-
-
"وَأَخْبَرَ أَخْآبُ إِيزَابَلَ بِكُلِّ مَا عَمِلَ إِيلِيَّا، وَكَيْفَ أَنَّهُ قَتَلَ جَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ." (ملوك الأول 1:19)
لقد كانت تلك الأيام رائعةً لأنَّ الله عمل بقوةٍ. لم يُصغِ آخاب لكلام إيليَّا الجلعاديّ، الذي أكَّد أنَّ السَّماء لن تمطر، ولا حتَّى قطرة واحدة من المطر ستهطل على أرض إسرائيل (ملوك الأول 1:17). جمعَ لاحقاً ذاك النبيّ أربع المئة والخمسين من أنبياء البعل مع أربع المئة من أنبياء السَّواري وقام بتحدٍ عظيم (ملوك الأول 19:18): إن كان البعل هو الله فليرسل ناراً، لكن إن لم يحدث هذا، سيستدعي إيليا بذاته الربَّ. لذا قد حصل الأمر بهذه الطريقة، لقد أرسلَ الربُّ العليّ ناراً من السَّماء. وبعد ذلك، أُعدم ثمان المئة والخمسين من خدَّام الشيطان (ملوك الأول 22:18-40).
لم يصدِّق الملك آخاب أنَّ ذاك المواطن البسيط الذي ذهب إليه قبل ثلاث سنوات ليوبِّخه، قادراً على القيَّام بكلِّ تلك الأمور. لذلك لقد شهِد ذاك الملك الظالم يد الله الشَّديدة. وعندما عاد آخاب إلى القصر أخبر الملكة عن كلِّ ما اختبره، إلا أنَّه لم يكن الشَّخص المناسب لنقل الأخبار السَّارة. فهو شاهد عمل الله، لكنَّ آخاب قد بِيعَ للشيطان، لذلك، تلك الرسالة التي خرجت من فمه لن تنتج التَّأثير المتوقَّع على تلك المرأة. بسبب هذا ينبغي علينا أن نصغي لمن يتكلم بكلمة الإنجيل، لأَّنه إن كان هذا الشَّخص في حال الخطيئة لن يخرج منه شيئاً صالحاً.
فكما لم يقدر ذلك الملك أن ينقل الأخبار السَّارة، لا تستطيع أيضاً الكنيسة اقناع النَّاس بقوَّة وتوظيفهم برواتب عالية للقيام بخدمة الله. فقط المخلَّصون، المغسولون بدم الربِّ يسوع والممتلؤون من الرُّوح القدس يمكنهم القيام بالعمل البطوليّ على الأرض: نقل الكلمة العديمة الفساد إلى القلوب المضطَّهَدة.
لقد حصلت إيزابل على كلِّ شيءٍ بشكلٍّ خاطئٍ وخطَّطت لقتل النبيّ إيليَّا؛ فقد أقسمت أن تأتي برأسه المقطوع. لو أنَّ الرِّسالة السَّارة أُعطِيَت بواسطة شخص مملوء من روح الله، لكان ردُّ فعل تلك المرأة الظالمة سيكون مختلفاً تماماً.
فكلمة الله عندما تخرج من فم المُخلَّصين تشبه المطرقة التي تحطِّم الصَّخر إرَباً (أرميا 29:23). ولا أحد سيقاوم الذين يتكلَّمون بمحبةٍ وسلطانٍ مهما كانت قساوة القلب.
بسبب ذلك على خدَّام الله ألَّا يسكتوا. سيكون ابن الله العليّ المستخدم كليَّاً من قِبل الربِّ قادراً على تخليص الناس وجعل حتَّى أقسى الرُّكب تسجد أمام "الحقِّ". نحن نتعامل مع حياة أبديَّة، فالنَّاس الذين يحبّهم الآب سيكون محكوماً عليهم أبديَّاً بسبب الخطيئة التي يمارسونها. فإنَّنا نعلم لن يكون هناك فرصة ثانية؛ لذا علينا كخدَّام الله أن لا نلتزم الصَّمت.
كلُّ المخلَّصين الذين دُعوا للكرازة لديهم المسحة لخدمة بشارة الإنجيل. وإن لزمنا الصَّمت، سنتحمَّل مسؤولية النُّفوس التي ستضلّ. ليت أبناء الله يتيقَّظون لتلك الحقيقة ويقومون بالخدمة بذات الطريقة التي قام بها يسوع! أنت تبرهن محبتك للربَّ عندما تفعل مشيئته.
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز