-
-
"وَأَشْهَدَ الرَّبُّ عَلَى إِسْرَائِيلَ وَعَلَى يَهُوذَا عَنْ يَدِ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ وَكُلِّ رَاءٍ قَائِلاً: «ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ الرَّدِيئَةِ وَاحْفَظُوا وَصَايَايَ، فَرَائِضِي، حَسَبَ كُلِّ الشَّرِيعَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُ بِهَا آبَاءَكُمْ، وَالَّتِي أَرْسَلْتُهَا إِلَيْكُمْ عَنْ يَدِ عَبِيدِي الأَنْبِيَاءِ." (الملوك الثاني 13:17)
يخبرنا الأصحاحُ السّابع عشر من سفر الملوك الثاني عن مُلكِ هوشع على إسرائيل، مملكة الجنوب، التي انفصلت عن الأسباط العشرة حين ملك رحبعام بن سليمان. وساد ملك أشور على إسرائيل خلال تلك الحقبة من الزمن وسبى الشَّعب إلى حلح وخابور مدن مادي. وجلب هذا الملك الكثير من الأمم للسكن في أرض شعب الله الذين أدخلوا ممارسة عبادة الآلهة.
يصوِّر لنا كاتب هذا السفر الماضي الذي فيه ابتعد شعب إسرائيل عن التعليمات الإلهيَّة، والأخطاء التي ارتكبوها من خلال ترك الربِّ وتسليم أنفسهم للعبادات النَّجسة وممارسات سرية معيَّنة تُغضِب الله العليّ، ولا نعلم تحديداً ماذا كانت تلك الممارسات، لكن من الواضح أنَّها كانت عبادة الأصنام. أصلِّي أن يتكلَّم الرّوح القدس لقلبك مباشرةً عن تلك الممارسات السريَّة التي تعلَّمها الإسرائيليون من خلال الاختلاط بتلك الشّعوب!
لقد نبَّه بعض أنبياء الله شعب إسرائيل ليتوبوا ويرجعوا إلى الربِّ ويكفُّوا عن فِعل الخطيَّة قبل أن يغزو ملك أشور السامرة بعدما حاصرها لمدة ثلاث سنوات، لكنَّهم لم يصغوا، ولم يدركوا ضرورة التَّخلِّي عن الإثم، وهذا ما يحدث اليوم تماماً للعديد من أبناء الله الذين باعوا أنفسَهم للعدوِّ. تشبِّه كلمة الله الذين يفعلون الإثم، بلا خوف، بطريقِ امرأةٍ زانيةٍ تأكل وتمسح فاها وتقول: "ما عَمِلتُ إثماً." (الأمثال 20:30).
ينبغي أن تُذرَف الدموع في السَّماء عندما يصرّ المؤمن على ارتكاب الخطيِّة حتى بعدما يبكِّته الرّوح القدس، فهو ينجس نفسه بسبب ذلك. إذا كنت تعرف أنَّك ترتكب خطيةً توقف عن ذلك قبل فوات الأوان. لكن إذا استمرِّيت في خطئك سيتخلى الربُّ عنك ويتركك. أخوتي وأخواتي، نحن كمؤمنين مختلفين عن الناس الأرضيين لأننا نملك كلمة الله التي تعلِّمنا تمييز الخطأ عن الصَّواب.
هناك الكثير من هم تحت سيطرة الشرير، ويستمرون في حضور الاجتماعات في الكنائس، لكن لا يتوقَّفون على ممارسة ما هو مخالف لدى الربّ. لقد عبَد الإسرائيليون الآلهة الغريبة وتبعوا فرائض تلك الأمم، وفعل كِلا مَلِكيّْ إسرائيل أشياءً ليست صحيحة، وبَنيا السَّواري على المرتفعات في كلِّ مدنهما، فكان السبي نتيجةً لذلك.
إنَّ الثمن الذي دفعه الإسرائيليون هو لتحذيرنا، فسيأتي اليوم الذي فيه سيتخلى الربُّ عنَّا إذا استمرّينا في الخطيَّة، حينها سنكون في متناول يد العدوِّ المسيطر والمدمّر الرّهيب. لذلك، يجب أن نصغي لتحذيرات الله ونطيع كلمته.
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز