"وَيُقَالُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: هُوَذَا هذَا إِلهُنَا. انْتَظَرْنَاهُ فَخَلَّصَنَا. هذَا هُوَ الرَّبُّ انْتَظَرْنَاهُ. نَبْتَهِجُ وَنَفْرَحُ بِخَلاَصِهِ." (أشعياء 9:25)

 لقد تمَّ التّنبؤ عن مجيء المسيح في العهد القديم، وتكلَّم الربُّ بنفسِه عن ذاك اليوم المبارك في جنة عدن حين قال للحيَّة أنَّ نسل المرأة يسحقُ رأسها (تكوين 15:3). وتحدَّث النَّبيُّ أشعياء عن يومٍ ما ستحبل به عذراءٌ وسنعطى ابناً. حسناً، لقد أُعطِي لنا ابن الله. فلا يحتاج المؤمنون فيما بعد الانتظار لمثل هذا الحدث لأنَّه قد تمَّ. وما تُنبّؤ عمَّا سيفعل "المسيَّا" قد أُعلِن كلَّه من قبل الربِّ نفسه وتمَّ. فكان كلامه كالآتي: قد أُكمِل (يوحنا 30:19). والكثيرون انتظروا، واليوم المبارك قد أتى مسبقاً. لقد جاء ابن الله لينقض أعمال إبليس (يوحنا الأولى 8:3) وحدثت علاماته كما كان مُتوقَعاً. وانتصر المسيحُ على أرواح الجحيم، وعندما صعد إلى العلاء سبى سبيَّاً وأعطى النَّاس عطايا (أفسس 8:4). يجب أن نؤمن بما فعله نيابةً عنا، ونطالب بكلِّ ما أُودِع في حسابنا، لأنَّه مكتوب في سجلاتنا "قد دُفِع"، فوق كلِّ ذلك، لقد دَفَع دَيننا بحياته. ودم الحمل اشترانا لله ونحن اليوم أنقياء أمامه. أما بالنسبة لمن هم في الخطيَّة، ليس عليهم سوى أن يقبلوا ما فَعَل من أجلهم ليفقد العدوُّ سلطانه عليهم. وسنكون أعظم من منتصرين لأنَّ مخلّصنا قد انتصر (رومية 37:8).

 إن كنت ترغب فقط بالصُّعود إلى السَّماء لتكون حراً من الشَّيطان وشهواته، فأنت بالحقيقة مخطئاً. في الواقع، ما كان من اللازم أن يحدث لصالحنا قد أُكمِل مسبقاً. والآن، الخلاصُ كاملٌ، وسيعمل في اللحظة التي يرغبها الضَّالُّون. إن كنت تعاني من الاضطهادات، توقَّف عن تصديق الأكاذيب، وابدأ بالإيمان بما يقوله لنا الربُّ في كلمته، وكما كُتب فيها، أنَّه مجروح لأجل معاصينا ومسحوق لأجل آثامنا؛ تأديب سلامنا عليه وبحبره شُفينا (أشعياء 5:53).

 إنه يومٌ مطوَّبٌ، يومُ الابتهاج. لذا توقَّف عن الأنين والتَّأمل بتلك اللحظة لأنَّ الله سيشفيك. وإن كنت شجاعاً كفاية لتؤمن أنَّ الربَّ هو دواؤك، ستناله بكلِّ تأكيدٍ. إذاً، افعل ذلك! واستمر بالثِّقة في الآب وتصرَّف كما لو أنَّ جميع علامات ذاك الهجوم الشَّيطانيّ قد اختفت وظهرت علامات بركتك. حينها سترى أنَّ الله العليّ في الحقيقة يقول الحقَّ. ليس هناك وقتاً معيَّن للشِّفاء؛ فهو يحدث بهذه الطريقة. آمن بأنَّك نلت كلَّ ما طلبت وستناله (مرقس 24:11). ابتهج بالأخبار السَّارة التي سمعت للتَّو.

 ليس هناك المزيد لتفعله. لذلك، هو الوقت للعيش بما تقوله الكلمة لنا لأنَّ كلَّ شيءٍ، بالتأكيد كلّ شي قد أُكمِل بواسطة المسيح. وبالنسبة لملكوت الله، قال الربُّ يسوع: " وَمِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ إِلَى الآنَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ، وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ." (متى 12:11). كن قويَّاً واتَّخذ موقف ملكوت الله الذي قد أتى مسبقاً.

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز