-
-
" لَكِنْ عِنْدِي عَلَيْكَ قَلِيلٌ: أَنَّ عِنْدَكَ هُنَاكَ قَوْمًا مُتَمَسِّكِينَ بِتَعْلِيمِ بَلْعَامَ، ٱلَّذِي كَانَ يُعَلِّمُ بَالَاقَ أَنْ يُلْقِيَ مَعْثَرَةً أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ: أَنْ يَأْكُلُوا مَا ذُبِحَ لِلْأَوْثَانِ، وَيَزْنُوا" (رؤيا يوحنا 2: 14).
يَتوقعُ الرَّبُّ من أبنائهِ أن يَعيشوا حَياةً مِثاليةً، ولكنَّ بَعضهُم يَفتحُ الباب أمامَ بعضِ الخَطايا التي يَروا أنها غَيرُ مُهمةٍ. وبهذه الطريقةِ يُشوهون سُمعتهم، وأيضاً بفعلِهم ذلك يُوضحونَ أنهُم لا يُريدون الله حَقاً.
يَنتظرُ الشَّيْطان أن يرى أي شيءٍ يُوشوهُ إيماننَا. ويُرسل شَياطينهُ، الذينَ في بَعض الحَالات، يُقدمونَ أنفسهُم كأشخاصٍ أبرياءٍ أو ولديهم إغراءاتٌ بَسيطةٌ. وهَذا هُو السَبب ويَجبُ عليكَ الحذرَ من فِخاخِ العدوُّ التي يضعهَا لنا، لأن لديهِ القُدرةَ على سَرقةِ خَلاصِك مِنكَ. وأولئكَ الذينَ تركوا أنفُسهُم تذهبُ بَعيداً في طريقِ حيلِ الجَحيمِ الخَفيةِ، وهَذا يَخلقُ حواجِزَ تَمنعُ حُصولهم على بَركاتِ الرَّبّ.
كانَ النبي بَلْعَامَ يَعرفُ الخالق، وهَذا هو السَبب في أن عَملهُ كنبي كانَ قوياً جداً. ولكنْ، بعدَ أن حَذرهُ الله - فَفَتَحَ ٱلرَّبُّ فَمَ ٱلْأَتَانِ، فَقَالَتْ لِبَلْعَامَ: «مَاذَا صَنَعْتُ بِكَ حَتَّى ضَرَبْتَنِي ٱلْآنَ ثَلَاثَ دَفَعَاتٍ؟ عِندمَا كان يُحاولُ الابتعادَ عنْ طريقِ مَلاكِ الرَّبّ (عدد 28:22) - أصرَ بَلْعَامَ على ذلك، ولهَذا السَبب تم اِستبعادهُ في النِهاية.
كانت الرَغبةُ في الحُصولِ على المَال، مُقابل العَطيةِ التي تَلقاهَا من الله، وكانت هَذهِ واحدةٌ من أكبرِ مشاكلِ بَلْعَامَ. وحتى يومنَا هَذا، يمكن لهَذا النُوع من الشهوةَ أن يقودَ كثيرينَ من النَاس للمشي بِطريقةٍ خَاطئةٍ. لقد استخدمَ الشَّيْطان تلكَ الحِيلة حتى معَ يَسوع المَسيح. ولكنهُ لمْ ينجح في ذَلك. ويَجبُ أن تُشابه الرَّبَّ في كُلّ مرةٍ يأتي فيها العدوُّ لإغرائك، ووبِخْه بِاستخدامِ الإنجيلِ.
ولأن العليِّ منعَ بَلْعَامَ من أنْ يَلعنْ أبناءَ إسرائيل، فقدْ قامَ هَذا الخَائن بِتعليم المَلك كيفَ يَضع مَعثرةً أمامَ شَعبِ الله. وعَلمهُ كيفَ أن النِساءِ المُوآبيات يَستطعنْ جَذبَ رِجالَ إسرائيل إلى أعَيادهنْ الوَثنية، وبَذلك بَاعوا أجَسادهُم للزِّنا وفعلوا الخَطيئة في عيني الرَّبِّ، (عدد 22: 1-8).
تَكلمَ يَسُوع عنْ العثرات التي سَتأتي على شَعبه، وقالَ إنها حَتمية، ولكنهُ حذرَ من أن أولئكَ الذينَ تسببوا لهُم فيها، سوفَ يَدفعونَ الثمنَ بَاهظاً جداً (متى 18: 7). ولذلكَ، فمن الجيدِ أن نكونَ حذرينَ حَتى لا نسبب أي عثرةٍ لأي من أبناءِ الله. لنْ يغفرَ لأولئك الذينَ وضعوا حَجرَ عَثرةٍ أمام أيٍ من أبناءِ الرَّبّ (لوقا 17: 2).
كما في الأعياِدِ الوثنيةِ التي كان فيها ذبائحٌ للشياطينْ، فكذلكَ كُلَّ وليمةٍ دِينيةٍ لا تقومُ على كلمةِ الرَّبّ هي عِبادةٌ لآلهةٍ غريبةٍ. ليْس من الجيدِ أن نَكونَ من بين أولئكَ الذينَ يَحضرونَ هَذهِ الأماكنِ لأنهُم لا يَعرفونَ مقدارَ الضَرَّر الذي يُسببونهُ لأنفسهُم وللأشخاصِ الآخرين.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز