-
-
"سَمِعْنَا فَذَابَتْ قُلُوبُنَا وَلَمْ تَبْقَ بَعْدُ رُوحٌ فِي إِنْسَانٍ بِسَبَبِكُمْ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكُمْ هُوَ اللهُ فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَعَلَى الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ." (يشوع 11:2)
لقد تمكَّن الشّرير من أن يجعل راحاب زانيةً؛ وبرغم ذلك، الانتصار الذي يحققّه على بعض النَّاس ليس بدائمٍ لأنَّ الله يرى كلَّ شيءٍ. لذلك، سيزور الربُّ الأُمناء –حتَّى وإن كانوا في حالة الخطيئة- وسينالون الفرصة للخلاص لأنَّ الله لم يصنعْ الإنسان ليكون عبداً للخطيئة. وعلى الرَّغم من كون البعض يرتكبون الإثم في هذه الأثناء، سيأتي اليوم الذي فيه سيشرق عليهم نورُ الحرِّية. لذلك، نحن نحتاج أن نكرز بكلمة الله في الوقت المناسب وغير المناسب (تيموثاوس الثانية 2:4).
وبالرَّغم من أنَّ راحاب كانت تعيش بالخطيئة إلا أنَّها كانت تنتظر يد الله الصَّالحة لتمتد لها في يومٍ ما. فالذين يؤمنون بأنَّ الله سيباركهم، سيجدون محبته تعمل عاجلاً أم آجلاً. مَا أَجْمَلَ أَقْدَامَ الْمُبَشِّرِينَ بِإنجيلِ السَّلام (رومية 15:10)، الذين ينشرون البذار الثَّمينة (مزمور 6:126) لأنَّهم يشاركون بالعمل الذي يَسرُّ قلب الله خالقنا. فذكاء الإنسان يصل لذروته عندما هو أو هي يُصغون للكتاب المقدَّس، وهذا ما حدث لراحاب. إنَّ العجائب التي كان يفعلها الربُّ لصالح أبناء إسرائيل كانت واسعة الانتشار، وقد عَلِم على الفور الذين سمعوا بها أنَّ الله كان في وسط ذلك الشَّعب. كذلك الأمر، يجب أن يكونَ معروفاً ما يشغل تفكيرنا، فشفاءٌ بسيطٌ ومعجزةٌ عظيمةٌ هي تماماً كخلاص شخصٍ كان غارقاً بالإثمِ. فإخبار النَّاس عمَّا صنع الله هي رسالةٌ قويَّة ستصنع خيراً عظيماً لأولئك الذين ينتظرون ظهور الله العليّ.
إنَّ الناس الكتابيين عطاشٌ لسماع بشارة الإنجيل، حتَّى وإن لم يعترفوا بهذا. وقد لم يدرك البعض هذا الأمر حتى الآن، لكنَّ الفراغ الذي في قلوبِهم –الذي لا يمكن أن يملأه أيُّ أمر آخر- هو دليلٌ على تلك الحقيقة. في الواقع، إنَّ اضطِّراب روح الإنسان هو غياب الله الحيّ. إذاً، عندما نكرز بكلمة الله بمسحَة الرّوح القدس ستستنتج تلك الأرواح أنّها لطالما كانت بحاجةٍ إلى الربِّ، الحقيقة التي لم تعرفها من قبل. والذين يسمعون الإنجيل يمتلؤون بفرحٍ مقدسٍ كما لم يشعروا ولا علِموا من قبل بوجوده. وهذا يحدث بسبب زيارة الربِّ يسوع لهم شخصيَّاً.
أخوتي وأخواتي، إن قَبِل أحدٌ ما كلَّمة الإنجيل بهِ، سيعمل الله في حياته أو حياتها. كان قرارُ راحاب في إخفاء الجاسوسَين –الذي أظهر إيمانها (عبرانيين 31:11)– أمراً من الربِّ لها. لذلك، افعل ما تشعر يجب عليك فعله عندما تسمع ما يقوله مرسَلو السَّماء لأنَّه بإرشادٍ من الربِّ. لقد اعترفت راحاب بما كان يحدث في وسط شعبها، ونجت بسبب إيمانها بالعجائب التي كان يصنعها الربُّ. إذاً، لا تؤجِّل، اتَّخذ قرارك الآن!
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز