قوة الإيمان

يَفوتُ أولئكَ الذين يَتوقفونَ في مُنتصفِ رحلتهِم في الإيمانِ الكثير. ويُمكننا مُقارنةُ رحلتنَا مع المَسيحِ بركوبِ الدراجةِ - والذي يَتوقفُ عن المَسيرِ يَجبُ أن يَنزل. نَحنُ في رحلةٍ حددهَا الله لنَا لكي نكون فيهَا مُنتصرينَ، ولكنْ، لكي نَتمكن من تَحقيقِ ذلك، عَلينا مُواجهةُ الكثيرِ من المَتاعبِ. ولذلك، فَالمسيحي الذي لا يَلتزمُ بوصايا الرَّبِّ تماماً، يَجبُ عليهِ أن يكونَ خائفاً عندَ مواجهةِ أي عدوٍّ. وإذا كان هُناك اِحتمالٌ ولو قليل أن الشَّيْطان سَيضربنَا ويَهزمنَا، فالرَّبُّ لنْ يسمحَ لهُ بالاقترابِ مِنا، وسَيتخلصُ منهُ بنفسهِ.

تزدادُ قوتنَا بعدَ كُلِّ مَعركةٍ وهذه حقيقة. ونُدركُ نحنْ أن المعاركَ هي مَراحلَ ضَرورية لتقويتنا. ولقد قالَ صاحبُ المَزمورِ أننا نَذهبُ من قوّةٍ إلى قوّةٍ. لذلك، إذا مررنا بتجاربَ في أي مجالٍ من مجالاتِ حَياتنا أو حَتى لو كُنا قد وقعنا في بَعضِ الخطايا، يَجبُ أن لا نيأس، ولا نبدأ في الأنينِ وإتهامِ الرَّبِّ بعدمِ العنايةِ بنا. فقط الكفاح من أجلِ النصرِ سيُعززُ قُوتنَا وسوف نَتغلبُ على العدوِّ. فإذا أخطأت، قدم توبةً، وسوفَ يُعطيك الرَّبُّ فرصةٌ اخرى لاستئنافِ معاركتك، لأنهُ يُريدك أن تَكون مُنتصراً على الدوام.

يجب عليك دائماً أن تجْتَهِدْ أَنْ تُقِيمَ نَفْسَكَ للهِ مُزَكُى، عَامِلاً لاَ يُخْزَى، مُفَصِّلاً كَلِمَةَ الْحَقِّ بِالاسْتِقَامَةِ. (2 تيموثاوس 15:2). إن الآبَ الحكيمَ يَعرفُ جيداً لمَاذا يسمحُ لأبنائهِ بأن يَمروا بِعدةِ أنواعٍ من التَجاربِ، ويَسعى بِشتى الوسائلِ لكي يُساعدهُم على مُواجهةِ تلك التَجاربِ، فهو يَعلمُ أنهم قادرونَ على التَغلبِ عليها في النهاية.

يجبُ على خادمِ الله أن يَرفعَ أيادي طاهرة، مَليئةً بالفضيلةِ الإلهيةِ، ومقدسةً بالكلمةِ. وإذا لمْ يَملأ يَداك اِنتصاراً، يَجبُ أن لا تغضب مِنهُ ويجبُ أن تثني عَليه. يُهاجمُ العدوَّ كنيسةَ الرَّبِّ يسُوع بأكاذيب عدةٍ، مما يجعلُ المسيحيينَ يعتقدونَ أنهُم ليْسوا مُنتصرينَ في كُلِّ شيءٍ (رومية 8: 37). إذا كانت يديكَ مَليئةً بالقوَّة الإلهية، سوفَ تكونُ قادراً على وضعِ حدٍ لهذا الهُجوم، وحلِ مَا يَبدوا مُستحيلاً.

يَجبُ عليك أولاً أن تُقيمَ المُشكلة، وتأخذ مَكانك في المسيح، وتستخدمَ اسمَ يَسُوع، وتُعطي الأمر لذلك الشرّ بأن يَختفي من حياتك. ويَجبُ ألا تنسى أبداً أنه عَليك دائماً أن تذهبَ من قوَّةٍ إلى قوَّة. فلنْ يُمكنك تمجيدَ الرَّبِّ إذا لم تنتصر على التجاربِ التي في حَياتِك. وأخيراً، قالَ الرَّبُّ يسُوع: "وَلكِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ، وَهِيَ الآنَ، حِينَ السَّاجِدُونَ الْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِالرُّوحِ وَالْحَقِّ، لأَنَّ الآبَ طَالِبٌ مِثْلَ هؤُلاَءِ السَّاجِدِينَ لَهُ."(يوحنا 4: 23).

محبتي لكم في المسيح

د. سوارز