-
-
"لَا يَغُرَّكُمْ أَحَدٌ بِكَلَامٍ بَاطِلٍ، لِأَنَّهُ بِسَبَبِ هَذِهِ ٱلْأُمُورِ يَأْتِي غَضَبُ ٱللهِ عَلَى أَبْنَاءِ ٱلْمَعْصِيَةِ" (أفسس 5: 6)
ما يَجعلُ الشَّيْطان يَستمتعُ أكثرَ من أي شيءٍ أخر، أن يضع أُناسٍ في وسطنَا من أجلِ خِدعانَا. وهو يَقومُ بتدريبِ خُدام مَملكتهِ بشكلٍ جيدٍ جداً - وهي مَملكةٌ مُنظمةً تنظيماً جيداً، وبذلك- يُرسلهُم بِكُل اِمكانياتهم لإغراءِ أولئكَ الذينَ لا يَنغرسون في كلمةِ الله. لأن الذينَ لا يَهتمونَ بِما يُعلمهُم إياهُ العليِّ ويصبحونَ فَريسةً سهلةً في أيدي أعظم مُخادع، ولكنَّ أولئكَ الذينَ يقفونَ راسخونَ في الوحِيد الوَدِيعٌ وَالمُتَوَاضِعُ ٱلْقَلْبِ، (متى 11:29) لنْ يَهتزوا.
خُدامَ الشَّيْطان دَائماً كلامهُم يكونُ عنْ أشياءٍ فارغةً. وفي بعضِ الأحيانِ يبدو أنهُم يَتصرفونَ بودٍ، وكُلَّ مَا يَقولونهُ ويقومونَ بهِ يُشيرُ إلى أنهُم يُريدونَ أن يُقدمونَ المُساعدةَ. ولكنْ احذروا! لأن كَلماتهُم لهَا القُدرة على إفسادِ كُلِّ شيءٍ حولها! وأولئك الغير مَغروسينَ في الصَخرِ، من المُمكنِ أن يَكونوا مُختلطينَ بالعدوُّ ومُتشابكينَ معهُ، ولا يَعرفونَ ذَلك، ولكنهم عِندمَا يَفعلونَ ذلك، سَيكون الأوانُ قدْ فات. فَيجبُ علينَا أن نَقف دَائماً على الأساس الوحِيد - كلمةَ الله - وبِذلك لنْ ننخدع.
وبغضِ النظر عنْ نيةِ الشخص، فما يَهم حقاً هو الطريقةُ التي يَتحدثُ بها. ففي الواقع، يُمكن لأي شخصٍ أن يَقول كلماتٍ فارغةٍ، وكُلّ الكلام المُفيد لا يأتي إلا من فمِ الله. ومنْ يُؤمن بهِ ويلتزم بِتعاليمهِ لنْ يُخدع أبداً. ولكنَّ، الذي لا يَكونُ في اِنسجامٍ مع مَا يتعلمه من كلمةِ الرَّبَّ سوف يَضلُ بِسهولة.
يَأتي غَضبَ الرَّبّ على أولئكَ الذينَ يَحتقرون كلمتهِ. حتى عِندمَا يُحذرهُم، فَكثيرونَ يُفضلونَ أن يَكونوا مِن أَبْنَاءِ ٱلْمَعْصِيَةِ. حسناً، ولأن الله كُلِّي المَعرفة، هُو يعلمُ كُلَّ شيءٍ، وبالتالي، فهو يرى مَا يُحاولُ الشَّيْطان فعلهُ لأخذنَا من النور وجَعلنَا نُعاني. ويقومُ الله بِأرسالِ خُدامهِ لتوصيلِ الرسائلِ لنَا والتي تَجعلنَا قادرينَ على هَزيمةِ الشَّيْطان.
نَرى العَديد مِن أَبْنَاءِ ٱلْمَعْصِيَةِ، في كُلِّ مكانٍ وحتى في الكنائسِ - وهُم أولئك الذينَ لا يُريدون الانتباهِ إلى الرَّبّ، والذينَ يَشتكونَ من المَتاعب التي يَمرونَ بها ويلومونَ الله لعدمِ حمايتهم. حسناً، فإن أولئكَ الذينَ يتصرفون بِهذهِ الطريقةِ سيتحملونَ المَسؤوليةَ عنْ الضررِ الذي سَيعانونَ منهُ بسببِ تمردهِم. كمَا في إحدى المُناسباتِ التي أخبرَ فيها الله سُليمان أنهُ إذا تَركهُ، فسوفَ يَتركهُ الرَّب أيضاً (2 أخبار الأيام 7: 17-22). إخوتي، مَا أعلنتهُ الكلمة قبلَ ثلاثةِ آلف سَنة هو نَفسهُ إلى اليَوم. لذلكَ، دَعونَا لا نَترُك أبانا أبداً!
قالَ يسُوع أنَّ كلماتهُ هي رُوحٌ وَحَيَاةٌ (يوحنا 6: 63). وأولئكَ الذينَ يأخذونَ على أنفسهم ما يقولهُ الله لهُم، لديهم سُلطانهُ الذي يَستعملونهُ لصالحِهم. ومن جهةٍ أخرى، فإن أولئك الذين يَبتعدونَ عنْ ما يَمتلكونهُ سَيكونونَ لوحدهُم، دُون حِمايةً، وحَتى لو كانوا يَسعونَ جَاهدين، فإنهُم لنْ يَستطيعونَ التخلُص من هَجماتِ رئيسِ الظلامِ.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز