-
-
"تَعَهَّدْنِي بِخَلَاصِكَ." (مزمور 106: 4 ب)
إن خَلاص حَياتنا هو أهمُ عملٍ من قِبل الرَّبَّ. فهو يُعطينا الحقَّ في الوصول إلى عَرشِ النِعمة، حَيثُ سننالُ كُلَّ شيءٍ. كما أنهُ أعطانا السُلطان على الشَّيْطان، وكُلِّ أعمالهِ. وبمُجرد حُصولنا على الخلاصِ، نَخرجُ من قبضةِ الشيطان، الذي كان يُهددنا ويَقمعُنا، لأننا الآن نَعلمُ أننا نَلبسُ النار السمَاوية.
إن العملَ الذي قامَ به يسُوع لإنقاذنا هو أكثرُ بكثيرٍ مما يُمكننا تصورهُ: عندما سفك دمهُ، اقامنا من السُقوط في كُلِّ خطايانا، واصبحنَا مُبررين ومُصالحين مع الله، والآن لا دَينونة على الذينَ هُم في المَسيح (رومية 8: 1).
إن المَأساة الكبيرةَ التي تُحيطُ بملايين من الناسِ، هي أنهم يتجاهلون ما يُمثلهُ الخلاص، وبالتالي يَبقونَ بعيدا عنْ العملِ الذي يَقوم بهِ الرَّبُّ في حياة كُلِّ من يؤمنُ بهِ. وهُم يَعتقدونَ أنهُم إن أصبحوا مُتدينين سَيرضونَ الله، ولكنَّ الحقيقةَ مُختلفةٌ تماماً: فَقلبُ الأبِ يَفرحُ عندما نَعيشُ وفقاً لكلامهِ.
أنت لا تَقرأ هَذا بِالصُدفةِ، كما أنهُ من قُبيلِ الصُدفةِ أن شَخصاً ما يَتخلى عنْ الخطيئةِ ويَسعى لعائلةِ الله. الرَّبَّ هو الذي يُوجهُ الإنسانَ إلى الحَقيقةِ، من خِلالِ المَحبةِ. ويفعلُ الآبُ ذلكَ لغرضٍ ما في قلبهِ، وهو إنقاذُ الأرواحِ. إن الرَّبَّ سُبحانهُ لا يُريدُ منك أن تَهزمَ وتتحدى قوَّى الظُلمة. ولكنَّ مَشروعهُ من أجلكَ هو أن يَراكَ غَني، ولا تَفتقر إلى أي شيءٍ.
تَتغيرُ كُلُّ حياتِنا عِندمَا نتقابلُ مع يسوع، فمَكانتنا في المَسيح تعني الكثيرِ جَداً لأنهُ أنقذنَا وأعطانا القُدرةَ على أن نُصبحَ أبناءُ الله بِكُلِّ الطُرق. وبِمُجردِ أن نَأخُذ السُلطان الذي لنا، يُمكننَا - ويَجبُ علينَا - أن نُطالبُ من الشرِّير أن يُغادرنَا. بِغضِ النظرِ عن نَوعِ الشَّيْطانِ أو يهاجمُ أي مجال في حياتنا: إذا قُمنا بِتوبيخهِ باسمِ يَسُوع، فإنه سوف يَتركنا.
عزيزي القراء، من خِلالِ الخَلاص عَادةً العِلاقة بَيننا وبين الخَالقِ. والآن لا شيءَ سيَفصُلك عن مَحبةِ الإلهِ القوي والوحيد (رومية 8: 38-39). فلا تَخجل! إن كُنتَ قدْ سلمتَ حَياتك فِعلاً للرَّبِّ، سَيحفظك ويَكتبُ اسمكَ في سِفرِ الحَياة (رؤيا 3: 5). قِف الآن وخُذ مَكانك فِيهِ!
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز