-
-
" 'ٱلرَّبُّ أَبْطَلَ مُؤَامَرَةَ ٱلْأُمَمِ. لَاشَى أَفْكَارَ ٱلشُّعُوبِ."( اَلْمَزَامِيرُ 33: 10)
الكثيرُ من القصصُ الواردةُ في الكتابِ المُقدس تعلِّمنا عن عِنادِ الإنسانِ. فعلى سَبيلِ المثال، يُخبرنا عن ما حَدث لنَمرود، الذي أرادَ بِناءَ بُرجٍ قمته في السماءِ، ولكنَّ الله إحباطَ مُخططه (تكوين 11: 4).
وتسعى البَشريةُ جَميعها في كُلِّ العُصور لأعدادِ مَشاريعَ طَموحة، ولكِنَّ الكثيرَ منها لا يكونُ ذو جدوى. فمثلاً في مَجالِ السِياسةِ، أدت الحُروب التي بَسببِ السياسةِ بينَ عِدةِ دُولٍ إلى فُقدانِ المَلايين من البَشرِ حَياتهُم من أجلِّ لا شيء. فَلدينا على سبيلِ المِثال الشيوعية عند ظهورهَا وسُقوطهَا. ولكنْ، مَاذا أستفادَ هَؤلاءِ الرجال بالقتال من أجلِ الحِزبِ الشُيوعي، غيرِ القبضِ عليهم وتِعذيبهُم وحتى قتلهُم؟
ظهرَ في أيامنَا هَذهِ العديدُ منَّ الأشخاصِ "المُميزين"، وكانَ لهُم العديدُ من المُقترحاتِ التي تبدو في ظاهِرهَا وكأنهَا تحتوي على الحل لجَميعِ مَشاكلِ البشريةِ! ولكنهَا أيضاً تَسببت في قتلِ الآلاف من البَشر. وهَذا يَحدثُ دَائما: فنجدُ الناسَ يُصفقونَ عالياً لأولئكَ "المَسيحيين"، الذينَ سَتظهرُ ألوانهُم على حَقيقتهَا كمُظلينَ للشَعب، وبَعد كُل الأعلامِ التي رَفعوهَا، سَنجدهُم يرفعونَ رايةَ مَصالحِهم الخَاصة. ولذلكَ، سَنحصلُ على الجَواب عِندما نَسجدُ أمامَ قدمي الله، ونَقبل الرَّبَّ يسُوع كإله ومُخلصٍ ورَّب.
كَانت الكنيسةُ الأولى تَعملُ بالشكلِ الصحيح، ولكنَّ الاضطهادَ الذي عَانت مِنهُ قاد خُلفاءَ الرُسل لطلبِ الأشياءِ الدنيويةِ. وعندما أصدرَ قُسطنطين مَرسومهُ الشهير، وتحولت الإمبراطوريةُ الرُومانيةُ للديانةِ المَسيحية، عانى القطيعُ الحَقيقي من ضَربةٍ قويةٍ: ومَا كان يُعرفُ باسمِ كنيسةِ الرَّبّ سَقطت من النَعمةِ وبَدأت الانخراط في الحُكومةِ البَشريةِ المُؤقتة.
إن أولئكَ الذينَ لا يَعرفون الحَق كمثلِ أعمى يَقود أعمَى (متى 14:15). أما إذا عرفَ الجميعُ أن الإنَجيل ليسَ ديناً، وشكلاً طقسياً، ومَملكةُ مَذاهبٍ واِبتزازاً رُوحي، فالنتيجة إنهم سَيقودونَ حياة مُنتصرةً في المسيحِ، وخاليةً من الجَرائمِ والخيانةِ وغيرُها من أعمالِ الجَحيم.
احترامُ ما وردَ في كلمةِ الله من تصريحاتٍ واجبٌ علينا، لأن مَا يَنصُ عليهِ أي قانونٍ بشري أو ما نَسمعه من شَهاداتٍ لا تَصلُ الى قُلوبنَا بالرُّوح القُدس هي أشياءٌ ليْست جَديرةٌ بالثقةِ. ولكن فقط حُضورِ الرَّبّ لهُ القدُرةُ على جَلب النورَ اللازم الذي سَيجعلنَا نَنجح.
إن الحلِ جَميعِ المَشاكلِ والأزماتِ التي يَمرُ بها البَشر مَوجودٌ في هَذا الإيمان الواضح والشَفاف والذي يَصلُ إلى قُلوبنَا عندَ سماعِ الكلمةِ. وفي الحَقيقةِ، وأخيراُ، ٱلْفَطِنُ مِنْ جِهَةِ أَمْرٍ يَجِدُ خَيْرًا، وَمَنْ يَتَّكِلُ عَلَى ٱلرَّبِّ فَطُوبَى لَهُ."(الأمثال 20:16).
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز