-
-
" طُوبَى لأُنَاسٍ عِزُّهُمْ بِكَ. طُرُقُ بَيْتِكَ فِي قُلُوبِهِمْ. عَابِرِينَ فِي وَادِي الْبُكَاءِ، يُصَيِّرُونَهُ يَنْبُوعًا. أَيْضًا بِبَرَكَاتٍ يُغَطُّونَ مُورَةَ." (مزمور 84: 5-6)
وهبنَا الرَّبُّ العليِّ في دَاخلنا قوَّةٌ كبيرةٌ جداً - ولكنهَا أقلُ من تلك التي لدى المَلائكة - والتي تَزدادُ يوماً بعد يُوم مع حجمِ إيماننا بالرَّبِّ. وتسكنُ هذهِ القوُّة في أروحنَا لأننا خُلقنَا على صَورةِ الله ومِثالهِ. وإذا قُمنا بِاستخدامهَا في خِدمةِ الرَّبِّ ستكونُ ناجحةً جداً. ولكن إذا ضَعفنا وقتَ التجربةِ، ستضعفُ قوَّتنا. جَدعون، على سَبيلِ المِثالِ، كانت قوتهُ كافيةً لهَزيمةِ جميعِ المديانيينَ الذينَ كانَوا يُضايقونَ إسرائيل ويُعيرونهُم.
فلا تَضع قُوَّتك في الخطيئةِ وفي أيدي الأرَواح الشرِّيرة. ويَجبُ أن تعرفَ أن أولئك الذين يَتورطونَ في السحرِ أو أي مُمارسةٍ أخرى، تتعارضُ مع كَلمةِ الرَّبِّ، ربما سَينجحونَ قَليلاً ولكنهُم في النهايةِ سيُدمرون أنفسهُم. وبشكلٍ أخر، إن أي خِدمةٍ يتم فيها الكِرازةُ بالكتابِ المُقدسِ لا يكونُ لها أي عِلاقةٍ بالأرواحِ الشرِّيرةِ.
لكي تَستطيعَ اِستخدامَ قوَّتِك عليك أن تؤمنَ بكلمةِ الرَّبِّ، لأنهُ عند اِستخدامهَا في الأشياءِ السلبيةِ، أنت بذلك تُعطي الشَّيْطان القوُّة لكي يَستخدمهَا لقمعِك. ولذلكَ، عليكَ أن تُصممَ على شيء واحدٌ، وهو أن تَحرقهُ بالنار الإلهية، مِن رأسهِ إلى أصابعِ قدميهِ.
فشلت خطة الله للبشرية بسبب خطيئة آدم. واليوم حتى أفضل البشر يرتكبون الكثير من الأخطاء خلال رحلتهم الارضية. وبغض النظر عن مدى صعوبة لغير المؤمن، ولكن من المستحيل بالنسبة له أو لها عدم تجاوزها. وأولئك الذين يولدون مرة أخرى تجد دائماً قلوبهم على تلك الرحلة الطويلة، وبما أنهم ثابتين، سيكون لهم مستقبل مليء بالسلام والهدوء.
يَتبارك كُلّ من يَخدمُ الرَّبَّ وتتميز رِحلتهُ دَائماً بالنجاحِ، لأن لديهِ أفضلَ المُميزات أينما يَذهب. وهَذا هو السَبب في أنهُ يجبُ أن لا نسأل لمَاذا يُريدُ العليِّ أن يُرسلنا إلى مَكانٍ مُعينٍ أو يُعطينَا مُهمةٌ معينةٌ. فأينمَا يذهبُ المُؤمن، تلتف إليه النَاس، ويُغير سُلوكَ الكثيرين. فإذا أخذكَ الرَّبُّ إلى واديٍ جَاف، يَتحول من أجلكَ إلى نَبعِ مَاء؛ وإذا كانَ الماءُ سَيئاً، فيجبُ أن تتصرفَ تماماً مثل أليشع الذي القي المِلح فيهِ فأصبحَ صَالحاً للشُرب (الملوك الثاني 2: 19-22).
أولئكَ الذينَ يُطيعونَ الرَّبّ يعرفونَ أن الأمطارَ تأتي من عِندِ الله، ولهَذا السبب لا يُضيعونهَا. والعليِّ يفرحُ بِهم وكُلّ ما يَطلبونهُ منه يستجيبُ لهُم؛ إذا قرعوا البابَ، سَيُفتحُ لهُم؛ وعندمَا يَسعونَ للعثور على شيءٍ، يُساعدهُم الله في العثورِ عليهِ. بِالإضافةِ لذلك، فإنهُم يَستخدمونَ كُلَّ ما يُعطيهُم الرَّبّ لزيارةِ الآخرين واعطائهُم ليشربوا من الوَّحي المُقدس أيضاً. وأخيراً، فإن المُتعة الحَقيقية للرَّبّ تَتحقق مِن خِلالهم. فيا أخي، إذا كُنت تُريد أيضاً أن تفعلَ مشيئةَ الأب، يَجبُ أن تَتمتع بَمزايا الثقةِ فيهِ.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز