-
-
" وَجَعَلَ دَاوُدُ مُحَافِظِينَ فِي أَرَامِ دِمَشْقَ، وَصَارَ ٱلْأَرَامِيُّونَ لِدَاوُدَ عَبِيدًا يُقَدِّمُونَ هَدَايَا. وَكَانَ ٱلرَّبُّ يُخَلِّصُ دَاوُدَ حَيْثُمَا تَوَجَّهَ." (2صموئيل 8: 6).
يَبدأ الفصلُ الثامنُ من الكتابِ الثاني من صَموئيلَ في سردِ سلسلةٍ من المَعاركِ التي خَاضهَا دَاود النَبي. وكانَت النَتيجةُ التي تَوصلَ إليهَا بأن المواجهةَ مع العدوُّ لنْ تتوقف بِمجردِ فوزهِ في مَعركةٍ واحدةٍ. ومع ذَلك، لمْ يدع رجُل الله هَذا نفسهُ تنقاد بعيداً وَراء التَهديدات، ولمْ يقع في خَطيئةِ التذمُر. وبدلاً من ذلك، واجها كُلَّ خُصومهِ وانتصرَ على كُلّ من كانوا يُعادونهُ.
فيا إخوتي، إذا خَرجتُم من مَعركةٍ، وفوراً وجَدتم أنفُسكم في مَعركةٍ أخرى، يَجبُ أن لا تَنخدعوا أو تَشْكوا للرَّبَّ. وتحملوا بِصبر، وأكملوا تَقدمكُم حتى تَتغلبوا على كُلَّ العَقبات. ولتعلم أنهُ بسماحٍ من الرَّبّ حَدثت هَذهِ التجارب في حَياتِك. فلتفرح، لأن كلمةَ الله تُعلن أن كُل من ينخدع ويَقع ضَحيةَ الشَتائم من أجلِ المَسيح يَجبُ أن يَفرحَ ويكونَ سَعيداً للغايةِ (متى 5: 11-12).
فبدلاً من اليأس - الذي سَيكونُ مُشكلة كبيرةً بمعني الكلمةِ – وجهَ داوود نَظرهُ دائماً إلى الله. وأولئك الذينَ يفعلونَ مثلهُ، لا يَستطيعُ أي سلاحٍ يوجهُ ضِدهُم من قبلِ العدوُّ ضربهُم(إشعياء 17:54). ففي الواقعِ، إذا فَحصنا هَذا المَقطع كُله سنرى أن صَاحبَ المزمور اِتخذ القرارَ الصحيح - ويَجبُ علينا أن نَحذو حَذوهُ. ولتحقيقِ هذهِ الغايةِ، يَجبُ أن نَمتلك كُلَّ ما أعطيا لنا، وبَهذه الطريقةِ سَنحصلُ على البركةِ بالكاملِ.
نرى في الآيةِ 1 أن دَاوُّد قد هَزمَ الفلسطينيين وأخضعهُم - ووضعهم تَحت سُلطتهِ. وبِالمثل، يَجبُ أن لا نُعطي فُرصةً لأي شهوةٍ بالسيطرةِ علينا. وإذا كُنا قد تغلبنَا عليها مَرةً واحدةً وإلى الأبدِ فهي لنْ تُزعجنا مرةً أخرى.
وهَذا لمْ يكُن كافياً، فقدْ أنتصرَ كاتبُ المُزمورِ في الحَرب ضدِ المُوآبيين. وَقَاسَهُمْ بِٱلْحَبْلِ. أَضْجَعَهُمْ عَلَى ٱلْأَرْضِ، فَقَاسَ بِحَبْلَيْنِ لِلْقَتْلِ وَبِحَبْلٍ لِلِٱسْتِحْيَاءِ. وَصَارَ ٱلْمُوآبِيُّونَ عَبِيدًا لِدَاوُدَ يُقَدِّمُونَ هَدَايَا. وهَذا يُعلمنا أن هُناك أشخاصٌ يجبُ أن نَبتعدَ عنهُم؛ وأيضاً هُناك البَعضُ الآخرُ بحاجةٍ لنا لنُحذرهُم و نَغفر لهُم، وبَهذهِ الطريقة سَوف نُساعدهُم.
وَضَرَبَ دَاوُدُ هَدَدَ عَزَرَ بْنَ رَحُوبَ مَلِكَ صُوبَةَ حِينَ ذَهَبَ لِيَرُدَّ سُلْطَتَهُ عِنْدَ نَهْرِ ٱلْفُرَاتِ. 4فَأَخَذَ دَاوُدُ مِنْهُ أَلْفًا وَسَبْعَ مِئَةِ فَارِسٍ وَعِشْرِينَ أَلْفَ رَاجِلٍ. وفي ذَلك الوقت، الوضع ونوع السلاح يختلف ولم يكن من السهل تقريبا لأي شخص اعتقال الكثير من البشر وأخذهُم كأسرى، ولكنَّ ملك إسرائيل كانت قوُّة العليِّ معهُ وبِجانبهِ. وبالمثل، إذا أخذنَا نحنُ التعليمات من الرَّبّ ونَفذناهَا، سَنحصلُ على النَجاح الذي نَحتاجُ إليهِ.
ثم انضم فَجَاءَ أَرَامُ دِمَشْقَ لِنَجْدَةِ هَدَدَ عَزَرَ مَلِكِ صُوبَةَ، فَضَرَبَ دَاوُدُ مِنْ أَرَامَ ٱثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ أَلْفَ رَجُلٍ. 6وَجَعَلَ دَاوُدُ مُحَافِظِينَ فِي أَرَامِ دِمَشْقَ، وَصَارَ ٱلْأَرَامِيُّونَ لِدَاوُدَ عَبِيدًا يُقَدِّمُونَ هَدَايَا. وَكَانَ ٱلرَّبُّ يُخَلِّصُ دَاوُدَ حَيْثُمَا تَوَجَّهَ..
واخيراً، لا جَدوى من اِصرارِ العدوُّ على اِضطهادِ أبناءِ الله لأن الرَّبَّ قُوتهم. ولذلك، إذا كُنت جُزءً من الأُمةِ المُقدسةِ - الشَعب المُختار - وإِذا كُنت ملكيةٌ خَاصة، يَجبُ أن لا تخاف من أي حَربٍ لشرِّير. وأمضي قُدماً وأقهر أعَدائكَ. والعملُ الذي كُلفتَ بهِ، سَتنفذهُ وتَنجح فيهِ دَائماً!
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز