-
-
" وَلَمَّا رَأَى ٱلْجُمُوعَ صَعِدَ إِلَى ٱلْجَبَلِ، فَلَمَّا جَلَسَ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلَامِيذُهُ. فَفَتَحَ فَاهُ وعَلَّمَهُمْ قَائِلًا: "(مَتَّى 5: 1-2)
نجدُ هُنا بَعضَ الأسئلةِ الهامةِ التي يَجبُ أن نتأملَ فيها: مَاذا شَعر يسُوع عندمَا رأى هذا الجَمع؟ ومَاهو شُعوركَ عندمَا تُقابل الضَائعينَ؟ وهلّ هُناك تَشابهٌ بينَ مشاعرِ قلبكَ ومشاعر قلبِ الرَّبِّ؟ هل تَحتلُ تعاليمُ المسيحِ أفكاركَ أم أنكَ لا تهتمُ بما يَقولهُ؟
بالرُغمِ من أننا نَعيشُ في عالمٍ ملئٍ بالمُغرياتِ والخطيئةِ، إلا أنهُ لدينا الفُرصة لتنفيذ مشيئة الرَّبِّ. ولذلكَ، فَخيارتِنا تُحددُ ما إذا كانت رَغباتُ قلوبنَا ستُنفذُ أم لا. لأنهُ إذا كُنتَ قد استمتعتَ بالرَّبِّ، سيُعْطِيَكَ سُؤْلَ قَلْبِكَ."(مز 37: 4).
لمَاذا صَعد السَيدُ الجبل كلهُ حتى وصَل إلى القمةِ، بدلاً من مُجردِ الوقوفِ في الأسفلِ عندما رأى الحشدَ؟ بَالإضافةِ لذلك، لا يُمكنُ بأن يكونَ مَلك المُلوك قد جاءَ ليتكلمَ ويُلقي مَوعظتهُ على الجبلِ في تِلك اللحظةِ بالذات؟ ولكنهُ تسلقَ الجبلَ ليحصُل على التوجيهِ من الله الاب، وهذا جعلهُ يأخذُ القرارَ الصَحيح. ويُبين هذا لنَا أنهُ ينبغي لنَا أن نَتصرفَ بنفسِ الطريقةِ، أي أنهُ يجبُ علينا أن نَسعى للتوجيهاتِ الإلهيةِ في كُلِّ شيءٍ. فحتى التَواجدَ في محضرِ الله يُمكنُ أن يَنقل لنَا رِسالةً مُفيدةً. ونَحنُ نعلمُ أن " 'لِأَنَّنَا إِنْ عِشْنَا فَلِلرَّبِّ نَعِيشُ، وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَمُوتُ. فَإِنْ عِشْنَا وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَحْنُ." (رُومِيَةَ 8:14). لذلكَ، يجبُ أن نُصلي مثل مَا فعلَ داود، لأن كُلَّ ما هو دَاخلنا وكلّ ما نقومُ به سوف يُمجدُ اسم إلهنَا (مزمور 103: 1).
هل كانَ يسُوع يتبعَ مَنهِجا مُعيناً، أم كانَ يتبعُ الرُّوح القُدس؟ أنتَ تعرفُ الإجابةَ الصحيحةَ. وستتحسنُ حياتُنا كثيراً إذا سَعينا إلى لإرشادِات الله فيها، كمَا فعلَ كاتبُ المزمورِ. قال داوُّد أن الله العليِّ يعرفُ قِيامهُ وجُلوسهُ (مزمور 139: 2). اِبتسامتنَا مُمكنُ أن تُنقذَ أحدٌ ما وممكن أن تؤدي بِشخصٍ أخر للهلاكِ وكذلكَ نَظرتُنا. لذلك، أسمح للرُّوح القدس أن يُشكل سُلوكك ويَقودك في كُلِّ الأمورِ، بحيثُ تكونُ حياتُك نموذجاً للكثيرينَ. لقد لاحظت مَلكةُ سبأ، على سبيل الِمثال، أن لي عبيدِ سُليمانَ طريقةٌ مُعينةٌ في القِيامِ والجُلوسِ (1الملوك 10: 4-5). ولذلك يا أخي اِعتماداً على المُوقف الذي تأخذه، سيُساعدُك العليِّ في الظُهور بأفضلِ صُورةٍ، مثلُ اختيارِ مَلابسكَ أو أحذيتكَ، أو كيفَ تمشي وإلى أين يَجبُ أن تذهبَ.
كُلُّ ما يَحدثُ هُنالك جَعل التلاميذَ يَقتربونَ أكثر من يَسوع. فَحذاري من أن يكون غيابُ التوجيهِ والإرشادِ الإلهي هو السببُ الذي يَجعلُ أفراد عَائلتك يَبتعدونَ عنْ المُخلص؟ فما هو مَصيرُ العديدِ من المَسيحيين وأبنائُهم إذا جاءَ المسيحُ الآن؟ لذلك، يَجب أن نسئل الله حتى نتمكنَ من مُساعدةِ الآخرين.
تُظهرُ لنا الآيةُ أعلاهُ أن الوقت قد حان ليتكلمَ يَسوعُ بفمهِ. حسنا، لقد تحَدث لأن الرُّوح القُدس كان يَقودهُ. إذا كان الخالقُ وضعَ حشداً أمامك، هل تعتقدُ بأنك سَوف تكونُ قادرةً على فتحِ فمكَ وتَعليمهُم؟ أن السعي لأن تكونَ مسيحياً لا يكفي؛ يجبُ أن يكونَ المَرء مُستعداً لسيفِ الرُّوحِ، وكلمةُ الخلاص، التي تَشفي، وتُقدِّس وتُؤدي إلى الله.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز