-
-
" أَنَا أَقُولُ: احْفَظْ أَمْرَ الْمَلِكِ، وَذَاكَ بِسَبَبِ يَمِينِ اللهِ. لاَ تَعْجَلْ إِلَى الذَّهَابِ مِنْ وَجْهِهِ. لاَ تَقِفْ فِي أَمْرٍ شَاقّ، لأَنَّهُ يَفْعَلُ كُلَّ مَا شَاءَ." (الجامعة 8: 2-3)
تَعاليم الرَّبّ كاليَمِين، وأوامرهُ لنْ تتغير أبداً، وكلماتهِ هي دائماً بمثابةِ وصَايا لنَا مهما كانت الظُروف. ولكنَّ، بعضَ الناسِ لا تولي كلمتهُ اِهتماماً. وتبينَ أن أولئكَ الذينَ يحتقرونَ الوصيةَ الإلهيةَ يحتقرونَ الحياةَ أيضاً، ولا يحترمون أي تعليماتٍ سماوية. ولأن الله كُلي القُدرةِ وإرادتهُ صالحةٌ دائماً وخِيارتهِ دَائماً هي الأفضل. ولذلك، فمنَ الحِكمةِ أن نَبذُل أقصى جُهدنَا لتنفيذِ ما يَقولهُ لنا العَظيم.
إن وصايا الرَّبِّ ليْست فقط لكي يتمَ اِتباعُها بِتدقيقٍ، ولكنْ، أيضاً لنتعلمَ مِنها وندرسهَا بدقةٍ. فعندما نُكرسُ الوقتَ للتأمُلِ في مَا يقولهُ الله، نعرفُ أنهُ بجانبِ الواجبِ المفرضِ علينا، لدى الرَّبُّ العليِّ العديدَ من الأشياءِ المُهمةِ التي يُريدُ أن يَكشفهَا لنا، لنحصُل على المعونة في حَياتنا اليوميةِ.
الله يفي دَائماً بوعودهِ. لذلك، لمَاذا لا تُكرس الوقتَ للتأملِ في تَعاليمهِ ووعودهِ. لقد عرفَ الاَب اِبنهُ الوحيد لنَا بأنهُ الملكُ الأبدي. فكلُ الأشياءِ خُلقت بِكلمةٍ من فمهِ، تلك المرئيةُ والغيرُ مرئيةٍ. ويَعلمُ ذلك الذين أبصروا النُور. وهو الذي خلقَ كُلَّ قوانينِ الطبيعةِ وما يَقولهُ كلهُ مَبني على الحِكمةِ والعَدل. بالإضافةِ لذلك، لمْ يجد - ولنْ يجد - أي شخصٍ خطأ أو مُبالغة في كلامِ الرَّبِّ الذي تكلمَ بهِ. لذلكَ، من يَستطيعُ أستجوبهُ؟
يُعلمنا الرَّبُّ العليِّ أن لا نَبتعد عن محضره. وأنا أفهمُ ذلك، إنهُ كآبٌ لديهِ الكثيرُ ليقولهُ لنا - وبالرغم من أنهُ يصمتُ أحياناً، إلا أنه يفعلُ ذلك حتى يَنقلَ لنا رَسائل أثمن. لذلك، فيا أخي، هل تُكرس الوقتَ للحديثِ معهُ وإعلان احتياجاتكَ أمامهُ. قُل لهُ عن الإغراءاتِ التي تُواجِهُه وأنك لا تقبلُ العُروض من الشرِّيرِّ. وكلُّ ما عليك القيامُ به هو أن تكونَ صادقاً معهُ وتقول لهُ ما يَسكنُ في قلبكَ حقاً، وتُصلح طُرقكَ وفقا لما تقولهُ كلمتهُ.
إن الشهوةَ حَقيقةٌ ويُمكنُ لأي شَخصٍ أن يقعَ فِيها. ولكنْ لا يَجبُ أن لا نَهتمَ بها، بل نَهتم بالصلاةِ، ونَحرُص على الابتعادِ عن فِخاخِ إبليس (متى 26: 41). فالفكرُ الخاطئ ليْس شَيئا بِبساطةِ، وليْس ضَاراً، لأنهُ دَائماً هُناك عُمالٌ من الجَحيمِ مُهِمتهُم مُحاولة اِبعادنا عَنهُ.
لذا، يا أخي، إذا كُنت تَفعلُ الشيء الذي يتعارضُ مع كلمةِ الله، لا تُزعج الرَّبَّ وتُصر على خَطأك. وبدلاً من ذلك، كُنْ صريحاً معهُ وقُل لهُ ما يَجري في حَياتِك. قُل كلمةً واحدةً لمن لهُ السُلطان؛ وعليك فعلُ كُل مَا يُريدهُ لأن وصَاياهُ ليست ثقيلةً، ولكنها بَركهً لا يُمكنُ تَفويتهَا، تحتَ أيّ ظرفٍ من الظُروفِ.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز