-
-
قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلاً فَاذْهَبْ وَبعْ أَمْلاَكَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ اتْبَعْنِي»."(متى 21:19)
لا أحد يَحصُل على أيِّ شيءٍ في الحياةِ عنْ طريقِ الصُّدفة. وأولئكَ الذينَ يُريدونَ النجاح في الدراسةِ، عليهم العَمل بِجدية لأن كُل خطوةٍ ناجحةٍ هي الطريقُ نحو الانتصارِ. منْ مِنَّا يُمكنهُ نسيان أول وظيفةٍ وأول مُرتب؟ ومَدى الضغط الذي قد مرَّ بهِ لإرضاء صَاحِب العمل؟ والإهانات التي عانى مِنها بِسببِ نَقصِ الخبرةِ؟ ولكِنَّ، أولئك الذين وصلوا إلى مَا يُريدون، يَعرفونَ جيداً أنهُ ليْس من السهل الوصول إلى النجاح.
الشيء نَفسهُ عِندما يَتعلقُ الأمر بِحياةِ الإيمان: فعندمَا نَسمع عنْ الإنجيل لأولِ مرةٍ تفرح قُلوبنا وتَمتلئ بِالأمل، ويُولد حُلمٌ في دَاخلنا. وبالرُغمِ من أننا لمْ نفعل أي شيءٍ يستحقُ نعمةَ الله الغنية، لكِن، يَجبُ أن نَتعلم تَكريسَ أنفُسنا، والابتعاد عنْ الخطيئةِ واِخذُ مكاننَا في المَسيح. وبِما أن تَكريسَ الجسدِ صعبٌ جداً، ومُحاولة إقناعنَا أننا لسنَا بِحاجةٍ إلى ذَلك دائماً، وبأننا بفعل ذلك نَكونُ "مُتعصبين". وهُناك بَعضَ الناسِ يعتقدونَ أنهُ من المُستحيلُ البقاء بَعيداً عنْ الخطيئة والعَيشُ بالإيمانِ. وفي الواقعِ، هَذا يَحدثُ فقط من خِلالِ النعمةِ الإلهيةِ. وبالنسبةِ لنا فالوصولُ إلى الرَّبِّ العلىَّ من الضروري أن نُعطي الكلمةَ اهتماماً أكثر ونَعيشُ الثقةَ التي تملءُ قلوبَ أولئكَ الذينَ يُؤمنون بيسُوع.
قال سيدنا أنهُ يُمكننا أن نكونَ كَامِلين، ولكِن لكي يَحدُث هذا، علينا أن نَفعلَ شيئاً ما. عادةً ما يتمردُ جسمنا ضد أي مُحاولة لفقدانِ الوزنِ - وتماماً مثلما يَتفاعل هو مع الوزن الزائد: ويُفضل أن يَزداد وَزنهُ أكثر، من أن يُضحي بأي شيءٍ من أجل فُقدانِ الوزنِ الزائد. وفي هذهِ الحياة إذا كُنا نَسعى جَاهدين لنَكونَ مِثاليين، عَلينا الامتثال لمَا يَقولهُ لنا الرَّبّ وهو: السَعي نَحو الكمال.
أمرَ الرَّبَّ أن تبيعَ كُلَّ ما تملك. وما هو الذي تَملكهُ؟ أشياءٌ كثيرةٌ، أليس كذلك؟ مِثل الأحلامِ، العَاداتِ، والرغباتِ الخاصةِ بكَ، ومَا إلى ذَلك، لقدْ قال يَسُوع أن الشيءَ الصحيح الذي يَجبُ علينا القيام بهِ هو بَيع كُلَّ شيءٍ. إذا كانت أصولك مَادية، وبَيعها وإعطائهَا للفقراء؛ هو تكريسٌ لحياتك من أجلِ مُساعدةِ أولئكَ الذين هُم بحاجةٍ لهَا - وخَاصةً الفقراء رُوحياً، الذين هُم بحاجةٍ لمُساعدتنَا أكثر، لأنهُم يُحاولونَ البحثَ عن السعادةِ، ويتجولون بَحثاً عنها في المُخدرات والجِنس وغيرهَا، وهُم يخدعون أنفسهُم بِمنحها مَشاعر سَعادة مُزيفة، فهُم فعلياً لا يَحصلونَ على شيء. إذا بعنا مَا نَملُك وأعطينهَا لهؤلاءِ المُحتاجين سَنكنز لنَا كُنوزاً في السَماوات.
إذا اِفترضنا أن هُناك دَولةً غنيةً جداً ولا يُوجد فِيها تَضخم، ولا لصُوص وهُناك حَيثُ المال سَوف يُولدُ أرباحاً ضَخمةً. أي رَجُل أعمالٍ ناجحٍ سوف يَبيعُ كلَّ ما يملك ليَستثمر أموالهُ هُناك، أليس كذلك؟ وأيضاً، هذهِ الأرض غير دَائمةٍ للأبد. بيَنما السَّماوات نَعم! فمَاذا سَتفعل للحصول عليها؟ عَليك فَقط أن تُطيع تَعاليم يسُوع، وتتبعهُ!
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز