-
-
"لِأَنَّكُمْ كُنْتُمْ قَبْلًا ظُلْمَةً، وَأَمَّا ٱلْآنَ فَنُورٌ فِي ٱلرَّبِّ. ٱسْلُكُوا كَأَوْلَادِ نُورٍ. لِأَنَّ ثَمَرَ ٱلرُّوحِ هُوَ فِي كُلِّ صَلَاحٍ وَبِرٍّ وَحَقٍّ. مُخْتَبِرِينَ مَا هُوَ مَرْضِيٌّ عِنْدَ ٱلرَّبِّ". ( أَفَسُسَ 5: 8-10)
يُولدُ كُلّ من في العالم في الظَلام، بِسببِ خَطيئةِ آدَم، وهَذا يَعني أن أولئكَ الذينَ لمْ يُولدوا مَرةً أخرى، يَفعلونَ مَا يَأمُرهم بهِ رُوح الخَطيئةِ. ولأن طَبيعتهُ مُرتبطةٌ بِمملكةِ الشرّ، فإن الشَّيْطان يُلهمهُم مَا يُريدهُم أن يَفعلوه. ومع ذَلك، هُناك سُؤال يَطرح: هل نَحنُ مَسؤولون عمّا فَعلناهُ قبل ولادتنَا من جَديد؟ الجواب هو نَعم ولا. نَعم، لأن الله قدْ أعطانَا ضَمير ونَعرف مَا إذا كانَ مَا نقوم بهِ هو الصَح أم الخطأ. ولا، لأن الطبيعة التي تَغلبُ عليها الظُلمة تَدفعنَا للسير في طريقِ الشرّ.
اِعتباراً من اللحظةِ التي نُولد فيها مرةٌ أخرى، نُصبحُ أبناءَ النُور. وبَعدهَا، لنْ يَعُد روحَ الشر يَقُودنَا، بل رُوحُ الرَّبّ. ومع ذَلك، فإن الله لا يُجبرُ أي شَخصٍ على اِتباعهُ، فهو قدْ وهبنَا إرادةٌ حُرة وعَلينا أن نَختار الطريق الذي نُريد أن نَمشي فيهِ. صَحيح أن الخَلاص أنقذنَا من عُبوديةِ الخَطيئةِ ومن سُلطان قوُّةِ الشرّ، ولكنَّ العدو لا يَزال يُحاولُ أغراءنا. لذلك، فالأمرُ متروكٌ لكُل واحدٍ مِنا، و من يُحبُ الرَّبَّ حقاً سَيقولُ "لا" للخطيئة.
یتوقعُ الآبُ منا أن نَسلُك كأبناءٍ للنورِ، مما یَعني أننا یَجبُ أن نُدركُ مَسؤولیتنا عنْ طُرقنا كأولادٍ للنور الذي ليْس فيهِ ظُلمةٌ البتة. أن تكونَ أبناً للنور فَهذا اِمتيازٌ وهو كذلك مَسؤوليةٌ، وهَذا هو السَبب في أننا لا يَجبُ أن نُعطي إبليس مَكاناً (أفسس 27:4). فالشرِّيرَ الذي كانَ يُغري يَسوعَ لمْ يَنجح لأن السَيد كانَ حَازماً في كلامهِ معهُ، ولمْ تُسفر تَجربتهُ عنْ شيء (متى 4: 1-11). ولذلك، ومن أجلِ الحُصولِ على نفسِ اِنتصارِ الرَّبِّ، يجبُ أن تستعملَ نفسَ الطريقةِ.
إن أبناءَ النُور مَخلوقاتٌ جَديدةٌ، تَسعى فَقط لإرضاءِ الرَّبِّ، لأنهُم يَعرفونَ حقاً ما تقولهُ كلمةُ الرَّبِّ. حتى عِندمَا يُوجدُ ما يبدو أنهُ أفضل لأنفسهم، لا يَقبلونهُ إن كانَ يُدينهُ الكتابُ المُقدس. وقدْ وعدَ مُخلصنا أولئك الذينَ تركوا كُلَّ شيءٍ من أجلهِ ومن أجلِ الإنْجيل سوفَ يَرثونَ الحَياةِ الأبديةِ (متى 19:29).
إن هَويتنَا الجَديدة تُعطينَا التَغلبَ على كُلَّ رغباتِ الجسدِ وكُلّ الإغراءاتِ. فلا شيء يُقارن بِما نَحنُ فيهِ في المَسيح. ومَا يُسيطر ويُدمر غيرَ المُخلصين أيضاً يُغرينَا، ولكنَّ تأكد أنَّ، كُلُّ آلَةٍ صُوِّرَتْ ضِدَّكِ لَا تَنْجَحُ.(إِشَعْيَاءَ54: 17).
حُقوق أبناءُ النور في المَسيح تَجعلهُم مُنتصرين في جَميع المَعارك، ولكن من المُهم أن يُمارسوا هَذه السلطة باسمِ يسُوع.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز