"يَفْتَحُ لَكَ الرَّبُّ كَنْزَهُ الصَّالِحَ، السَّمَاءَ، لِيُعْطِيَ مَطَرَ أَرْضِكَ فِي حِينِهِ، وَلْيُبَارِكَ كُلَّ عَمَلِ يَدِكَ، فَتُقْرِضُ أُمَمًا كَثِيرَةً وَأَنْتَ لاَ تَقْتَرِضُ." (التثنية 12:28)

 لقد كشف الربُّ لشعب إسرائيل، بعدما أخرجهم من أرض مِصر، عن سرِّ النجاح في الأرض الجديدة التي كانوا على وشك امتلاكها؛ أي أرض "كنعان". لقد عدَّد الله العليّ كميَّة البركات التي كانوا سينالونها إذا أصغوا لصوته جيداً وتبعوا إرشاده. ويرمز أولاد إسرائيل إلى كنيسة المسيح التي من شأنِها أن تختطف المأسورين من مملكة الظلمة. وإذا أطاع المؤمنون في الوقت الحاضر ما هو مكتوب في الكتاب المقدس سيدركون أنَّ الله هيَّأ خططاً فضلى لحياتهم أيضاً. ومن الناحية الأخرى، لن يحيا الذين يَعصون التعاليم الإلهيَّة حياة جيِّدة، ولن يكونوا ناجحين في الأرض الجديدة: أرض الموعد السّماويَّة المعدَّة لنا.

 حقيقيٌّ هو الوعد الذي يخبرنا أننا سنُقرِض الكثير من الناس ولن نقترض من أحد، وسيكون المال في متناول أيدينا إذا أحسنَّا الإصغاء لصوت كلمة الله. إنَّ الفهم الصَّحيح الذي نحصل عليه في قلوبنا عندما نسمع أو نقرأ بشارة الإنجيل هو الصّوت الذي يُرشدنا. وباللحظة التي نفهم فيها ما علينا فِعله ولا نفعل سنكون في حاجةٍ. "فَتُقْرِضُ أُمَمًا كَثِيرَةً وَأَنْتَ لاَ تَقْتَرِضُ." هي وصيَّة إلهيَّة!

 في الآية التالية يقول الربُّ: "نكون رأساً لا ذنباً". يا أخي، ما الحالة التي كنت عليها؟ لا يريد أبونا السماوي أن نصبح هؤلاء الناس بقوَّتنا أو بقدرتنا، بل بروح الله، قال ربُّ الجنود (زكريا 6:4). هل سلَّمت أمرك لله العليّ لكي يحدث ذلك في حياتك؟ يريد الله رؤية أولاده في موضع القيادة وإعطاء الكلمة الأخيرة والاستمتاع بأفضل الأشياء في الحياة وامتلاك الحلول لكلِّ المشاكل وأخذ مشورتهم من قبل الآخرين في الأحوال الصعبة والكوارث. فلن نكون سوى رأساً إن كان روح الله يسكن فينا. عندما يكون خادم الله ثابتاً في المسيح – هو أو هي – سيصبح بركةً للضَّالِّين الذين سيرون بالحقِّ أنَّ الإنجيل هو الطريق الوحيد للنَّجاة من عبوديَّة الخطيَّة وعواقبها. وبالمقابل، يقدِّم المؤمن شهادةً سيئة عندما يقبل الرشوة التي مصدرها الإنسان الضال، على سبيل المثال، مقابل حصولهم على وظيفة أو الحصول على منحة دراسية، أو أيَّ خدعة أخرى.

 إن كنت تريد العيش بشكلٍّ جيِّد والتحرّر من المصاعب والتَّمتع ببركات الربِّ ابحث لتفهم خطَّة الله لتعيشها بأكمل وجه، وتمثَّل بالذين كانوا أمناء للقدير في الماضي، حينها سترى قوَّته تعمل في حياتك! ليس لدى الرب محاباة (تثنية 17:10)؛ لذا سيكون كلُّ من يخدمه بإخلاص مصدر سروراً له. لكن أولئك الذين لا يسعون لمعرفة القوانين المحدَّدة من قبل الربِّ لأولاده، ولهذا السبب، لا يلتزمون بها، هم متمردون، الذين لديهم معرفة القوانين ولكن لا يمارسونها.

 من الصَّواب أن نسرَّ الربُّ بسلوكنا في الحياة، وفوق كلِّ ذلك، يُسرُّ الله كأبٍ أن يرى أولاده يسلكون بحكمةٍ. أخوتي وأخواتي، لا تنسوا أنَّ فرح الربِّ هو قوَّتنا (نحميا 10:8). لذلك، عش الخطَّة الإلهيَّة ولا تخذل الله القدير!

  محبَّتي لكم في المسيح

 د. ر. ر. سوارز