-
-
" اَلْمَرْأَةُ ذَاتُ النِّعْمَةِ تُحَصِّلُ كَرَامَةً، وَالأَشِدَّاءُ يُحَصِّلُونَ غِنًى."(الأمثال 11: 16).
تُمثِّل هَذهِ السّيدةَ التي تُصوّرهَا هَذهِ الآيةُ، أولئكَ الذينَ يَتبعونَ الإرادةَ الإلهيةَ. فَكُلُ شخصٍ مُخلصٍ يُدعى عَروسَ المَسيح، لأنهُ كمَا في حَالةِ الزواجِ – الذي يَرتبطُ من خِلالهِ الرجُل والمَرأةَ معاً ليكونا جَسداً واحداً – كذلكَ الخَلاص الذي حَصلنَا عليهِ من الرَّبِّ يسُوع المُتحد مع الله الاب، وَأَمَّا مَنِ الْتَصَقَ بِالرَّبِّ فَهُوَ رُوحٌ وَاحِدٌ. (1 كورنثوس 17:6). يا له من اِمتياز!
أخي، مَكانتكَ بعد قُبولِ يَسُوع المَسيح كرَّبّ ومُخلِّص لحَياتكَ، وبِغضِ النظرِ عنْ ما أنتَ عليهِ، فقد أصبحَ لكَ روحٌ واحدٌ مع الله، لأَنَّهُ كَمَا يَتَزَوَّجُ الشَّابُّ عَذْرَاءَ، يَتَزَوَّجُكِ بَنُوكِ. وَكَفَرَحِ الْعَرِيسِ بِالْعَرُوسِ يَفْرَحُ بِكِ إِلهُكِ. (إشعياء 62: 5). أنت الآن، والرَّبُّ الإله أصبحتُما كيانٌ رُوحي واحد. ولذلكَ يَجبُ أن تَكون مَسؤول أكثر عنْ جميعِ حَواسِك. لأنهُ ليس من الشرف أن يخونُ الزوج نِصفها الاخر، بل يَجبُ عليهِ المُحافظة على نَقائهِ دائماً. لذلكَ لا تزني بِالرُّوح ولا بالجسد. وبدلاً من الاعتراضِ، تقدم وأعبُد اسمَ الرَّبَّ الإله فقط.
لقد حَصلت على شرفٍ كبيرٍ ودَائماً يجبُ عليكَ المُحافظةُ عليهِ لكى لا تَخسره. فإذا كُنت قدْ حَصلت على اسم الرَّبِّ الرائع ودُعي عَليك، فلا تَدع العدوُّ يهزمك في أي مِن مَعاركِكَ الرُّوحيةِ. وعلى العكسِ من ذَلك، واجهه وهو يُهاجمكَ، ولا تقبل منهُ أي أغراءٍ، وكُنْ حذراً من أن تَخسرَ أي مَعركةٍ.
إن الشيءَ الأكثرَ إثارةٍ للأهميةِ في هَذا التشبيهِ هو أنهُ إذا حَافظتَ على قَداستِك، سوفَ تتمتع بالرَّبِّ، وكمْ هو رَائعٌ التمتُع به، أليسَ كذلك؟ الآن، إذا كانَ سَيتم تُقييم شَرفك في هَذهِ العِلاقة بالتأكيد سَتشعُر بِالحُزن، وبالتالي فأنتَ لنْ تَحصُل على بَركاتِهِ. فكُن دَائماً مُؤمناً بالرَّبِّ، وأفعل الصَلاح دَائماً في عَينيهِ، ولنْ تشعُر أبداً بالحُزن.
يحُثنا الكتابُ المُقدسُ في هَذهِ الحَالةِ، أن نتصرفَ كالأشداء – الذينَ لا يُزعجهُم أي شَخصٍ. وهَذا هو مَا يُريدهُ منكَ العليِّ أن تفعلهُ: أن تكُنْ مثلَ المُحاربِ الحَقيقي. الذي لا يَهرُب أبداً من ساحةِ المعركةِ؛ الذي لا يَخاف من القِتال أبداً لتحقيقِ النصرِ. وتذكر أنكَ عَروسٌ للرَّبِّ الكونِ وما فيهِ، ولن تَكونَ مَقبولاً إذا كُنتَ نجساً.
فلا تسمح لأي فِعلٍ أو أي شيءٍ أن يَجعلك قذراً. وإذا كانَ هذا قدْ حدثَ معكَ بِالفعل، فَيجبُ أن تسَأل الرَّبَّ الغُفران، فهو يَغفرُ لكُلِّ المُؤمنينَ الصَالحين وسَيغفرُ أيضاً لكَ. ومن الآن فصاعداً حَفاظ على شَرفك بِنفسِ الطريقةِ التي يُدافعُ بها الاشداءُ عنْ مُمتلكاتِهم. فلا تدعْ الشَّيْطان يَقتربُ مِنك ويُغريكَ، أو يَسرقُ تَاجكَ (رؤيا 3: 11). بل وبخهُ وانتهِرهُ باسمِ يَسُوع لأن الرَّبَّ قدْ مَنحك القُدرةَ على الحِفاظِ على نَفسكَ نقيةً ومُستمتعةً بهِ.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز