"وَفِي الْيَوْمِ الثَّانِي اجْتَمَعَ رُؤُوسُ آبَاءِ جَمِيعِ الشَّعْبِ وَالْكَهَنَةِ وَاللاَّوِيُّونَ إِلَى عَزْرَا الْكَاتِبِ لِيُفْهِمَهُمْ كَلاَمَ الشَّرِيعَةِ." (نحميا 13:8)

 لقد عمل نحميا اجتماعاً مختلفاً تماماً مع رؤساء الشَّعب والكهنة والّلاويين وعزرا، واجتمعوا سويَّةً. فلم تكن غاية أحد في ذلك الاجتماع أن يُنتخَب كأفضل شخص؛ لم يهتم أحدٌ بالظهور أو تأسيس أشغالاً. فقد كان الجميع مُهتمِّين بتعلِّم كلام شريعة الربِّ؛ أتى الشَّعبُ من مكانٍ بعيدٍ ليتعلَّموا كلام الله؛ تاركين التزاماتهم وعائلاتهم وأشغالهم خلفهم ليصبحوا تلاميذاً في مدرسة روح الله. نحن بحاجة في يومنا هذا إلى الحضور في اجتماعٍ كهذا.

 وغنيٌّ عن التعريف أنَّ هؤلاء النَّاس قد تباركوا جداً لوجودهم هناك. واليوم، الذين لديهم ذات الهدف هم أيضاً مباركون. إننا بحاجة لتعليم الناس للتَّهيّء للخدمات التي تُقام في الكنيسة وأيضاً لاجتماعات خاصة لكي لا يضيِّعوا ما يفعله الربُّ في لحظاتٍ كهذه. ليس من اللائق أن يذهب النَّاسُ إلى بيتِ الربِّ بهدف استعراض ثيابهم الجميلة أو الافتخار بإنجازاتهم، بل بالأحرى، لسماع صوت الرب العليّ وفحص أنفسهم وترك الطُّرق الرديَّة خلفهم التي قد تكون مفتوحة لهم، وللتَّعلُّم من السَّيد ما يجب فعله لتحسينِ خدماتهم.

 وبحسب الآية السَّابقة، اجتمع أولئك النَّاس ليصغوا لكلمة الربِّ، وهذا ما يجب أن نفعله تماماً. يجلب فعل الإصغاء النُّورَ لقلوبنا ويفتح أذهاننا. فنحن نتعلَّم من أبينا السّماويَ عندما نصغي لكلمته. وفي هذه اللحظة بالذات يمكن أن نأخذ إعلاناً مهماً للتَّغيير في حياتنا. لكن انتبه لهذا: قد لا يكون هذا هدفك فمهما كنت مكسوراً سيستخدمك الله لمباركة الآخرين.

 لا يحقِّق المرء شيئاً عندما يكون بلا هدف، ولا يبارك الله حياة أحدهم لا يريد أن يكون بركةً. ومن الضروريّ أن أذكِّرك أنَّ الذين يقومون بعمل الرب برخاء سينالون أشدَّ عقاب لأنَّه مكتوب: ملعونٌ من يعمل عملَ الربِّ برخاءٍ وبلا هدفٍ وبلا مسحةٍ وبمكرٍ (أرميا 10:48). وبالمقابل، "الْفَاهِمُونَ يَضِيئُونَ كَضِيَاءِ الْجَلَدِ، وَالَّذِينَ رَدُّوا كَثِيرِينَ إِلَى الْبِرِّ كَالْكَوَاكِبِ إِلَى أَبَدِ الدُّهُورِ." (دانيال 3:12)

 ليس هناك أفضل من تعلُّم الإنجيل؛ فإنَّنا مباركون ومحفوظون ومقدَّسون به. فكلَّما كثُر الإعلان الذي نأخذ من خلال ما هو مكتوب في الكتاب المقدَّس كلَّما عشنا بشكلٍّ أفضل. بالحقيقة، يصبح الذين يتعلَّمون "الكلمة" من الله منتصرين بكلِّ شيءٍ. كان الحكماء ورؤساء الشَّعب والكهنة والقادة يجتمعون سويَّاً في تلك الأيام لفهم الشَّريعة. افعلوا المثل يا إخوتي!

 لقد حذَّر الربُّ يسوع من التالي: "اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ، وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ." (يوحنا 6:3) فنحن بحاجة أن نمتلئ بالرُّوح القدس لكي يصبح الذين نولدهم في المسيح بركة حقيقية.

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز