-
-
" يَا رَبُّ إِلهَ الْجُنُودِ، اسْمَعْ صَلاَتِي، وَاصْغَ يَا إِلهَ يَعْقُوبَ."(مزمور 84: 7)
لا يُوجدُ في العالمِ الرُّوحي كُلهُ سوى واحدٌ لديهِ السُّلطةُ المُطلقة: واحدٌ هو الله، خَالقُ كُلَّ شيءٍ. بالإضافة، لأنهُ لم ولنْ يَكُن هُناك أبداً إلهً آخر. لذلك، فكُلّ صَلاة نقولها يَجبُ أن نُوجِههَا لهُ. وبالإضافةِ إلى ذلك، فَالذينَ الرًّبُّ بِجانبهِم، لنْ يَخسروا أيةَ معركةٍ، لأن العلىِّ هو من يُحركُ كُلَّ الجيوشِ السَماويةِ من أجلنا.
إن قوَّة الرَّبِّ غيرَ مَحدودةٌ. وتتَحقق من خلالهَا عَجائبه من خِلالهَا، حيثُ يُرسلُ ملائكتهِ لأماِكن كثيرةً بالشفاءِ، والانقاذِ، وتَحقيقِ المُعجزاتِ، والاستجابةِ لعددٍ لا يُحصى من الطلباتِ المُختلفةِ التي قُدمت لهُ. وهَذا هو السَببُ في وجوبِ تَوجهنَا إلى الله، لأنهُ هو الذي يُحددُ نوعَ العملِ الذي يجبُ على وكلاءهِ القيامُ بهِ.
إن الرَّبَّ القدير خَالقُ كُلَّ شيءٍ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ (عبرانيين 1: 3)، يرعى الكونَ كُلهُ، وهَذهِ ليست مُشكلةٌ لأنهُ في كُلَّ مكانٍ - يَعني أن يَكونَ في كُلِّ مكانٍ في نفسِ الوقتِ – ولذلك، فهو قَادرٌ على اِعطاءِ الاهتمامِ اللازمِ بجميعِ أولئكَ الذينَ يطلبونهُ.
يقولُ الرَّبّ إنهُ عَلِيُّ ومُرْتَفِعُ (إشعياء 57: 15)، لكنهُ يقولُ أيضاً إنهُ يَسكنُ في مُنسحقي القلب. ويُخبرنَا الكتابُ المُقدس بَالمناسبةَ أن يسُوع يَضعُ نفسهُ تحتَ تَصرُفِ من هُم بحاجةٍ إليهِ، فلقد قال تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. (متى 28:11). وهذا مَا فعلهُ كاتبُ المزمورِ عندمَا كانَ يُصلي. وطلبَ من الله أن يستمع لصُرَاخِه، وَيُصْغَ إِلَى صَلاَتِهِ. (مز 61: 1).
أشارَ صاحبُ المزمورِ في المَقطعِ في الأعلى، إن الرَّبَّ هو "إلهُ يَعقُوب". وقدْ دُعي الرَّبُّ بذلك لأنهُ سمعَ لصُراخِ يعقوب عِندمَا صعدَ إليه شَقيقهُ عِيسو، بِعصابةٍ من أربعمائة رجل (تكوين 32: 6). وأقسمَ في ذَلك اليوم اِنهُ سَيقتلُ أخاهُ يعقوب. فِعلاً، كان عِيسو يَقدر أن يَهزم يَعقوب ويُحققَ وعدهُ الشرِّير. ولكنْ، وبناءً على أمرٍ من الله، عَادَ بطريرك العِبرانيين إلى وطنهِ ويتبعهُ فقط أولادهُ وبعضُ الخدمِ. وبَعدها أمضى يَعقوبَ الليلةَ يُصلُي (الآيات من 9 إلى 12) وظهرَ لهُ الرَّبّ في شكلِ مَلاك، وصَارعهُ البَطريرك حتى غَلبهُ (الآيات من 24 إلى 28).
وعدَّ العليِّ يَعقوبَ أنهُ سيكونُ معهُ دائماً، وأمنَ البطريرك بِذلك الوَعد. ونتيجةٌ لذلك، ولأن يَعقوبَ غلبَ في المُصارعةِ، غَير اللهُ قلبَ عِيسو (تكوين 33: 4). فيا أخي، يَجبُ ألا تنسى أبداً أن العليِّ يفي دَائماً بِوعودهِ! ولذلك، إذا كُنت لمْ تختبر صَلاح وقوَّة الرَّبِّ وعملهُما من أجلِ أبنائهِ، اِغتنم الفُرصة الآن واِرجع إليهِ بالصلاةِ حالاً، وبِالإيمانِ، قُل لهُ عنْ جميعِ اِحتياجاتِك وصَدِّق أنهُ سوفَ يستجيبُ لكَ.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز