-
-
" فَلَمَّا عَبَرُوا جَاءُوا إِلَى أَرْضِ جَنِّيسَارَتَ" (متى 14: 34).
كانَ الله في المَسيح مُصالحاً العَالمَ مع نَفسهِ، وهو يَعمل ذَلك بِنا اليَوم أيضاً. وعَلينا أن نُدرك أنهُ يجبُ علينَا أن نَخدمَ الرَّبَّ أربعَ وعشرينَ سَاعة في اليَوم لأن العدوُّ يَعرف مَهُمتنا – وِبسببِ ذلك تَحديداً – يُحاولُ إغراءَنا بِطرقٍ عديدةٍ مثل: الغَضبِ والجَريمة والكذب وغَيرها. والشَخص المَسيحي الذي لا يَعرفُ أساليبَ الشَّيْطان، يَحملهُ بسهولة بَعيداً لارتكابِ الخطيئةِ. والشيءُ الصحيح الذي يَجبُ علينا القيامُ بهِ هو عدمُ نسيانِ أن لدينَا دَعوة، وانهُ لا يَجبُ أن نسمحَ لأي شيءٍ أن يَفصلنا عنْ مَحبة الله (رومية 8:39).
الطريق ليَسَ سَهلاً دَائماً. فأحيانا نَجدُ الجبالَ أمامنا. وفي مُناسباتٍ أخرى نَجدُ مُستنقعاً أو حَتى البَحر. ولكِنْ في كُلِّ الأحوال، لا يَهم مَا سَنمرُ بهِ خَلالَ رِحلتنَا، لأن الشيءَ الصَحيح الذي يَجبُ القيامُ بهِ هو ألا نَسمحَ لأنفسنَا بأن تُعطلنَا أي عَراقيل أو عَقبات؛ وبَدلاً من ذَلك، علينا أن نَستمرَ في سَعينا دُونَ تعبٍ أو تَردّد. وأن لا نُعطي العدوُّ المُتعة بِتأخيرنَا عنْ مَسيرتنَا أو مَنعنا من تَنفيذهَا على أكملِ وجه. دَائما السعي بِفرح هو سِرُّ الانتصار!
وصلَ الرَّبّ إلى أرضِ جَنِّيسَارَتَ بَعدَ عُبورهِ البحر. نَاهيك عنْ الاسم أو الأهميةَ التي يُعطيهَا لهُ البَعضُ، لكن، مَا يُهمنا هو أن هُناكَ عَملٌ للرَّبّ يَجبُ القيامُ بهِ، بِغضِ النَظرِ عنْ اسم المَكان وعنْ مدى صُعوبةِ التَضاريسِ. وأولئك المَدعوينَ لنْ يترددوا في تَنفيذِ خِطتهِ، والمُعلم الصَالح سَيكونُ دائماً بِجانبنَا لمُساعدتنَا. ويَجب أن لا نَنسى أبداً أن مُخلصنَا سَينفذُ مَا وعَدنا بهِ.
أعترفَ شَعبُ جَنِّيسَارَتَ بَالرَّبّ. ويَجبُ علينا أيضاً أن نَعترفَ بهِ. لنْ يَكونَ هُناك ضَرورةَ أن تَدفع للنَاس للحَديثِ عَنك عنْ طريقِ تَصرُفاتكَ، أو مَظهرك، بل حَياتكَ سَتُعطي شَهادة على أنكَ خادمٌ حقيقي للرَّبِّ العليِّ. هذا مَا حَدث مَع أليشع، ولا يَزال يَحدثُ مع كُلِّ أولئكَ الحُكماءَ الذينَ يَخدمونَ الرَّبِّ، ويَعبدونهُ بالرُّوح والحَق (يوحنا 4: 24).
يُحظر لنَا الله بِنفسهِ أولئكَ الذينَ يَحتاجونَ إلى المُساعدةَ. وبِما أننَا نَعلم أن الرُّوح القُدس لديهِ خِطةٌ لجَميعنا، يَجبُ علينَا أن نَثقَ بأن القدير لنْ يُرسلنا لأي مَكانٍ بِطريقةٍ عَشوائيةٍ. ولكنْ، على العكسِ من ذلك، فقد قالَ لنَا إنهُ سيُساعدنا في كُلِّ شيءٍ. لا يُعد الرَّبّ لنَا فقط المَنزل الذي نَعيشُ بهِ، حَيثُ سَنستريحُ من تَعبنا، ولكنهُ أيضاً يُعد لنا طَعامنا والأشخاصَ الذين سوفَ نقومُ بِمساعدتهِم.
لمْ يَسمح يَسُوع بأن يَبعدهُ شيء عنْ النصر، سواءَ عنْ طريقِ الراحةِ أو عنْ طريقِ أي شيءٍ آخر حَاولَ العدوُّ أن يُظهرهُ لهُ. على العَكسِ من ذَلك، وقفَ سَيدنا ثابتاً في مُهمتهُ واستخدمَ قُوته الإلهيةِ لإنقاذِ المفقودين. فَمهمَا كانت حَالتك لا تتوقف عنْ اِستخدامِ السُلطانِ الذي لكَ في المَسيح، لأنهُ إذا لم تقُم بِمُهمتك بِهذا السُلطان، لنْ تَستطيع تَنفيذها. فَليسَ مِنَّ الجيدِ أن تُخيِّبَ أملَ الرَّبِّ فيك.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز