-
-
"لاَ تَسْتَصْحِبْ غَضُوبًا، وَمَعَ رَجُل سَاخِطٍ لاَ تَجِيءْ، لِئَلاَّ تَأْلَفَ طُرُقَهُ، وَتَأْخُذَ شَرَكًا إِلَى نَفْسِكَ." (الأمثال 24:22-25)تحثُّنا كلمة الله على تجاهل أنواعاً عديدة من الناس، ومن ضمنهم الغضوبين والسّاخطين. والغرض من هذا التنبيه كي لا نألف الطرق التي يسلكون ونأخذ لأنفسنا شركاً. وهم أيضاً يسلكون بطرقٍ رديَّة التي تقودهم في نهاية المطاف إلى فخاخ معدَّة من قبل الشِّرير.
عندما يقع الناس فريسةً للغضب يصبحون ساخطين ويبدؤون بالانحدار في طرق ملتويَّة ولا يدركون كم الضَّرر الهائل الذي يسبِّبونه لأنفسهم ولأُسرِهم. والذين يتبعونهم سينحدرون أيضاً في نفس الطريق التي تقود للموت. وسيرى تلميذ الشّخص الغضوب أشياءً لم يظهرها الله؛ وسيشعر أنَّها ليست من الرّوح القدس، وسيتَّخذ قراراتٍ تستعبده روحيَّاً. لا يدرك الناس الغضوبين والسّاخطين من هو سيّد حياتهم.
إنَّ الفرد الذي يحمل السَّخط على كاهله ويغضب بسبب كلِّ أمرٍ، يمنح إبليس الفرصة للدخول. والتَّمسك بفكرة الغضب السَّريع هي بمثابة إخبار المُجرِّب أنَّ لديه خادماً تحت تصرِّفه. من ناحية أخرى، هادئٌ هو من يتبع المسيح ولا يليق به الخصام (تيموثاوس الثانية 24:2) ولأنَّه يملك ثمار الرّوح القدس (غلاطية 22:5). ويعلم إذا طلب أحدٌ منه الرداء لا يمسك عنه الثوب أيضاً (لوقا 29:6). لن يرى الفرد البرَّ والإهانة والاتكال على الذات خلال الخصام لكن من خلال طاعة الربِّ (مزمور 7:20؛ 1:4؛ 8:7؛ 20:18).
لسنا بحاجة لاستخدام خدع الشّيطان لتحقيق النَّجاح، فهناك العديد من الطرق التي يمكننا اتباعها. ليس من الصَّواب السلوك في طرق عدوِّ نفوسنا الملتويَّة لأنَّه لا يمنحنا سوى الشّر، فيجب رفض كلَّ ما هو ليس للبنيان. لهذا السبب، يتجاهل الغضوبون والسّاخطون الحقيقة، وبسبب ذاك النوع من الشّخصية الذي يمتلكون لن يمدَّ الربُّ لهم يد العون للسلوك في طريق البرِّ، وإذا كانوا يرغبون في تجنّب الشَّر عليهم أن يرجعوا للمسيح من كلِّ قلوبهم وأن يطلبوا من الله أن يخلِّصهم بالكامل وهكذا لن يهلكوا.
اِجتنبْ كلَّ ما قد يصبح شركاً لحياتك، لأنَّ الله يريد أن يعيش أولاده أحراراً من العبودية الشريرة. يفتقد العالقون بفخاخ العدوِّ إلى مجد الخلاص ويعيشون حياة العبودية؛ فلا يملكون الشَّغف للعيش، بل ويكنّون مشاعر سلبية تجاه الآخرين في أغلب الأحيان.
يهتم الله كأبٍ في حريتنا، فقد جعلنا أحراراً في المسيح، وهكذا نستطيع تحقيق مشيئته ونوال المكانة في الحياة المتنعِّمة التي نلنالها من خلال الربِّ يسوع. لذلك، لا تكن عبداً للشِّرير ولا تسلِّم نفسك لمشاعر الإدانة بواسطة كلمة الله، وتذكَّر أنَّ الله العليّ أعدَّ طريق النجاح لأولاده. نحن عمله، مخلوقين في المسيح يسوع لأعمالٍ صالحة (أفسس 10:2). أصلي أن تتيقّظ لذلك!
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز