-
-
" لِأَفْتَخِرَ مَعَ مِيرَاثِكَ" (مز 106: 5 د).
يؤكدُ لنَا الكتابُ المُقدَّس أننا وَرثةٌ الله ووارثينَ مع يَسُوع (رومية 8:17). وهَذا يعني أن ما ورثناهُ ليسَ مَحدوداً، ولكننَا نستطيعُ فعلَ كل مَا فعلهُ، وخلافاً لذلكَ، فأن المسيحَ، كونهُ الآبنُ الوحيد لنْ يَكون هُناكَ وريثاً أخر، ولكنَّ ما فعلهُ المَسيح وعَلمهُ ووعدَ بهِ كان لأنهُ يَعلمُ أن كُلَّ الأشياءِ التي لهُ سَتكونُ تحتَ تصرفِ أبناءِ اللَه.
يَقولُ إشعياءَ "كُلُّ آلَةٍ صُوِّرَتْ ضِدَّكِ لَا تَنْجَحُ، وَكُلُّ لِسَانٍ يَقُومُ عَلَيْكِ فِي ٱلْقَضَاءِ تَحْكُمِينَ عَلَيْهِ. هَذَا هُوَ مِيرَاثُ عَبِيدِ ٱلرَّبِّ وَبِرُّهُمْ مِنْ عِنْدِي، يَقُولُ ٱلرَّبُّ."(إشعياء 54: 17). لذلكَ، سيكونُ من الغَباءِ أن نُفكرَ في مِيراثِ ثَروةٍ مَاديةٍ - مَثلأ، فَالذهبُ يُغطي فيمَا بَعد شَوارعُ السماءِ. كانت كلمةُ الله وَاضحةٌ ودَقيقةٌ عِندمَا تكلمَ الرَّبُّ عنْ مِيراثنا، ولم يَستخدم أي شَكلٍ من أشكالِ الكلامِ المُبهم.
يتجاوزُ مِيراثُنا قُدرة أي سلاحٍ لمحاربتنا وكل ألة تُشكلُ ضِدُنا؛ فإنهُ يضمنُ الحُكمَ على أي لِسانٍ يرتفعُ علينَا في القَضاءِ. لذلك لا يهُمنا ما يُعيرهُ البشرُ من أهميةٍ للأمراضِ القاتلةِ - كالسرطان، الإيدز وغيرها – فَنحنُ ما يهمنا هو أننا سوفَ نَحكُم على كُلِّ الأشياءِ التي تَجرؤُ على مُهاجمةِ حياتِنا. ولنْ يسودَ علينا أي فَخٍ يحاولُ عرقلةَ نجاحنَا ويُبعدنا عنْ طاعةِ صوتِ الرَّبِّ.
لا يَنبغي أن نُصدقَ أي خططٍ للعدوِّ، لأنها لنْ تتمكن منا أبداً. فنحنُ ننتمي إلى الله ولدينَا القوَّة على القضاءِ على كلِّ أرواحِ الشرِّ. وبالتالي، نحنُ أعظمَ من مُنتصرينَ في كُلِّ شيء (رومية 37:8)، ولا شيءَ - على الإطلاق ولا أي شرّ - يُمكن أن يَهزمنَا. ولا يَجبُ أن ننسى أبداً أن مِيراثنَا أكبرُ بكثيرٍ من قُدرة الشَّيْطانِ. وهَكذا، دَعونا نَعيشُ بسلامٍ وأمانٍ في يدِّ منْ جَعلنَا ورثتَهُ.
الحقيقة إن الشيءَ الرائعَ في كُلِّ هذا هو أنه كُلما عِشنَا كورثةٍ لله، كُلما حَصلنا على البركةِ، لأن كُلَّ شخصٍ يَأخذُ مكانهُ في المَسيحِ يصبحُ وريثا للآبِ ويُشاركُ في ذلكَ مع الرَّبِّ. لذلك، عِندما نقودُ الناسَ إلى الخلاصِ، سَيكونُ لدينَا مُكافأتٍ أكثر.
فلا ينبغي أن تكونَ رِسالتنا هي إدانة بلا أمل أو حل. وعلينا أن نوضحَ للجميعِ كم هو رَائعٌ أن نَنتمي إلى الله، وأيضاً، مَا نَجنيهِ عِندمَا نُطيعُ أمر الرَّبِّ ونُبشرُ بكلمته. فالوعدَ هو: "'أَعْطُوا تُعْطَوْا (لوقا 6 : 38 أ)، لذلك أخي، اِفرح بِميرِاثكَ !
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز