-
-
"وَلَكِنْ مِنْكُمْ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ. لِأَنَّ يَسُوعَ مِنَ ٱلْبَدْءِ عَلِمَ مَنْ هُمُ ٱلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ، وَمَنْ هُوَ ٱلَّذِي يُسَلِّمُهُ."(يوحنا 6: 64)
بَعدَ سُقوطِ آدمَ وصَل الإنسان إلى حَالةٍ سَيئة: فَلقد خَلقهُ الرَّبَّ ليتسلطَ ويُسيطرَ على كُلِّ شيءٍ - في العَالمينْ المَادي والرُّوحي على حدٍ سِواءَ - ولكنهُ أستُعبدَ من قِبلِ الشَّيْطان. واليوم، الذي لا يُولدُ مرةً أخرى من فوق، يَكونُ تَحت تَأثير مِثلِ هَذا الشرِّ العَظيم، ولا يَستطيع المَشي مع الله. وبِغضِ النظرِ عنْ مدى صُعوبةِ ذَلك فهو دَائماً يُحاولُ أن لا يَتبع مَشيئة مَلكِ الظُلمةِ. وفقط من خِلالِ الولادةِ الجَديدةِ يُصبحُ قادراً على الخُروجِ من إمبراطوريةِ الظُلمةِ والدُخولِ لمملكةِ ابنِ الله القوِّي.
الله لا يَكذب، ولكنهُ دَائماً يُنفذُ وعودهُ، وهُناك بَعضَ الناسِ الذينَ لا يُؤمنونَ بهِ ولا يَفهمونَ أن هُناك قوَّةٌ قادرةٌ على العملِ في العَالمِ المَادي والتي هي أكبرُ من كلُّ حُدود الشرّ. وهَذا هو السَبب في أن هَذا النَوعُ من البشر لا يُمكنهُم أن يَنجوا من هَجماتِ الشرِّير. وفي بعضِ الحَالات هُم يُحاولونَ الفرار من هَذا الشرّ العظيم، ولكنْ في بَعضِ الحالاتِ الأُخرى لا يَستطيعونَ فِعل ذَلك. وعلى أي حالٍ، يَجبُ أن يَدخُل الرَّب إلى حَياتهم من أجلِ أن يَفتحَ عُيونهُم ولولا َذلك سَوف يَموتونَ في خطاياهُم ويُضيعونَ إلى الأبد.
لقد خَلقنَا الرَّبّ وهو يَعرفنَا تماماً، ويَعرفُ كُلَّ شيءٍ عنا (مز 139: 1-3)، وحتى عددُ شَعرنَا مَعروفٌ عندهُ اليوم وكمَا في المَاضي. وهو يَعرفُ ما يَفعلهُ الشَّيْطان بِحياتِنا وكيفَ يُمكننَا أن ننجو بِأروحنَا منهُ. ولكِنْ عَلينا أن نُعطي الكلمةَ مكانتهَا المُناسبة في حَياتنَا. هُناك أناس يُعلنون قبولَ كُلّ مَايقولهُ لهُم الرَّبّ، ولكنهُم في الواقعِ يفعلونَ ذلكَ للحُصولِ على البَركة. ولذلك، عِندمَا يأتي إليهم الوحي في شكلِ تَوبيخ من أجلِ أن يَتوقفوا عنْ فعلِ شيءٍ خَاطئ، تجدهم في هَذهِ الحالةِ تتحولُ أذنهُم للصممِ، ويُعرقلونَ بِذلك عَملُ القوة الإلهيةَ في أرواحهِم.
الرَّب كلِّي المَعرفة ويَعرف حقاً لمَاذا لا يَحصل أي شخصٍ على البركةِ. وأولئك الذينَ سَلموا أنفسهُم لهُ يعرفونَ كيفيةَ الحُصولِ على كُلِّ شيءٍ ليَكونوا نَاجحين. ومن نَاحيةٍ أخرى فَإن أولئكَ الذينَ يَرفضونَ السيرَ وفقاً للتوجيهاتِ السَماوية لنْ يحققوا النَصر حتى ولو كانوا يَسعونَ إلى الإيمانِ بما هو مَكتوب. وبِعبارةٍ أخرى، فِي بَيْتِ ٱلصِّدِّيقِ كَنْزٌ عَظِيمٌ، وَفِي دَخْلِ ٱلْأَشْرَارِ كَدَرٌ (الأمثال 15: 6). وإن الحلَ لكُلِّ المشاكلِ مُتاح لكُل يضع إيمانهُ في يَسوع ويُصبحُ عاملاً بكلمةِ الرَّبّ.
حَقيقةَ أن هُناك خَونةٌ في وسَطِنا هو شيءٌ مُحزنٌ جداً، ولا يَزالُ مَوجود إلي يومنا هذا. وفي الواقعِ فأن مَدرسةَ "يَهوذا الإسخَريُوطي" لمْ تُغلق؛ بل على العكس، فلا يَزال ذَلك الخائن يُنتجُ تَلاميذاً. ومنَّ المُدهشِ أن ترى الكثيرَ من الناسِ يَتأثرُ بشيطانِ الخيانةِ، الذي يَعملُ في قلوبهم، ويضعهُم في مَواقِفَ صَعبةٍ. وأولئكَ الذينَ تَحالفوا مع يَهُوذا هُم في كارثةٍ سوفَ يُعانونَ من نَتائجهَا في الأبديةِ.
أُنظر فَقط إلى يَسُوع وسَوف تَعيش حَياةً غَنيةً ومُباركةً !
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز