-
-
" وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ بِٱلْإِنْجِيلِ ٱلَّذِي بَشَّرْتُكُمْ بِهِ، وَقَبِلْتُمُوهُ، وَتَقُومُونَ فِيهِ، وَبِهِ أَيْضًا تَخْلُصُونَ، إِنْ كُنْتُمْ تَذْكُرُونَ أَيُّ كَلَامٍ بَشَّرْتُكُمْ بِهِ. إِلَّا إِذَا كُنْتُمْ قَدْ آمَنْتُمْ عَبَثًا!" (كُورِنْثُوسَ ٱلأُولَى 15: 1-2).
الواعظُ بإنجيلِ يَسوعَ المسيح يجبُ عليه أن يُولي اِهتماماً شَديداً بالرسالةِ التي يُلقيها، لأنهُ في حَالِ ابتعدَ - ولو قليلاً - عن الرسَالة الملوكية، فإنهُ يُمكنُ أن يَدفعَ الكثيرَ من النَاسِ إلى الوقوعِ في الخطيئةِ. وأخيراً، فإن السَعادةُ الأبديةُ لكثيرٍ من الناسِ تعتمدُ على المُهمةِ المُلقاة عليهِ.
كسُفراء عنْ الله، نَحنُ ليسَ لدينَا رسالةٌ من تِلقاءِ أنفُسنَا لنُعطيهَا للذينَ يَحتاجونَ إليهَا، بلّ كلمةُ الرَّبِّ التي هي قوُّة الله العليِّ لإنقاذِ البشريةِ. ولذلك، إذا فَعلنَا هَذا بِقصدٍ أو بِدونِ قصد، وحَاولنا تطورَ أفكارٍ أخرى أو خَططنَا بأنفسنَا لأشياء، سَوف نَتحملُ المَسؤوليةَ عنْ ذلك، والأضرارُ الأبديةُ التي سَوف نُسببهَا لأولئك الذينَ يسمعوننَا. وهَذا التحذير ليْس فَقط مُوجهٌ للكارزينَ بالإنْجيلِ، ولكن أيضاً لجميعِ المَسيحيينَ لأنهُ بِطريقةٍ أو بِأخرى، نَحنُ جَميعُنا مُذيعينَ للأخبارِ السَارة.
ونَحنُ نَعلمُ أنهُ لمْ يَكُنْ بلاغةٌ لأي خادٍم لجعلنا نفهم رسالة الصليب فالرَّبُّ الرُّوحُ القُدس هو منْ قامَ بِذلك. وهَذا هو السَببُ في أننا يَجبُ ألا نَبتعدَ عنْ الشُعورِ الذي شَعرنَا بهِ في قلوبنَا عندمَا سَمعنَا رَسالةَ الإنْجيلِ لأولِ مرةٍ. ففي الواقعِ إن ذَلك الصَوتَ الذي أقنعنَا بأنَ نَؤمنَ بِالمسيحِ، لمْ يَكُن يكلمنا صُدفةً؛ ولكنهُ كان صوتُ الرَّبِّ الذي كانَ يدعُونا لأن نَكونَ جُزءا من شعبهِ. لذلكَ، فالكلامُ عنْ أي عَقيدةٍ أو دِينٍ أخر - هُو أكثرُ شيءٍ أحمق يُمكنُ لشخصٍ أن يَفعلهُ.
وفي ضَوء الآياتِ التي نَدرسهَا ألآن، نحنُ بحاجةٍ لأن تعملَ "الأخبار السارة"، لذلكَ يجبُ أن نَقفَ حَازمينَ من جهةِ الوحيّ الذي نَعِظُ بهِ. وإذا فعلنَا ذلك، سَوف نَرى أن تَلك الرِسالةُ التي نُقدمها لهَا قوَّةُ الشِفاء، والبَركةِ والخَلاص. ومن نَاحيةٍ أخرى، إذا أهملنا مَا يقولهُ لنَا الرًّبّ الإله، فَإننا سَوف نَمنعُ القوَّةَ السماويةَ من مُساعدتنَا. لذلك، يَا إخوتي، تَأكدوا أن لا تَسقطوا في خِدعِ الأشخاصِ الذين يَقومونَ بِاستخدامِ مجموعةً كبيرةً من الأساليبِ التي تُسببُ بُعد الكثيرِ من الناسِ عنْ الرَّبِّ، ونَتيجةً لذلك، يُصبحونَ فريسةً سهلةً للعدوِّ.
مُهمٌ جداً أن نَضع في اِعتبارنَا كيفَ أُعلنَ الإنجيلُ لنا، لأن مَا فَهمته عِندما سَمعتَه هو إرادةُ الربِّ لحياتِك. وهو لا يَتكلم عَشوائياً أو بلا مَسؤولية؛ ولكنهُ، يفي دَائما بَالضبط بما يَعِدُ به. وممَا لا شكَ فيهِ سيأتي يُومٌ، وكُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا سَيُعْطِي عَنْ نَفْسِهِ حِسَابًا لِلهِ (رومية 14: 12). ويقول الكتاب المقدس عن أولئك الذين خجلوا - وأولئك الذين اعتقدوا أنهم ليسوا مؤهلين لتنفيذ الخطة الإلهية في حياتهم - فَنَصِيبُهُمْ فِي ٱلْبُحَيْرَةِ ٱلْمُتَّقِدَةِ بِنَارٍ وَكِبْرِيتٍ (رؤيا 21: 8).
يؤمنُ الكثيرُ من الناسِ بالرَّبِّ العليِّ عبثاً. بلّ وإنهم يَبذلون الجهود لتنفيذِ ما يعتقدونَ أنهُ إرادةُ الآبِ، لكنهُم بذلك يَخدعونَ أنفسهُم، عندمَا يُديرونَ ظُهورهم للكلامِ الذي تكلم بهِ الرَّبُّ بنفسهِ، ويَلتفتونَ لأشياءٍ يُعلمهُم أيها البَشر. حَسناً، وإن أولئكَ الذينَ يفعلونَ هَذا في الواقعِ يُؤمنون عَبثاً، لأنهُم على الرُغم من أن الأعمالَ التي يَقومونَ بها يُمكنُ أن تَكونَ جَديرةٌ بالشُكرِ من وجهةِ نَظرٍ دنيويةٍ، ولكنهَا في الحَقيقةِ مُجردُ مضيعةً للوقتِ والطاقةِ.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز