-
-
" فَآمَنُوا بِكَلَامِهِ". ( مزمور 106: 12)
يُعاني النَاسُ الذينَ لا يَعرفونَ الكلمةَ من "مرضٍ" رَهيب: وهو قَسوةُ القلبِ. وحتى عندَ حُضورهم كَنيسةً جيدةً، وهُناك العَديدُ مِنهُم لا يُؤمن ليَحصل على بَركات الرَّبَّ. ويَسعى هَؤلاء النَاس جاهدين للوصولِ إلى السَلام والرَخاء والشفاء من الأمراضِ وغيرها من الشُرور؛ ولكنهُم، لا يَحصُلون على هَذه البَركات نَتيجة لتصلُب قلوبهم. وفي بَعضِ الأحيانِ بَسببِ العِناد الشَديد، يَرفضونَ الإيمان بِما يقولهُ الرَّبَّ.
من الغباءِ عدمِ الرَغبةِ في الاستماعِ إلى كَلمةِ الرَّبِّ! فبالإضافةِ، إلى أنهُ هو أبانا و خَالق كُلَّ البَشرية، وأيضاً فَلديهِ هَدف مُحدد جداً وهو اِحضار البَعيدين إلى النُور. وإذا اِستمعنَا إلى مَا يَقولهُ العليِّ، سَننجحُ بِالتأكيدِ لأن الخِطةُ الإلهيةُ لخلقهِ هي الأفضلُ بلا شكٍ. فالله مَحبةٌ (يوحنا 4: 8 ب) والذي خَلقنَا على صُورتهِ ومِثالهِ، لم يَخلق أي شَخص ليُعاني في يَدِ العدوُّ.
يَجبُ أن نَسير مع المَسيح بغِضِ النظرِ عنْ مُعجزاتهِ. وإذا لمْ تَرى أي مِنها، هُناك من يَعتقدُ أن الخَطايا القديمةَ لا يَجبُ الأعترافُ بها، وأن الأخطاءَ التي ارتكبناهَا في حقِّ الآخرين لا يَنبغي علينَا إصلاحُها، فهذا النوع لا يُمكنهُ المُشاركةُ في أعمالِ ومُعجزاتِ الله. فإذا لمْ يَكُن هُناك عَائقٌ لعملِ نعمةِ الرَّبِّ التي يسكبها عَلينا، في كُلِّ وقتٍ، وهَذا ما يُسمى مُعجزةٌ.
يُعلمنا الكتابُ المُقدسُ أنه يَجبُ علينا أن نُؤمن، حتى نَتمكنَ من رُؤيةِ يد الله تعملُ من أجلنَا. والآن إذا لم نَضع ثِقتنا بهِ، فإننا لنْ نرى مُعجزاتهُ. وكُلُّ ما عَلينَا القيامُ بهِ هو التعلمَ من الأمثلةِ المَوجودةِ في الكتابِ المُقدسِ لفتحِ أعيننَا، وليُولد الإيمانُ في قلوبنا. وَبِدُونِ إِيمَانٍ لَا يُمْكِنُ إِرْضَاؤُهُ (العبرانيين 11: 6)، ولكنْ بالإيمان، سنكونُ قادرينَ على وضعِ أنفسنا تَحت تَصرفهِ ووفقاً لتعاليمهِ، وسنأخذُ كل ما هو لنا في المَسيح.
تختلفُ حياةُ من يُؤمنُ بالرَّبِّ، عن حياِة من يَدعي الإيمانَ. ولسوءِ الحظِ، لقدْ نجحَ الشَّيْطانُ في خِداعِ العَديدِ من البَشرِ الذينَ ليسَ لهُم عِلاقةٌ بالإيمانِ. وعِندمَا يُحققُ الشَّيْطان هَذا الهَدفَ، يُصبحُ الشخصُ هَدفاً سهلاً لهَجماتهِ، ونتيجةً لذلكَ، يضعفُ إيمانهُ. إذا كُنت قدْ فكرتَ في التخلي عنْ مَسيركَ مع الرَّبِّ، فتوقف عن هَذا الفكر في الحَال! وكُنْ على ثِقةً تامةً بأن الشَّيْطان سَيكونُ الوحيدَ الذي يُسعدهُ أن يَراك تُعاني.
تختلفُ الحياةُ اليَوميةُ لأولئكَ الذين يَمشونَ دَائماً مع الله، عنْ أولئك الذينَ لا يُؤمنونَ حقاً بهِ، وبِالتالي فإنهُم دَائما يَنتصرونَ على هَجماتِ الجَحيم. وأنت يَا أخي، لا تدع الشَّيْطانَ يَحرمك من السَعادةِ التي لكَ الآن وفي الأبديةِ.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز