-
-
"فَذَهَبَتْ مِنْ عِنْدِهِ وَأَغْلَقَتِ الْبَابَ عَلَى نَفْسِهَا وَعَلَى بَنِيهَا. فَكَانُوا هُمْ يُقَدِّمُونَ لَهَا الأَوْعِيَةَ وَهِيَ تَصُبُّ." (ملوك الثاني 5:4)
كان أحد الأنبياء في أيامِ أليشع غير مسؤول لأنه ذهب وراء الدّيون، وبسبب ذلك تعرضَّت زوجته بعد مماته للمشاكل وكان ينبغي بيع أولادها كعبيدٍ لتفي ذلك الدَّين. وبسبب هذه الظروف القاتمة توجَّهت تلك المرأة إلى النَّبي أليشع لتطلب منه العون. لو كان هو الآخر غير مسؤول، لكان قد أخذ المال من خدمة الربَّ أو أنَّه اختلف مع الأنبياء الآخرين لمساعدة تلك الأرملة وأولادها ومنعهم من اجتياز هذه الإهانة والمعاناة الهائلة. لكن بسبب أنَّ ذلك النبي عاش بالحضرة الإلهية علِم ما عليه فعله، لقد أعطاها رسالة من الله. اعتبرَت تلك الأرملة التعليمات ككلامٍ موحى – وليس كعذرٍ من شخص يأبى مساعدتها وفعلت كما طُلب منها تماماً.
لقد استعارت بعد ذلك العديد – لا القليل - من الأوعيَّة ودخلت وبنيها إلى بيتها وأغلقت الباب. لاحظ أنَّ هذه المُعجزة لا تحدث عادةً بين الغريبين وغير المؤمنين، فإخبار الجميع ما قيل لك أن تفعل قد يعيق تحرُّكات الله. إنَّ العديد من الأشرار يتظاهرون بالودِّ، لكن لأنَّهم لا يخدمون الربَّ قد يكونوا مُنساقين من العدوِّ لخلق بعض التعليقات وزرع بذاراً شرِّيرة؛ وبسبب ذلك، قد يرتبك الذين يستخدمهم الله العليّ وينتهي بهم الأمر إلى عدم الإيمان.
يجب أن يؤمن أولئك الذين لطالما انتظروا القضاء الإلهي أنَّ المعجزة هي شيء يتجاوز قدرة الإنسان والتي من المُمكن أن تحدث بلا تدَّخل إلهيّ. ولكي تتمَّ هذه البركة يجب أن تحدث بوسط أُناس مؤمنين وأولادهم المؤمنين أيضاً.
وفي الكثير الأحيان، يجب أن تكون عائلاتهم أيضاً خارج الاتِّفاق، لأنَّه إن اتَّفق اثنان منكم على الأرض في أيِّ شيءٍ يطلبانه، يكون لهما من الآب السَّماويّ (متى 19:18).
لا تتهاون! لا يجب أن يكونا قريبك أو قريبتك اللذين لا يسلِّما أنفسهما حقيقةً للربِّ طرفاً في صلاة الاتِّفاق. فلمجرَّد أنَّ الشخص فرداً من العائلة لا يخوِّله أو يخوِّلها لاستقبال المسحَة التي تجعل السلطان الإلهيّ يعمل.
عند الضَّرورة، اسأل أحداً ما للإرشاد. كان على تلك الأرملة أن تصلِّي أولاً، لكنَّها لم تفهم خطَّة الله، لذلك لجأت للنبيّ، عندها تلَّقت مشورته ولم تشكّ في قلبها وتصرَّفت في الحال. كان عليها ممارسة إيمانها قبل أولادها، ومن الواضح أيضاً أنَّها تعلَّمت فيما مضى أنَّ الله العليّ لا يتخلَّى عن طالبيه. لقد أطاعوا عندما طُلِب منهم أن يستعيروا الأوعيَّة من جيرانهم. لعلَّ واحد منهم تردَّد من فعل هذا، لكن حتَّى في هذه الحال يساعد الربُّ كلَّ من يثق به.
لم يكن لدى تلك المرأة شكوكاً لذلك أحضرت جرَّة الزَّيت ورفعتها وسكبت القليل منه في وعاءٍ فارغٍ، ولم ينقطع الزَّيت حتَّى امتلأ الوعاء الأخير. عندما طلبت من ابنها إحضار وعاءً آخر وأخبرها أنَّه لم يبقَ أيّ منه، حينها توقَّف تدفّق الزيت لأنَّ الله لا يهدر شيئاً.
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز