رسالة اليوم

19/04/2018 - النَّجَاحُ العَظيم

-

-

" 'طُوبَى لِلرَّجُلِ ٱلَّذِي تُؤَدِّبُهُ يَا رَبُّ، وَتُعَلِّمُهُ مِنْ شَرِيعَتِكَ".( اَلْمَزَامِيرُ 94: 12)

يُعطي الرَّبَّ الوحيِّ لشعبهِ. وجزءٌ منهُ يَتكونُ من وعُودٍ والآخرَ من تَوبيخٍ. ولا يَجبُ أبداً أن نحتقرَ التعاليمَ الإلهية لأنَ كُلاً مَنها هو من أجلِ مَصلحتنا. ولذلكَ، فَسهلٌ جداً على من نالوا الخَلاص أن يَبتعدوا عنْ الطريقِ: لأن هَدفَ العدوِّ الوحيد أن يرى أبناءَ الله ضَعيفينَ رُوحياً، ومن ثُمَّ يُهاجمهُم بِشهواتهِ. لذلك، إذا لمْ يُوبخنَا إلهنا، يُمكنُ أن نَتركَ الحقَّ بسهولةٍ ونفعلَ إرادةَ العدوِّ. والمُشكلةُ هي أنهُ في النهايةِ سيكونُ جَزئُنا العذابُ الأبدي.

وكما أشرنا من قبل، إن الله العلي يُنبهنا من أجلِ مَصلحتنا. وهَذا يَدلُ على أننا أبناءهُ، ولسنَا أبناءً غيرِ شَرعيين، لأنهُ يَعملُ بِمثابةِ الولدِ المُحب الذي يُصححُ طريقَ ابنهِ الذي يرتكبُ بعضَ الأخطاءِ. لذلكَ، يا أخي، كُلما كُنت حَذراً من الرَّبِّ العَظيم، لن تَبتعد عنْ حكمتهِ. ولذلك، يَجبُ أن تقبلَ الكلامَ الإلهية بفرحٍ. فَعندمَا يوبخ الرَّبُّ أحد، فإن جَسدهُ الذي كان يَرفضُ الانحناءَ أمام رُّوحِ الله، ولكِنْ في وقتٍ لاحقٍ سيدركُ أن هذا التأديب كان بركة لهُ.

تعليمُ الرَّبِّ دائما هو لخَيرنَا. فعندمَا يَكشفُ لنا أمراً عَظيماً، نَشعرُ بالسعادةِ الغامرةِ ونثني عليهِ، ولكِنَّ الحقيقةَ هي أنهُ يَنبغي لنَا أيضاً أن نَفرحَ ونثني عَليهِ لتوبيخهِ لنَا، لأنهُ إذا أخذنا هذا على مَحملِ الجدِ، سنتخلصُ من الكثيرِ منَّ المشاكلِ. ومع ذلك فللأسفِ الشديدِ، سوف يرى أولئك الذينَ كانوا يُقاومونَ الكلمة فيما بَعْد، إن مَا فعلوهُ لم يكُنْ صحيحاً على الإطلاِق.

لا يُوجد - ولنْ يوجد أبداً - حتى كلمةٌ واحدةٌ من كلامِ الله قد أُعطي لنا دونَ فائدةٍ. ولذلك، فإنَ كلَّ أولئك الذينَ تعاليمهم موافقة لكلامِ الرَّب، سوفَ يَكونوا نَاجحينَ بكلِّ الوسائلِ، لأن نَامُوسُ ٱلرَّبِّ كَامِلٌ يَرُدُّ ٱلنَّفْسَ. شَهَادَاتُ ٱلرَّبِّ صَادِقَةٌ تُصَيِّرُ ٱلْجَاهِلَ حَكِيمًا. (مز 19: 7) ومن خِلالِ تَسليطِ الضوءِ عليهَا نجدُ ما يلزمُ لنعيشَ بِسلامٍ.

إن فترةَ إقامتنَا هُنا على هذهِ الأرض نَحنُ نستعدُ فيها للعيشِ في السَماوات إلى الأبدِ، ولكنْ لا أحد سَوف يَذهبُ إلى هُناك بالصُدفة. ولكنَّ، الوصولَ إلى مَملكة الله مقتصرٌ على أولئكَ الذين يتغيرونَ ولا يَعيشونَ في الخطيئةِ. لذلك، يَجبُ أن نَكونَ حَذرين جداً لأن العدوَّ جعلَ العديدَ من المختارين يظنونَ أن بعضِ أخطاءهِم لنْ تمنعَ وصُولهم إلى الأبدية. ولكنَّ الحقيقة هي أنهُ إذا واصلوا التصرفَ بهذهِ الطريقةِ، واحتقروا الكلمةَ، سوفَ يتفاجئون بما ينتظرهُم في الأبديةِ: سَيُستبعدونَ من السَعادةِ الأبديةِ ومن وَراثة الملكوتِ.

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز