رسالة اليوم

18/03/2018 - ينبغي أن نهيِّء قلوبنا

-

-

 "لأَنَّ عَزْرَا هَيَّأَ قَلْبَهُ لِطَلَبِ شَرِيعَةِ الرَّبِّ وَالْعَمَلِ بِهَا، وَلِيُعَلِّمَ إِسْرَائِيلَ فَرِيضَةً وَقَضَاءً." (عزرا 10:7)

 تخبرنا كلمة الربِّ أنَّه هناك وقتٌ لكلِّ أمرٍ في هذه الحياة (جامعة 1:3) وبالطَّبع، هناك وقتٌ للتَّهيئة. خلال السنوات التي نقضي في المدرسة نتدرَّب أن نصبحَ ناجحين في كلِّ المجالات. لكن هناك من لا يكنّون التقدير لما عُلِّمَ في الصَّف. وعندما يجتاز هؤلاء النَّاس في مشكلةٍ ما أو متى يكون عليهم أن يتنافسوا ضدَّ شخصٍ ما في موقفٍ معيَّن يدركون بالنِّهاية كم كانوا أغبياءً لأنَّهم لم يُصغوا لما تعلَّموه. وهذا ما يحدث في الكنيسة، على سبيل المثال، يندم الذين يتردَّدون إلى الخدمات فقط لتلبية دعوة شخصٍ آخر أو لأيِّ سببٍ كان غير طلب حضور الربِّ عندما يجتازون في التَّجارب لأنَّهم لم يتعلَّموا كيف يكونوا منتصرين بكلمة الله. رحبعام، أحد أبناء سليمان (الذي لم يولد رجلٌ أحكم منه على الأرض) وحفيد الملك داود، لم يكن ذكيَّاً كفايةً للتَّدرُّب على خدمة الربِّ. لكنَّه عندما أدرك أنَّه كان مندفعاً بواسطة المجتمع لم يكن مرِناً في الاستماع والتجاوب بحكمةٍ. لذلك، لأنَّه لم يكن متدرِّباً على خدمة الربِّ العليّ لم يستطع طلب الإرشاد المناسب من الربِّ. ونتيجة لذلك، انقسمت مملكته؛ بالرَّغم من أنَّ داود تمكَّن من توسيع مملكة إسرائيل، وقد حفظها سليمان قويةً.

 لقد قال الرّسول بولس من خلال كتابته لتيموثاوس علينا أن نقدِّم أنفسنا لله العليّ كعاملين لا نخزى (تيموثاوس الثانية 15:2)، إلا أنَّ القليل من النَّاس من يفعلون هذا، ولهذا السَّبب لا يستخدم الله العديد من أولاده. بالحقيقة، هو يريد استخدامهم في مجالات عديدة – في الأشغال الدُّنيويَّة وفي العلوم وخدمات الكنيسة، إلخ -. لكنَّه كيف سيفعل ذلك مع الذين لم يطلبوا منه قط أن يدرِّبهم لكي يصبحوا فعلته؟ هل سبق وفكَّرت أن تتهيَّأ؟

 كان عزرا كاتباً وكاهناً هيَّأ نفسه للوصول لشريعة الله، وبالتَّالي استطاع أن يكون مُستخدَماً من قبله. واليوم، يجب أن نفعل المثل لطلبة الكتاب المقدَّس. لقد انفتح فهم التلاميذ واستطاعوا فهم المكتوب كلِّياً عندما نفخ يسوع عليهم من روحه وقال لهم أن يقبلوا الرّوح القدس (يوحنا 22:20)، فكلُّ فرد يستطيع أن يعرف مخلِّصنا، الطريق الحقيقيّ – وهذا ما سيصنع الفرق الكلِّيّْ في حياتنا!

 إنَّنا نحتاج أن نكون جاهزين لتتميم ما يعلنه لنا الربُّ في الكتاب المقدَّس. فيجب تتميم مشيئته بفرحٍ، وسينال الذين يفعلون هذا حياةً مليئةً بالإنجازاتِ كما لم يتصوَّر أحدٌ من قبل. بالحقيقة، سيكافئ الله العليّ الخادم الصَّالح والأمين (متى 21:25). لذلك يا أخي، إنَّ التدرّب الكامل في اتِّباع الوصايا الإلهيَّة ليس بكافٍ؛ فعلينا أيضاً أن نكون جاهزين لنُعلِّم بها – إن كان بأقوالنا أو بأفعالنا. يجتاز العالم في المعاناة لأنَّنا نفتقر إلى النَّاس القادرين على إظهار مغزى مُجمل كلمة الله. لذلك، استخدم الموهبة التي وُهِبت لك واربح النَّاس للربِّ يسوع!

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز