-
-
" فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا ٱلسَّفِينَةَ وَأَبَاهُمَا وَتَبِعَاهُ". (متى 22:4)
قالَ أحدهُم أن الرَبَّ كان يُمكنهُ أن يَستخدمَ المَلائكةَ لتنفيذِ عملهِ على الأرض، لكنهُ اختار أن يَستخدمنَا نحنُ. إن دَعوتنا هي اِمتيازٌ عَظيمٌ وهو خَارجُ مَوضوعِ الجدالِ، ولكنني أعتقدُ أن المَلائكةَ لا يُمكنها أن تُؤدي هَذه المُهمةِ، لأنهَا تَنتمي إلى العَالم الرُّوحي، والخِرافَ تَنتمي إلى عَالمِ الأغنامِ. ولكنْ، فقط ذَلكَ الذي ولدَ من اِمرأةٍ، قادرةٌ على القيامِ بعملِ الله على الأرضِ. ولهذا السَبب، ٱلْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا(يوحنا 1: 14 أ).
لمْ نكتشف بَعْد هَذا الامتيازُ العظيم، كوننَا شُركاء الرَّبِّ في مُهمته لإنقاذِ البَشريةِ. فقط في السَماء سنعرفُ سببَ هذا الحُب الكبير. ولأننا سَنكونُ مع الرَّبِّ إلى الأبدِ، ولن يَكونَ لدينا فرصةٌ أخرى لإنقاذِ الأرواح التي تَهلك. ولأن الوقتَ يمرُ بسرعةٍ كبيرةٍ جداً، ولا يَنبغي أن نُفكرَ حتى في إضاعةِ الوقتِ حتي في تنفيذ تلك المَهام الأخرى؛ ولكنْ بدلاً من ذَلك، يَجبُ أن نَسمع دَعوتنَا ونَجعلها خَيارنَا الأول. لذلكَ أدفعُ الثمنَ المطلوبَ منك، لتنفيذ ما أمركَ به الله لأجلِ ملوكتهِ. وبعدَ أن وضَعتَ يدكَ على المِحراث، لا تنظر إلى الورَاء (لوقا 62:9).
أُترك كلَّ شيءٍ من أجلِ محبتهِ وعملهِ. لأنهُ لا شيء يُمكن أن يُعوضَ الخسارةَ التي سُنعانيهَا إذا كُنا مُتمردينَ في مَلكوتِ الرَّبّ، وبذلك ستكونُ خيبةُ أمل الله كبيرةً فينَا ، وهَذا أسوءُ شيء مُمكن أن نَفعلهُ. تعلنُ كلمة الله أن: 'مَنْ أَحَبَّ أَبًا أَوْ أُمًّا أَكْثَرَ مِنِّي فَلَا يَسْتَحِقُّنِي، وَمَنْ أَحَبَّ ٱبْنًا أَوِ ٱبْنَةً أَكْثَرَ مِنِّي فَلَا يَسْتَحِقُّنِي، (متى 37:10) .
لا بُدَ لنا من أن نَتبعَ الرَّبَّ ونفعلُ نفسَ الأشياءِ التي كانَ يَفعلها، إلى جَانبِ التخلي عنْ كُلِّ شيءٍ من أجلهِ، ويعلمنَا ما يقوله لنَا كيفَ نَتصرفُ ونَضعُ تَعاليمهُ موضعَ التنفيذِ. لا يُمكننا أن نَجلسَ مكتوفي الأيدي ونَعتقدُ أنهُ في النَهايةِ سوف يُكافئنَا الرَّبُّ. لقدْ قال الرَسول بُولسَ: " فَوَيْلٌ لِي إِنْ كُنْتُ لَا أُبَشِّرُ" (1 كورنثوس 9: 16)! أكثرَ منْ يُقدرَّ ذلك هو منْ دعاهُ الرَّبَّ، واختارهُ لكي يقومَ بهذا العَمل الغايةِ في الأهميةِ. وعَلاوة على ذَلك، فمنَّ المُمتعِ جداً أن يَفعلهُ بإرادتهِ.
أخي، إذا كُنت قدْ استلمتَ دعوتكَ للقيامِ بِعملهِ، فأقبل هَذه الدعوة المُقدسة على الفور، لأن التوقفَ عنْ ذلك مُدةٌ من الزمنِ سوفَ يَجعلك هَذا في نِهايةِ المطافِ قدْ سلمتَ جُزءً من حَياتك للعدوُّ. يَجبُ أن يكونَ المُختارينَ مستعدينَ دَائماً ومُتاحين للرَّبِّ. ففي يومٍ ما، قالَ انهُ سيُظهرُ لنَا لمَاذا أحبنَا كثيراً وكلفنَا بإتمامِ عَمله.
من يَعتذرُ بالقولِ انهُ يحتاجُ لشراءِ منزلٍ جَديد، أو سَيارةٍ أو يَحتاجُ لأن يَتزوجُ أولاً، سَيندمونَ كَثيراً. ولكنَّ، ذلكَ سيكونُ بعد فواتِ الأوان. من نَاحيةٍ أخرى، أولئكَ الحُكماء الذينَ اشتروا المَسيح وكسبوا النُفوس، سَيتألقون مِثلَ النُّجوم إلى الأبدِ.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز