-
-
فَأَكَلَ الْجَمِيعُ وَشَبِعُوا. ثُمَّ رَفَعُوا مَا فَضَلَ مِنَ الْكِسَرِ سَبْعَةَ سِلاَل مَمْلُوءَةٍ(متى 15: 37).
إن مَعرفةَ الرَّبِّ بَالكامل شيءٌ مُستحيل، لأنهُ يَفوقُ كلَّ ما يُمكن أن تتخيلهُ عُقولنَا المَحدودة. ولا أحد يَستطيعُ إدراكَ مدى عَظمتهِ وقُدرتهِ. ونَحنُ نعيشُ في هَذهِ الحياةِ الدُنيا لنْ نَكونَ قَادرينَ على الإدراك الكَامل لهَذا الكائنُ الرائع الذي خَلقنا. ولكنَّ الكلمةَ تقول، أننا في الأبديةِ سوف نَعرفهُ كما هو. ولكِنْ فقط أولئك الذينَ يؤمنونَ بهِ سوف يَشهدونَ تلكَ النعمةَ الغَنية، والتي سَتكونُ كبيرةً جداً لدرجةِ أن عُقولنا لنْ تكونَ قادرةً على اِستيعابهَا، حتى لو قَضينا حَياتنا كُلها في التفكير بِها.
إحدى الدروسُ المُهمة في هَذه الآيةِ من الإنجيلِ المُقدس هي أن الله يُلبي اِحتياجاتَ أولئكَ الذينَ يُكرسونَ وقتهُم لخِدمتهِ والحَديث عَنهُ. والدرسُ الآخر هو أنُه لمُ يَخلق أرغفةَ الخُبز من لا شيء، ولكنهُ بارك ما قدمهُ لهُ أحدهُم. لقد قدمَ هؤلاءِ الناس سَبعةَ أرغفةٍ من الخُبز وبعض السَمك وحَصلوا على سَبعةِ سلالٍ مليئةٍ. أخي، لا يَكفي أن تكونَ عضواً في الكنيسةِ. بل يجبُ أن تكون تلميذاً للمسيحِ.
كان هَذا الحَشدُ الكبير قدْ أمضى ثَلاثةَ أيامٍ في الاستماعِ إلى الرَّبِّ والتعلمِ منهُ، وعِندما أنتهى من تَعليمهُم الدرس، لم يكن هناك حاجةٌ ليُذكرهُ أحد بأن هؤلاءِ الناس جِياع ويريدون الحُصولَ على بعضِ الخُبز. رأى يَسوعَ أيضاً أنهُم يُمكن أن يَهلكوا في الطريق، وقررَ أن يُوفر لهُم ما يَحتاجونَ إليهِ.
أليسَ الله كاملاً؟ ألمْ يكُنْ يعرف الكميةِ التي سَيأكلها هَؤلاء البشر؟ لمَاذا لمْ يُضاعف فَقط ما هو ضَروري؟ يَعرفُ الرَّبّ كُلَّ شيءٍ لأنهُ كامل، وهُناك العَديدُ من الدروسِ التي يُعلمها فقط لأولئكَ القريبين منهُ والمُستعدين لسَماعهِ والتَعلمِ مِنهُ. ويُمكننا أيضاً أن نستنتج بأنَ تقديمَ الطَعامِ لأولئكَ الذينَ يحتاجونَ للغذاء سوفَ يعودُ علينا بالبركاتِ الوفيرةِ.
كم هو رائعٌ أن نعلمَ أن الرَّبَّ يهتم بمن يَتبعهُ، ولهَذا السبب يَجبُ أن لا نَقعَ أبداً في أي إغراءٍ يُحاولُ به العدوُّ أن يبعدنا عنهُ، حتى لو أن شيئاً سيئاً قد يَحدثُ لنَا. فلا تدع نَفسكَ تبتعد عنْ الرَّبَّ. ولكن، اِنتظر الله ودَعهُ يَستلمُ زمامَ المُبادرةِ.
تعلم الدرسَ، وقُل أنك سوفَ تفعلُ ما هُو مَطلوبٌ مِنك ولو لمرة واحدة. عِندما أكملَ يَسُوع تقديمُ الغذاءِ الرُّوحي لهَؤلاء الناسَ، ضاعفَ لهُم الخُبز المَادي، وأنت! كُنْ مع الرَّبّ وتَعلم مِنهُ وشارك عَملهُ وشفاءهُ مع كُلِّ البشريةِ، ولا تيأس من طلبِ اِحتياجكَ. وسَوف يأتي الوقتُ الذي تَحدثُ فيهِ المُعجزة ويَتوفر فيهِ كُلّ ما تحتاج إليهِ. الرَّبّ لمْ يتوقف أبداً عنْ الاستجابة لأولئك الذينَ يحتاجونَ إليهِ ويثقونَ بهِ.
نَحنُ خُدامُ الله، ولذلكَ فنحنُ لدينا تَعليماتٌ للقيامِ بنفسِ الأعمالِ التي فَعلها الرَّبُّ يسُوع (يوحنا 14: 12). لذلك، عَلينا القراءةُ والتَعلمُ والتأملُ أكثرَ في كلمتهِ. وأولئك الذينَ يُكرسونَ حياتهُم لتنفيذِ خطتهِ الإلهيةِ يَعرفونَ أن العلي مُهتم برفاهيتهِم.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز