمون هدف الله مكافأة هائلةً، وهذا ما قاله دانيال النبيّ: "وَالْفَاهِمُونَ يَضِيئُونَ كَضِيَاءِ الْجَلَدِ، وَالَّذِينَ رَدُّوا كَثِيرِينَ إِلَى الْبِرِّ كَالْكَوَاكِبِ إِلَى أَبَدِ الدُّهُورِ." (دانيال 3:12). وبالمقابل، الذين يحتقرون الدّعوة الإلهيَّة سيدفعون ثمن تمرُّدهم يوماً ما، وسيدركون حينها كم الضّرر الهائل الذي سببوه لأنفسهم وللآخرين.
يمنحنا الله القوَّة، ويفعل ذلك لغاية معيَّنة: لأجلنا، لنتمِّم خدمته. وليس من الحكمة استخدام المواهب الثمينة لجمع الغنى وعيش حياة محورها الذات. فالحياة على الأرض قصيرة جداً، لذا ما المنفعة من نوال المديح من الآخرين؟ سنحيا إلى الأبد إن فعلنا ما أوصانا به الربُّ؛ لكن إن فعلنا مشيئتنا سيكون مصيرنا الجحيم.
يجب أن يكون هذا لسانُ حال جميع المؤمنين: "أريد كلَّ ما أعدَّ الله لي، وأن أصبح الشخص الذي خطَّط لي كي أكون". لماذا تكتفي بالقليل؟ إن ربح الإنسان كلَّ ذهب العالم، سيكون قد ربح أقل جداً مما يناله خادمٌ لله خلال الامتلاء من الرّوح القدس عند أقدام المسيح.
أولئك الذين ينالون الثناء من الناس كأبطال وأشخاص ناجحين بأعمالهم وليس لهم فهمٌ، يشبهون حيواناً يموت وسيزول ذكره من الآخرين، في العالم الحاضر والأبدية.
من الصَّواب أن تتمَّم الهدف الذي أعدَّه الله لحياتك، لأنَّك حين تفعل ذلك سَتثبُت وستكون مهيَّئاً للحياة الأبديَّة. ومهما كانت خدمتك بسيطة في أعين الناس، سيكون أجرُها عظيماً لأنَّها قد وُهِبت لك من قبل خالق السَّماوات والعالم أجمع. كن ذكياً وثِق تماماً أنَّ الله الأبديّ أحبَّك وجاء بك إلى الحياة وأعطاك الخدمة التي ستكون بمثابة منفعةٍ أبديَّة لك. إذاً، اِجمع الكنوز للحياة الأبديَّة من خلال قيادتك للآخرين بمعرفة "الحقَّ"!
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز